نشرت صحيفة “السفير” اللبنانية المقربة من النظام السوري تقريرا “كشفت” فيه عن اكتمال الاستعدادات لحرب “روسية إيرانية أمريكية” مشتركة بالتنسيق مع بقايا جيش بشار الأسد ضد تنظيمي “القاعدة” و”داعش”.
ونقلت الصحيفة اللبنانية عن مصادر أمنية غربية قولها إن الروس والأميركيون أنهوا مشاورات خلال عملية الجسر الجوي أدت إلى التوافق على غرفة عمليات مشتركة في سوريا، تضم ضباطاً من هيئات الأركان لدى الطرفين.
وأضاف التقرير أن ست طائرات روسية، من طراز “سوخوي 30″، تمركزت في مطار حميميم قرب مدينة جبلة على الساحل السوري، فيما تتوقع مصادر سورية أن تنضم إلى السرب الأول ست طائرات من طراز “سوخوي 34”.
ويعمل الروس على حشد أسراب إضافية من طوافات “مي 23” و”مي 25″، فيما ينتظر نظام الأسد استلام 8 طوافات من طراز “مي 28″، المعروفة باسم “الصياد الليلي”، لمواجهة الدبابات وتطوير العمليات الليلية، كما أوردت الصحيفة اللبنانية المقربة من نظام الأسد.
وتبدو المهمة الأولى لغرفة العمليات تبادل المعلومات حول بنك الأهداف، خصوصا وأن قوات الأسد والإيرانيين يملكون معلومات “أرضية” أوسع بكثير مما تملكه عمليات الاستطلاع الجوي الأميركية المستمرة، وفقا لادعاء الصحيفة.
كما تسعى الغرفة المشتركة إلى تنظيم “الازدحام” في الأجواء السورية، خصوصا في الشمال، التي تجوبها مقاتلات سورية وأميركية وروسية قريبا، تضيف الصحيفة.
ومن الواضح أن الأولوية، أمريكيا وروسيا، يتابع التقرير، أصبحت للعمل الميداني واختبار الميزة الروسية، التي يفتقدها الأميركيون في الحرب على “داعش”، بحيازتهم حلفاء على الأرض وقوة برية تساند العمليات الجوية، فضلاً عن انعدام الجدية الأميركية في الحرب على التنظيم، وفقا لتعبير الصحيفة.
ويرى التقرير أن أولى نتائج الخطوة الروسية، وقبل شن أي غارة وضرب أي هدف، هو اعتبار بقاء الأسد في موقعه أمراً مقبولاً أميركياً، ولو إلى حين.
ويبدو أن الميدان تحول إلى أولوية غير مسبوقة لدى الطرفين، كما ادعى التقرير، مع تراجع الخلاف حول شروط الحل السياسي، خصوصاً بالنسبة لمستقبل الأسد.
ويتوقع الكاتب أن نشر الطائرات الروسية المقاتلة يستجيب لخطط قصف جوي واسع وثقيل، والاستفادة من قدرة “سوخوي 34” على العمل كقاذفة، حيث إنها تحمل ثمانية أطنان من القنابل، ومن مداها الواسع الذي يبلغ 1500 كيلومتر، لتغطية الأراضي السورية كافة، انطلاقاً من مطار حميميم الذي يتوسط منطقة حصينة وآمنة.
وتضيف الصحيفة، استنادا لمصادر أمنية غربية، أن العمليات الروسية لن تتوقف بالتنسيق مع قوات الأسد والإيرانيين على الدفاع عن “سوريا المفيدة” فحسب، إذ تشير طبيعة المعدات المنشورة إلى أهداف أبعد، أولها يتعلق بالأمن القومي الروسي، بضرب التجمعات “الجهادية” الشيشانية والقوقازية في الشمال السوري، وعلى مقربة من قواعدها الخلفية في تركيا، كما يشمل ضرب أهداف أوسع في الجنوب السوري، حيث تنتشر على مشارفه مجموعات تنظيم الدولة وفي الشرق حول مدينتي الميادين ودير الزور.
ولاحظت مصادر إسرائيلية أن اختيار الروس نشر “سوخوي 30” هذا النوع من الطائرات، والتي لا تستخدم في مساندة العمليات البرية، تزيد المخاوف من أن الهدف الحقيقي لروسيا ليس محاربة “داعش”، وفقط، وإنما تحصين نظام الأسد بالتعاون مع الإيرانيين. ومقاتلات “سوخوي 27” هي طائرات معارك جوية، ما يجعلها قادرة على مواجهة أي محاولات لاختراق الأجواء السورية، وهو ما يصعب مهمات سلاح الجو الإسرائيلي.
وربما لهذا السبب ذكرت عدة مواقع إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي، وعلى خلفية زيارة نتنياهو لموسكو، بدأ في إنشاء آلية فنية لتنسيق النشاط الجوي مع الجيش الروسي.
وفي إسرائيل تقديرات بأن النشاط العسكري الروسي في سوريا ستختلف وتيرته إذا زادت هجمات المسلحين على القوات الروسية، ولذلك ثمة حاجة لآليات التنسيق بين الجيشين.
وأيا يكن الحال، فإن في إسرائيل من ينظر إلى النشاط الروسي المتزايد في سوريا على أنه ينطوي على فرص ومخاطر في الوقت ذاته. وكتب في هذا التوجه، المعلق العسكري في موقع “يديعوت احرونوت”، رون بن يشاي، أن الوجود الروسي سيحاول منع احتمالات الصدام بين الأسد وإيران مع إسرائيل.
وملخص هذه الحكاية جاء بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته الحالية إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي معلنا انه اتفق مع فلاديمير بوتين على وضع آلية تنسيق للقوات الإسرائيلية والروسية بشأن سوريا.
واللافت كذلك في هذه الزيارة ليس اصطحاب نتنياهو لقادة جيشه للقاء قادة في الجيش الروسي من أجل تنسيق المواقف وإنما تزامن الزيارة مع زيارة المسؤول الايراني مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى روسيا لإهداف غير معروفة.
تعليق واحد
الرئيس يمشي بثقة من دون حرسه في الغرب ليظهر كم هو ديمقراطي ومتواضع، في وقت كان عليه أن يعمل بجد لنقل البلاد إلى واقع مستقر حقيقي وليس أن يوكل الأمر إلى إدارة الوفية فيما هو في الخارخ يقضي الوقت مع حبه!!!!؟؟؟