سلط تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني الضوء حول إرسال الإمارات العربية المتحدة القوات الإماراتية وهم عبارة عن مجندين إلى اليمن وصدمة عائلاتهم وغضبها، لأن الحكومة ترسل شبابًا يؤدون الخدمة العسكرية إلى منطقة حرب، رغم غياب التجربة القتالية لديهم، على حد قولهم.
وأشار التقرير إلى أنباء ترددت على مواقع إعلامية محلية بصدور قرار بإعادة مجندي الخدمة العسكرية الإجبارية الإماراتيين من اليمن خلال الساعات القادمة وعدم إرسال قوات برية من المجندين على الإطلاق.
مشاركة الإمارات
بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح بدأت في الساعة الثانية صباحًا بتوقيت السعودية من يوم الخميس 26 مارس 2015، الغارات الجوية على مواقع الحوثيين باليمن.
أكد بيان لدول الخليج، ما عدا سلطنة عُمان، الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بردع عدوان مسلحي الحوثي وتنظيمي القاعدة والدولة على البلاد، وصدر بيان لدول السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت ما عدا عمان، قالت فيه: قررت دولنا الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق”.
ويقدر عدد أفراد القوات التي أرسلتها الإمارات إلى اليمن بأكثر من 1500فرد وشاركت أيضًا بحوالي 30 طائرة حربية.
خسائر الإمارات
خسرت الإمارات في يوم واحد 45 جنديًا من قواتها المشاركين في التحالف العربي جراء انفجار في مستودع للأسلحة، في وقت وصفت فيه بعض وسائل الإعلام خسائر الإمارات بأنها أكبر خسائر بشرية يمنى بها الجيش الإماراتي منذ تأسيس الاتحاد الإماراتي عام 1971، وأشادت الصحف الإماراتية بتضحية “الشهداء” في اليمن.
وطرح هذا العدد من القتلى توقعات من قبل المراقبين حول مدى تأثيره على استمرار الإمارات في الحرب ضد الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في اليمن، فالدول الخليجية، كما يرى البعض، قد لا تتحمل تكرار حوادث من هذا النوع ، كما أن قصف التحالف المتواصل لأهداف في اليمن منذ أواخر مارس الماضي يبدو وكأنه لم يحسم الأمور تمامًا على الأرض.
غير أن معلقين إماراتيين رأوا أن العدد الكبير من القتلى الذي مني به التحالف لن يفت في عضد الإمارات، أو أي من دول الخليج المشاركة بهذا التحالف، وأن الإمارات عندما شاركت في هذه القوة كانت تدرك منذ البداية احتمالات وقوع قتلى في صفوف قواتها، وقد بدا ذلك واضحًا أيضًا في رد فعل الإمارات على مقتل جنودها، إذ قالت إنه لن يضعف من عزمها على مواصلة العمل مع التحالف لإعادة الرئيس اليمني المعزول عبدربه منصور هادي إلى منصبه.
سحب الجنود من اليمن
تعرضت الدولة والشارع الإماراتي منذ “الجمعة الدامية” 4/9/2015 – التي قتل فيها 45 جنديا إماراتيا لضغوطات شعبية كبيرة تدفع باتجاه إعادة القوات البرية من اليمن بصفة عامة ومجندي الخدمة الإلزامية الإجبارية الذين لم يمض على حياتهم العسكرية سوى بضعة أسابيع على وجه الخصوص.
ولم يستطع صناع القرار في الإمارات تجاهل رد الفعل الشعبي الغاضب بعد مقتل الجنود، ورأت السلطات أن القوات البرية ليست هي الشكل المناسب للمشاركة في اليمن لاعتبارات عسكرية وعملياتية.
كان الإعلام الإماراتي قد طرح في الفترة الأخيرة العديد من المبررات والمسوغات لإرسال جنود لليمن.
وقال محللون إن قضية إعادة مجندي الخدمة الإلزامية لبلادهم الذي صدر اليوم أول قضية رأي عام يكسبها الشارع الإماراتي ليس بضغوطه ومطالباته وإعلامه، وإنما بدماء نحو 50 قتيلاً قضوا في اليمن.