تناولت صحيفة “التلغراف” البريطانية قصة الطبيب السوري أبو محمود الذي ترك مهنة الطب في حلب وتحول إلى مهرب للسوريين وغيرهم انطلاقاً من تركيا.
وقالت الصحيفة إن معدلات الدخل المادي لأبو محمود وصلت خلال شهر واحد من جراء التهريب نحو 100 ألف دولار، وهو رقم ما كان يمكن له أن يحققه من ممارسة مهنة الطب.
وتقول الصحيفة إن أبا محمود يجلس يومياً ولساعات طويلة في أحد مقاهي إسطنبول ولديه 3 هواتف نقالة، يرد من خلالها على طالبي الهرب، حيث يتجمع العشرات يومياً قرب المقاهي وسط إسطنبول بحثاً عن المهربين لغرض الاتفاق معهم، وغالباً ما يكون أولئك المهربون معروفون من قبل نوادل المقاهي التركية.
بعد أن سيطر المسلحون على نصف حلب تقريباً، قرر أبو محمود، وهو اسم مستعار، أن يغادر صوب تركيا، حيث بدأ نشاطه بمدينة مرسين قبل أن ينتقل إلى إسطنبول.
بدأ نشاطه بدون أي مقابل، كان يعتقد أن عليه واجباً بتخليص شعبه من بطش النظام السوري، غير أن حاجته للمال دفعته لاحقاً إلى أخذ عمولة مقابل القيام بدور لتهريب الأشخاص “الناس تثق بي لأنني كنت طبيباً”.
تكلفة الرحلة كانت تصل إلى نحو 5 آلاف دولار في مرسين، حيث إن القوارب تقوم بنقلهم إلى إيطاليا، مؤكداً أن تلك القوارب تستعمل لمرة واحدة فقط.
بعد أن انتقل إلى إسطنبول فإن العمل بمفرده لم يكن ممكناً، فعمليات التهريب تسيطر عليها عصابات المافيا التركية، وبات يعمل لديه 15 موظفاً، تتلخص مهمتهم العثور على الزبائن ومرافقتهم إلى الساحل.
يقول أبو محمود إنه نجح خلال عامين بإرسال ما بين 8 آلاف إلى 9 آلاف شخص إلى إيطاليا واليونان “دون غرق واحد” كما يؤكد للتلغراف البريطانية.
ويربط أبو محمود ارتفاع معدلات الهجرة حالياً إلى أوروبا بقرار يوناني قضى بفتح الحدود إلى الشمال الأوروبي.
رحلة اللجوء تكلف الشخص نحو 1100 دولار، ولكن الذهاب إلى السويد أو النرويج قد تصل تكلفة الشخص الواحد إلى نحو 3 آلاف إلى 4 آلاف يورو.
ويرسل رسالة عبر التلغراف إلى قادة الاتحاد الأوروبي قائلاً: “أريد فقط أن توصل هذه الرسالة إلى الاتحاد الأوروبي، اللاجئون سوف يأتون إلى بلادكم حتى لو تم إغلاق كافة الحدود، سوف يحفرون الانفاق إن لزم الأمر”.
ويدعو أبو محمود إلى أن تتولى الأمم المتحدة ترتيب أوضاع اللاجئين، فبدلاً من ترك الناس يدفعون أموالاً للمافيا ليفتحوا الطريق أمامهم ليدخلوا بطريقة قانونية، لماذا يتم ترك الناس لتتحول إلى غذاء للأسماك؟