روت سوزان كاليدرون الناجية من حادثة الواحات في مصر تفاصيل ما جرى مع الفوج السياحي الذي تعرض لقصف مصر الأحد الماضي خلال رحلة سفاري في الواحات البحرية بالصحراء الغربية, وذلك عقب مغادرتها إلى جانب 5 آخرين من المصابين إلى موطنهم بصحبة وزيرة الخارجية كلاوديا ماسيو ساليناس على متن طائرة حكومية.
وقالت سوزان كاليدرون، الذي قتل زوجها في الحادث، مستهلة حديثها بالقول: إنها شاهدت زوجها لويس بارخاس وهو يحتضر بجانبها إثر إصابته في الغارة، وكانت آخر كلماته لها “أنا أحبك”.
وبحسب صحيفة “نيويروك تايمز” الأمريكية، قالت السائحة المكسيكية التي أصيبت في ذراعها ” لقد تم قصفنا حوالي خمس مرات من الجو، واستمرت تلك الغارات لنحو ثلاث ساعات”.
وتابعت “وقت بدء الهجوم، كنا خلال استراحة الغداء، وكنت أضع الكريم الواقي من الشمس لزوجي، بيد أنه لم يكن هناك مكان للاختباء أو الهرب .. لم نكن ندري من أين تسقط الصواريخ والقنابل علينا”.
وأشارت إلى أن زوجها كان على قيد الحياة عند وصول عمال الإغاثة، لافتة إلى أنها رأتهم وهم يضعونه على النقالة والتفت لها وقال لها إنه يحبها.
ونوهت الصحيفة إلى أن كالديرون ولويس متزوجان منذ 20 عاما، ويعملان في مجال التجهيزات الطبية للمستشفيات، في غرب مدينة جوالدالاخارا المكسيكية، ولكنهما لم يرزقا بأطفال.
ووفقا لوزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويس ماسيو، تم تأكيد مقتل 2 على الأقل من المكسيكيين وهما لويس باراخاس فرنانديز وماريا دي لورديس فيرنانديز روبيو وإصابة 6 آخرين بجروح، بيد أنها أشارت إلى أن مصير 6 أشخاص آخرين من مواطنيها لم يعرف بعد.
ولكن أقارب رافائيل بيخارانو رانخيل، مواطن مكسيكي آخر كان ضمن الوفد السياحي، أكدوا أن منظمي الرحلة أبلغوهم بوفاته .
يذكر أن الرئيس السيسي كان قد أجرى اتصالاً هاتفياًبنظيره المكسيكي، إنريكي بينا نييتو، في وقت سابق الثلاثاء، أكد فيه “متابعته الشخصية لسير التحقيقات في الحادث، للوقوف على ملابساته كاملة”، كما اتفقا على “استمرار التواصل والجهود المشتركة، للوقوف على ملابسات الحادث، وتجاوز تداعياته.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت يوم الأحد الماضي مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 10 آخرين بجروح، عندما فتحت قوات من الجيش والشرطة، كانت تطارد مسلحين في منطقة الواحات البحرية في الصحراء الغربية، النار “بطريق الخطأ” على 4 سيارات رباعية الدفع كانت تنقل سياحا مكسيكيين
وبدأت النيابة العامة التحقيق في “الحادث”، ونقل التليفزيون المصري أن نيابة جنوب الجيزة، طلبت من وزارة الداخلية نسخة من “قرار المأمورية” التي أطلقت الرصاص على المجموعة السياحية، كما طلبت تحديد المشاركين في العملية، وأمرت بـ”التحفظ” على الأسلحة المستخدمة
وصحراء مصر الغربية هي أحد المواقع السياحية المرغوبة من هواة رحلات السفاري، وفي الوقت نفسه أحد معاقل مجموعات مسلحة، بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يشن بشكل متواصل هجمات دامية تستهدف قوات الأمن والجيش في مصر، وكانت سفارات الدول الغربية نصحت منذ فترة طويلة السياح بعدم زيارة هذه المنطقة.