نشر الموقع الالكتروني للقناة الإسرائيلية الثانية نتائج تحقيق كشف فيه عن تورط تجار سلاح إسرائيليين في صفقات مع العديد من الكيانات والمليشيات المسلحة في العالم العربي، لافتا إلى أنه لا توجد منطقة نزاع في العالم، إلا ونشرت منها صور للسلاح الإسرائيلي بحوزة أحد أطراف النزاع، وفي بعض الأحيان مع جميع الأطراف التي قاتل بعضها البعض.
ولفت التحقيق إلى أن تجارة السلاح وسيلة لتقريب العلاقات الإسرائيلية مع العديد من دول العالم، فضلا عن العائد المالي الكبير، مضيفا أن إسرائيل على المستوى الرسمي، وعلى مستوى شركات السلاح الخاصة، “باعت في السنوات الأخيرة أسلحة مختلفة لغالبية دول العالم، وأن تعقب مسارات هذا السلاح يدل على أنه يقع أحيانا في أيدي جهات معادية لإسرائيل، أو كيانات ومليشيات مسلحة في دول عربية، لا تجمعها علاقات دبلوماسية بإسرائيل”.
ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن أشهر تلك الصفقات، تلك التي تم التوقيع عليها مع الأردن، بمقتضاها تم تزويد المملكة الأردنية بـ 16 مروحية عسكرية من طراز (كوبرا)، كانت قد خرجت من الخدمة بسلاح الجو الإسرائيلي، فضلا عن 12 طائرات بدون طيار من طرازي (هيرون وسكاي لارك)، ولكنه أشار إلى بيع معدات ونظم اتصالات لدول أخرى مثل الجزائر والمغرب.
ويقول التحقيق أن الكثير من الأسلحة الإسرائيلية والذخائر كانت قد رصدت في اليمن، في أعقاب سيطرة الحوثيين على السلطة العام الماضي، كما أن بعض التقارير زعمت أن جماعات تعمل ضمن المعارضة السورية استخدمت أسلحة إسرائيلية الصنع، من بينها بنادق وذخائر وقنابل وقذائف هاون، فضلا عن الزي العسكري، والزي المماثل لما يرتديه مراقبو الأمم المتحدة، ولوحات مزيفة للسيارات، تنم صنعها في إسرائيل. ومع ذلك، يلفت الموقع إلى النفي الرسمي الإسرائيلي الدائم، ويقول إن تل أبيب تصمم على أن دورها في الحرب السورية هو إسعاف المصابين فحسب.
وبحسب التحقيق، فإن سرد تفاصيل وصول السلاح الإسرائيلي إلى مليشيات مسلحة أو دول عربية وإسلامية يحتاج إلى كتاب كبير، وأن القائمة طويلة للغاية، مضيفا أن شركة (رادوم) الإسرائيلية المتخصصة في صناعة نظم إلكترونية خاصة بالطائرات، والتي يشارك في ملكيتها جيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، كانت قد باعت نظم من هذا النوع لإحدى الدول العربية، لم يحددها.
ووصل السلاح الإسرائيلي إلى حركة “طالبان” في أفغانستان، وفي عام 2013 دانت محكمة أمريكية تاجر السلاح الإسرائيلي “عوديد أورباخ”، بعد أن حاول بيع أسلحة جديدة إلى حركة طالبان.
وكشفت تحقيقات أمريكية أن السلاح الإسرائيلي تسبب في مقتل العديد من الجنود الأمريكيين في أفغانستان، وتم إلقاء القبض على رجلي أعمال إسرائيليين حاولا بيع أسلحة لإيران، ولكن تم إطلاق سراحهما.
وفي عام 2006، تم تقديم مذكرة اتهام ضد تاجر سلاح إسرائيلي بتهمة بيع السلاح للعراق، وقيل وقتها إن الأسلحة التي تذهب للعراق تشق طريقها بعد ذلك إلى إيران.
ويشير التحقيق إلى أنه خلال حرب لبنان الثانية استخدم حزب الله قذائف هاون إسرائيلية الصنع، وأنه ليس من الواضح كيف وصلت هذه القذائف إلى المنظمة اللبنانية. ولكن الموقع نشر صورا لـ”نوح زعيتر” وقال أنه تاجر مخدرات لبناني يعمل لصالح حزب الله، يتواجد حاليا في سوريا، حيث يظهر في إحدى الصور وهو يستخدم سلاح عليه كتابات عبرية.
وحذر التحقيق من تكرار تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في تسليح المقاتلين الأفغان أبان الحرب السوفيتية الأفغانية (1979 – 1988)، وكيف أن السلاح الأمريكي هو نفسه الذي تم استخدامه بعد ذلك ضد القوات الأمريكية منذ عام 2001.