أعد موقع “المونيتور” الأمريكي تقريرا عن أزمة سد النهضة واستمرار التوتر بين القاهرة وأثيوبيا في ملف مياه النيل, مشيراً إلى ان النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي اتجه لاستغلال الكنيسة المصريّة وتحفيزها للقيام بدور الوساطة والتقارب في وجهات النّظر في ملف مياه النيل.
وأشار الموقع، في تقريره إلى إعلان وزير الموارد المائيّة والريّ حسام الدّين مغازي عن توقيع إتّفاق تعاون مع بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثاني لإشراك الكنيسة في حملة الحكومة لإنقاذ النيل على المستويين الداخليّ والخارجيّ.
وقال: “إنّ الكنيسة تدعم جهود الرّئيس عبد الفتّاح السيسي والحكومة في إدارة ملف سدّ النهضة والعمل على بناء الثقة بين الجانبين”.
ويأمل حسام الدّين مغازي أن “تدعم الجهود الكنسيّة حلّ أزمة السدّ، بما يعود بالنفع على البلدين”.
وقال المتحدّث باسم وزارة الموارد المائيّة والريّ خالد وصيف في حديث مع “المونيتور”: “إنّ اللّجوء إلى الكنيسة المصريّة للمساعدة في حلّ أزمات المياه في مصر يعود لكونها مركزاً مهمّاً للتأثير على المصريّين، ولأنّ لديها القدرة على توصيل رسالة توضح أزمة المياه الّتي تعاني منها مصر لقطاع واسع من الرأي العام المحليّ والخارجيّ”.
أضاف: “من خلال برنامج التّعاون مع الكنيسة سندرّب 500 من القساوسة والخدّام والكهنة في الكنائس ليكونوا سفراء المياه ويقوموا بتوصيل رسائل تركّز على العاطفة الدينيّة لحماية نهر النيل. إنّ الكنيسة لا تؤدّي دوراً مباشراً في المفاوضات السياسيّة أو الفنيّة مع إثيوبيا ودول منابع النيل، لكنّها تحقّق مصلحة أخرى وهي التأثير الثقافيّ والدينيّ، تفعيلاً لسياسة القوّة النّاعمة المستمدّة من نشاط الكنيسة المصريّة في إفريقيا”.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإفريقيّة بمركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة هاني رسلان “إنّ الإلتجاء إلى الكنيسة أو المؤسّسات الدينيّة في الوقت الراهن لحلّ الخلاف المستمرّ حول مياه النيل، هو تضييع للوقت، ولن يكون سبباً في دفع المفاوضات إلى طريق الحلّ. وإنّ دور الكنيسة وتبادل الزيارات قد يكونان جزءاً من تحسين مناخ العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، خصوصاً أنّ أغلب المشاكل بين مصر ومحيطها الإفريقيّ يعود إلى الصورة الذهنيّة السيّئة لمصر لدى إفريقيا عموماً. كما أنّ إثيوبيا دولة علمانيّة، ولا تأثير للكنيسة الإثيوبيّة على قرارات الحكومة”.
ولم يتوقّع هان رسلان أن تعطي زيارة تواضروس الثاني لإثيوبيا نتيجة ملموسة، وقال: “إنّ الرّئيس السيسي ذهب بنفسه إلى البرلمان الإثيوبيّ، وتحدّث مع القيادة السياسيّة، ووقّع إتّفاق مبادئ، ولا تزال الأزمة قائمة”.