لا يخلو أية ديكتاتور عربي أو اجنبي من رجل “ينعق” باسمه ليل نهار ويبرر أفعاله وجرائمه، ويصوره كأنه بطولة لا تشق له غبار.
وفي المنطقة العربية كانت بعض الشخصيات التي اشتهرت بانها الأبواق الاعلامية مثل بشار الأسد ومستشارته بثينة شعبان، ووزير الخارجية وليد المعلم، ومعمر القذافي وبوقه موسى ابراهيم, لكن الأشهر على الاطلاق كان محمد سعيد الصحاف وزير إعلام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وفي اليمن كذلك اشتهرت شخصية جديدة وصفها المراقبون في صنعاء بأنها “صحاف” جديد في شخص المتحدث باسم الجيش اليمني، أي القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، واللجان الشعبية ميليشيا الحوثي، العميد شرف غالب لقمان.
وفي انتظار التعرف على مسيرته العسكرية والانجازات التي نجح في تحقيقها نظراً لرتبته الرفيعة، كشف الرجل عن مواهب لا تقل في إثارتها عن مواهب الصحاف، خاصة بعد تفرغه شبه الكامل منذ تعيينه في أبريل(نيسان) 2015، في منصبه الإعلامي لوكالات الأنباء الإيرانية وقنواتها التلفزيونية بالدرجة الأولى وبعض وسائل الإعلام القريبة من طهران، في إيران وفي اليمن، للحديث عن “الانجازات الخارقة” التي نجحت فيها القوات التي يتحدث باسمها في اليمن.
ومن أبرز “صحافيات” العميد لقمان، الصواريخ الباليستية المتطورة التي يصل مداها إلى 4 آلاف كيلومتر والقادرة على ضرب جدة والرياض وكبريات المدن السعودية.
وفي الوقت الذي كانت قوات التحالف البرية تحاصر الحوثيين و”الصوالح” في مأرب الخميس الماضي، بعد توغل قوات التحالف في مأرب، نقلت صحيفة 26 سبتمبر اليمنية الحكومية، عن العميد لقمان، أن “أبطال الجيش واللجان الشعبية مستمرون في العمليات العسكرية النوعية لقصف تجمعات آليات وجنود” في مأرب، مبشراً بأن العمليات ستكون “في قادم الأيام أقوى وأشد إيلاماً”.
وفي الوقت الذي توغلت فيه قوات التحالف في وسط البلاد، وأصبحت على تخوم العاصمة اليمنية نفسها، وفي إطار نقل وسائل الإعلام الإيرانية الأربعاء، عن العميد لقمان، أن القوات العربية تتكبد خسائر فادحة بشرية ومادية، وعن الحشد لمليون مقاتل، لغزو السعودية.
أما وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، فتنقل عن الرجل، أن عدد العسكريين “الأسرى” من دول التحالف العربي، كبير جداً، وأن وسائل الإعلام اليمنية والعالمية ستنقبل قريباً صوراً عن أعداد الأسرى واعترافاتهم.
ومن الانتصارات الكبرى إلى الحرص على أرواح اليمنيين، أو كما تقول وكالة فارس الإيرانية، العمل على تفادي إلحاق الأذى باليمنيين ” المغرر بهم” في صفوف التحالف من أبناء المقاومة.
ونقلت الوكالة عن العميد لقمان، أن قواته تسيطر تماماً على الوضع في مأرب، وهي قادرة على إلحاق أكبر الخسائر بقوات التحالف، ولكن تمنعها من ذلك “اعتبارات وطنية وانسانية، كون مُعظم القوة البشرية المرافقة لقوات التحالف، من اليمنيين المغرر بهم ، فالهجوم عليها غير وارد حالياً أو مؤجّل، بقصد تجنب قتل المغرر بهم، علّهم يعودون إلى رشدهم غير أن ذلك لن يدوم طويلاً”.