كتب المحلل السياسي الإسرائيلي آفي يسخروف مقالة صحافية حول عملية “حق الشهيد” التي ينفذها الجيش المصري في سيناء ضد ما اسماهم “الإرهابيين” ضمن ما قانون الإرهاب.
الكاتب الإسرائيلي تساءل في مقالته التي نشرتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”, هل ستؤدي العملية الحالية إلى تغيير الوضع على الأرض؛ بما يسمح للإسرائيليين وشيكلاتهم (جمع شيكل؛ عملة إسرائيل) بالعودة إلى الأكواخ والكثبان الرملية على تلك الشواطئ؟”
يقول “يسخروف”: من المبكر جدًا قول ذلك، لكن بينما تخوض مصر هذا الصراع، يتوجه الإسرائيليون لقضاء عطلاتهم في مكان آخر، فمن الصعب تحديد ما إذا كانت ادعاءات المتحدث باسم الجيش المصري حول حجم العملية دقيقة، فقد سمعنا خلال العامين الماضيين عن عمليات عسكرية قيل إنها “الأكبر على الإطلاق” في شبه جزيرة سيناء، لكن إذا كانت العملية تهدف بالفعل- كما يزعم الجيش- إلى تطهير هذه المدن من الإرهاب؛ فإنها تمثل تغييرا كبيرا في سياسة القوات المسلحة”. وفق ما ترجمه موقع “راصد” المصري المعارض.
وأضاف: “حتى الآن تفضل القيادة العليا المصرية التركيز على منع الهجمات داخل مصر وعلى طول شواطئ سيناء والبحر الأحمر، في ظل تجاهل كبير لوسط سيناء وشمال شرق سيناء.. صحيح أن الجيش أرسل تعزيزات إلى الشمال الشرقي المضطرب أكثر من مرة، بل وشن عمليات عسكرية في تلك المنطقة، لكن كان من الواضح أن الجزء الأكبر من اهتمام مصر يتركز على ضمان الهدوء والنظام على الشاطئ بين طابا وشرم الشيخ”.
وتساءل “يسخروف”: هل الخطر الكامن في هذه الاستراتيجية، والذي يتضمن إمكانية تسلل الإرهاب من شمال سيناء إلى قناة السويس، هو الذي دفع القاهرة لتغيير موقفها وتبني موقف أكثر شراسة في المنطقة؟”
وتابع :”لعقود، كان الشريط الساحلي من طابا إلى شرم الشيخ وجهة سياحية للشباب الإسرائيلي، هذه الأكواخ ومواقع الغوص والأسعار المنخفضة والصفاء وحتى مشروب السحلب الشهير جذبت آلاف الإسرائيليين الذين يفضلون قضاء عطلاتهم في صفاء سيناء بدلا من الهياج الذي يجدونه عادة في مناطق التنزه داخل إسرائيل.
وأردف: “واصلت الحشود في التدفق على المنطقة حتى بعد الانسحاب الإسرائيلي من شبه الجزيرة في عام 1981، وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. بل حتى الهجمات الدموية في سيناء ذاتها على مدى العقد الماضي لم توقف تدفق الإسرائيليين، وإن قللت أعدادهم”.
وأشار إلى أن “سقوط نظام مبارك في يناير 2011 أدى إلى توقف شبه تام للسياحة الإسرائيلية، وبالتالي اقتصاد سيناء، وتحولت شبه الجزيرة بين عشية وضحاها لتصبح مركزا للأنشطة الإرهابية التي جذبت النشطاء الإسلاميين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وقادت العديد من السكان المحليين للانضمام إلى الجماعات الإرهابية التي تعمل ضد الحكومة، حتى في عهد محمد مرسي”.
وأستدرك: “لكن الثورة المصرية الثانية، في يونيو 2013، مثلت تغيرا في اتجاه الحكومة المصرية، التي شنت الحرب ضد النشطاء الإرهابيين، في حين قرر إسلاميو سيناء والبدو والمقاتلين الأجانب تصعيد حربهم ضد النظام الجديد”.
ويرجح المحلل الإسرائيلي أن الهجوم المتزامن الذي شنته ولاية سيناء في يوليو الماضي على 15 نقطة أمنية في منطقة الشيخ زويد ورفح والعريش هو الذي غيَّر رؤية الجيش المصري في سيناء.