نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية؛ تقريرا حول سقوط رافعة في الحرم المكي، نقلت فيه تساؤلات علماء وجمعيات إسلامية حول الجدوى من كثرة المشاريع الفاخرة والعملاقة في مدينة مكة، حيث تهدد بطمس الهوية الدينية لهذه المدينة المقدسة.
الصحيفة الفرنسية قالت في تقريرها إن الحادث المأساوي الذي وقع الجمعة في مدينة مكة المكرمة، وأدى إلى وفاة أكثر من 100 شخص، ذكّر بموقف المنتقدين للأسلوب المعماري الذي تم إدخاله على المدينة، والذي دمر طابعها الحضاري الإسلامي، وجعلها تشبه مدينة لاس فيغاس الأمريكية، حسب رأيهم.
ونقلت الصحيفة أراء الباحث البريطاني، ضياء الدين ساردر، الذي قام بأبحاث حول الحج في جامعة جدة لمدة 40 سنة ، حيث يقول إن “آل سعود دمروا مكة خلال الـ50 سنة الماضية، فقد حولوا المدينة التي ولد فيها النبي محمد إلى ما يشبه مدينة ديزني لاند”، حسب قوله.
ويعتبر ساردر أن النظام الحاكم في السعودية قام تدريجيا بمحو كل آثار الماضي في مكة. وهو يقول إنه كان شاهدا منذ السبعينيات على التدمير الممنهج لأقدم وأقدس الأماكن الإسلامية. فقد اختفى منزل السيدة خديجة، أول زوجات الرسول، بعد أن تم اكتشاف آثار هذا المنزل في سنة 1989، أثناء القيام بأشغال تهيئة المنطقة، ولكن تم طمسها لفسح المجال لبناء دورات مياه عمومية. كما اختفى أيضا منزل الخليفة الأول أبو بكر، الصحابي المقرب من الرسول، بعد أن تمت تسويته بالأرض.
ويشير معهد الخليج العربي للدراسات، ومقره في واشنطن، إلى أن أكثر من 95 في المئة من المباني التي يتجاوز عمرها الألف سنة، قد تم تدميرها.
وذكرت الصحيفة أن هذا “التطهير” المعماري تم بموافقة رجال الدين في المملكة، حيث يعتبر زعماء المذهب الوهابي الذي يسيطر على المملكة. أن هذه الأماكن تصرف الناس عن العبادة وتوحيد الله، ويعتبرون أن المكان الوحيد الذي يجب المحافظة عليه هو الكعبة التي تتوسط المسجد الكبير في مكة.
وبحسب الصحيفة، يعتبر هؤلاء أن الوقوف أمام المنزل الذي ولد فيه الرسول، والتأثر بالرمزية التاريخية والدينية لهذا المكان، هو في حد ذاته شرك وانصراف عن المقصد الأساسي للحج. وقد تم تغيير طبيعة هذا المكان على مر السنوات ليصبح سوقا للدواب ثم مكتبة لا يدخلها العامة.
وقالت الصحيفة إن أصوات عديدة ارتفعت منذ عشرات السنين، لتحذير الرأي العام العالمي من خطورة الأشغال التي تشهدها مدينة مكة، وقد حذرت جمعية أبحاث التراث الإسلامي، التي يقع مقرها في مكة، من أن أشغال توسعة المسجد الكبير، التي تم إسنادها لشركة تابعة لعائلة ابن لادن، تهدد بتدمير الخصائص المعمارية لهذا المكان المقدس، ولكن لم يتم الاستماع لهذه التحذيرات.
ونقلت الصحيفة عن ساردر أن “أن أصحاب القرار في مدينة مكة يحبون مظاهر الثراء والفخامة، رغم أنهم متمسكون بفكرهم الديني المحافظ في تعاملهم مع المجتمع. فقد أصبحت المدينة وجهة للسياحة الفاخرة، في ظل وجود حجاج مستعدين لدفع مبالغ تصل إلى 6500 يورو، للتمتع بإقامة في غرف مكيفة من فئة خمس نجوم، والتسوق في المجمعات التجارية”.
وأشارت الصحيفة إلى برج ساعة مكة الملكي، الذي تم الانتهاء من بنائه في سنة 2012، والذي يحتوي على 76 طابقا، ويضم نزلا من فئة الخمس نجوم يحتوي على قاعات للرقص ومراكز تجارية وأجنحة فاخرة، ويندرج هذا المشروع ضمن المشروع العملاق “أبراج البيت”، الذي يضم أيضا ستة ناطحات سحاب ومركزا تجاريا.
ونقلت الصحيفة عن ساردر قوله “إن مكة المكرمة لم يتبق فيها شيء من المميزات التاريخية والدينية سوى الكعبة والمسجد. فقد تحولت إلى مدينة مكيفة في قلب الصحراء تعاني من التلوث، وأصبحت مدينة مقدسة بدون معالم وآثار وثقافة وفن، وبدون العمارة الأصلية للمدينة”.
وأضافت، نقلا عن الباحث نفسه، أن مدينة مكة أصبحت تعاني من فراغ روحي وديني بعد أن غلب عليها الطابع المادي. وهو ما يعكس حالة الانفصام التي تعيشها المملكة السعودية بصفة عامة، بين القيم الدينية المعلنة والممارسات الواقعية. حيث يقول رجال الدين في المملكة إنهم يتمسكون بمنهج السلف الصالح، بينما هم يشرعون لمعاملة المرأة بطريقة سيئة، ويساندون السلطة القائمة، ويحافظون على الطابع القبلي للمجتمع، رغم أن القرآن جاء ليطور المجتمع ويقضي على هذه الظواهر، حسبما نقلته الصحيفة.
7 تعليقات
الذي يقرآ التقرير لايفرق بين ما ترتكبه داعش من اعمال في تخريب الاثار الحضارية وما يرتكبه آل سلول في تخريب مكة والمدينة يبدو ان الاثنين متخرجين من مدرسة واحدة
من اجمل المفالات التي قرأتها بحياتي وبما انني من ابناء مكة المكرمة فكل كلمة تعبر عن مشاعرنا الحقيقية وآلامنا تجاه ما يفعلونه هؤلاء الظلمة بالحرم المكي اسأل الله العظيم في هذه الايام المباركة ان يخلصنا منهم وكل من يؤيدونهم وتعود مكة الى اهلها السابقين امين يارب
صحيفة غربية حاقدة وكاتب التقرير إنسان مريض حاقد وكل من علق ضد مايحدث في مكة المكرمة وضد الدولة والحكومة السعودية إنسان مريض وحاقد فأذهبو جميعكم إلى جهنم الحمراء واسأل الله العلي القدير أن يحفظ لهذه الدولة ولاة أمرها وحكامها ومن لا يعجبه فليذهب وليعيش في ايران مع الرافضة فهناك الحياة جميلة والثراء فاحش والمعيشة راقية والحكام عادلون ويحكمون بالحق والعدل ولايفرقون بين السنة والشيعة
يريد ان يرى مكة ارض خراب مثل النجف وكربلاء و قم التي يحيط بها المستنقعات و التخلف
النجف
عندما حكم الشيعة العراق تم نهب اموال الشعب وانتشار القتل والفساد والدمار
وماذا تتوقع أن يفعل الغزاة بالأرض التي يحتلونها ؟
آل سعود قوم همج قدموا من نجد قرن الشيطان في جيشهم الغازي لاحتلال مملكة الجحاز . و كل ما فعلوا من إبادة بشرية للحجازيين و هدم و طمس معالم التاريخ الإسلامي بمكة المكرمة و المدينة المنورة هو عمل بربري لا يقوم به إلا الغزاة.
عندك دليل ساطع على نفسية الغزاة الهمج عندما تقرأ ما كتبه المعلق المغرور ahmad mahmood رقم 3 .
و ما كتبه -الفارس رقم 2 المعبر بصدق عن شعور أهل مكة بالغبن من هذه السلالة السعودية الطفلية الظالمة.
كلاميا “سعوديان” .الأول مع الباطل لأنه غاز لأرض غيره و الثاني يدرك أنه يعيش تحت احتلال غاشم .و الله ناصره بإذن الله .
فعلا تدفنوا آثار مكة التاريخية من أجل الرفاهية حسبي الله ونعم الوكيل
رأي الصحيفة مجرد ترديد لادعاءات المتصوفين الذين يرغبون في تحويل مكة الى مزارات للقبور وللاثار القديمة مثل مايفعلون في البلدان الاخرى. هذه ياسادة بلاد التوحيد الصافي الخالص لله لايعبد فيها الا الله ولا يدعى فيها احد سواه.