“خاص – وطن”- لم تتجاوز التصريحات العربية الرسمية أكثر من التنديدات والاستنكارات بحق اقتحامات الاحتلال الاسرائيلي للمسجد الاقصى وتحطيم ابوابه على مدار اليومين الماضيين، فيما أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيتخذ اجراءات قاسية بحق رماة الحجارة.
ودان وزراء الخارجية العرب خلال الدورة العادية 144 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة امس في القاهرة “اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين المسجد الاقصى”، ورفضوا الممارسات الإيرانية ومحاولاتها للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وقامت الشرطة الإسرائيلية للمرة الاولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في المسجد الاقصى.
وحذر وزراء الخارجية العرب في بيان إسرائيل من “مغبة تماديها في استفزاز مشاعر العرب والمسلمين حول العالم من خلال استكمال خطتها العدوانية وغير القانونية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة تهويده وتطبيق تقسيمه زمانيا ومكانياً والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره”.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن مجلس الجامعة العربية ستكون له تحركات على المستوى الدولي للتصدي لأي عمل عدواني تقوم به إسرائيل أو المستوطنون تجاه المسجد الأقصى المبارك ‘.
وأضاف الجبير في تصريح للصحفيين على هامش اجتماعات الدورة أن المجلس أدان الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وطالب المجتمع الدولي بإدانتها والتصدي لها والعمل على مواجهتها على جميع المسارات السياسية والقانونية والدولية .
وفي الأردن أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ان الحكومة الاردنية تتابع منذ صباح امس ما يجري في المسجد الاقصى/الحرم القدسي الشريف وفي القدس باهتمام كبير.
ورداً على مداخلات عدد من النواب الذين طالبوا الحكومة بتوضيح موقف الاردن حيال ما يجري في الاقصى خلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب امس قال النسور ان الحكومة اصدرت بيانا اوضحت فيه موقف الاردن حيال ما يجري وما يجري كل يوم في المسجد الاقصى/الحرم القدسي الشريف مبينا ان وزارتي الاوقاف والخارجية اضافة الى الاعلام الاردني منشغلون بما يجري.
وقال يجب ان نلفت النظر الى ما تفعله اسرائيل بحق الاقصى والمقدسات الاسلامية ولا يجوز ان نظهر وكأننا في الاردن مقصرون بحق ما يجري في الاقصى خاصة من بعض الذين تحدثوا حول ما يجري في الاقصى فلا يجوز المزاودة من قبل اي اردني على موقف حكومته.
وفي ذات السياق اعتبر سعد الحريري أن صمت العالم عن مهاجمة المسجد الأقصى “إعلان غير بريء عن مشاركة اسرائيل” في جرائمها ضدّ الشعب الفلسطيني.
ورأى الحريري، في تغريدات على حسابه الشخصي على موقع “تويتر”، أن استباحة اسرائيل للمسجد الأقصى “جريمة عن سابق إصرار وتعمّد تصبّ في مخطط تهويد القدس وإلغاء هويتها العربية”، سائلاً: “أين هي الدول الكبرى ومؤسسات المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة من هذه الجريمة المتمادية؟ وهل بات الصمت على ارتكابات اسرائيل الوجه الآخر للصمت على مأساة الشعب السوري؟”.
وأكد أن ردع اسرائيل “لا يمكن أن يحصل من خلال الدعوات المكرّرة لضبط النفس”، مشدّداً على أن مسؤولية العرب في هذا المجال “تتقدّم على مسؤولية الآخرين لأن الشعب الفلسطيني يُواجه باللحم آلة الاجرام الإسرائيلية والتضامن معه واجب قومي ومسؤولية كل العرب من دون استثناء”.
بدورها هاجمت الإعلامية لميس الحديدي، الاحتلال، بعد انتهاكاته للمسجد الأقصى والتعدي على المصلين قائلة: “حملة صهيونية بشعة تهدد المسجد الأقصى ونحن نيام”، واصفة ردود الأفعال العربية بـ”المخزية”.
وقالت “الحديدي”، خلال برنامجها “هنا العاصمة”، على قناة “سي بي سي”، “المسجد الأقصى يحتاج يقظة عربية، وقد نفاجأ في يوم بهدمه”.
لكن وفي حقيقة الامر لم يأبه الاحتلال لكل هذه التصريحات ، إذ يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، جلسة طارئة، لمناقشة سبل مواجهة عمليات، “رشق الحجارة والزجاجات الحارقة”، من قبل شبان فلسطينيين، في القدس الشرقية، ومحيطها.
وقالت الاذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية)، الإثنين، إن وزير الجيش موشيه يعالون، ووزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، ووزيرة العدل أييليت شاكيد، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، وممثلي الدوائر الأمنية، سيشاركون في الجلسة.
ويأتي هذا الإعلان، بعد ساعات من وفاة سائق إسرائيلي، (صباح اليوم) متأثر بجروح خطيرة أصيب بها، مساء أمس بعد تعرض سيارته للرشق بالحجارة في مستوطنة إسرائيلية في القدس.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد قال في بيان أصدره أمس الأحد إن التعامل القانوني مع راشقي الحجارة وملقي الزجاجات الحارقة، هو من “خلال الاعتقال الإداري (توقيف دون محاكمة)، حتى إتمام الإجراءات القانونية بحقهم، وتحديد حد أدنى من العقاب وسنه في القانون وتطبيقه”.
وأضاف:” هذه هي أنجع وأسرع وسيلة، تستطيع الحكومة والكنيست من خلالها، تعزيز تطبيق القانون ضد كل من يخرق القانون”.
وتشهد عدد من الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس الشرقية، عمليات رشق حجارة متفرقة على قوات الشرطة والمستوطنين الإسرائيليين، والذين بدو غير آبهين لكل هذه التصريحات سواء المنددة او المهددة واعلنوا اصرارهم على حماية الاقصى والمقدسات من اقتحامات المستوطنين