انتقد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكليف المهندس شريف إسماعيل، بتشكيل الحكومة بعد استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب، مشيرًا إلى أن منهج رئيس الوزراء الجديد لن يختلف عن سابقه، في إدارة البلاد.
وقال “عيسى”، في مقال كتبه بصحيفة “المقال”، في عدد اليوم الأحد: “ليست استقالة وليست حكومة جديدة، ذهب مهندس مبان، وجاء مهندس بترول وغاب التغيير، رئيس وزراء جديد لا يحمل أي جديد، كيف لم تؤثر تجربة إبراهيم محلب على الرئيس السيسي فكررها في اختيار شريف إسماعيل؟”.
وأوضح أن تجربة الرئيس في اختيار رئيس الحكومة الجديد لم تخرج إطلاقا عن معايير اختيار محلب، التي وصفها بـ”الفاشلة”، مبديًا تعجبه من أن اختيار “محلب” لم يؤثر قط على فهم ومنهج السيسي، “فكرر تجربته التي يبدو أنه أسيرها بقوة حتى إن فشلها لم يضع أي علامة تغيير عليها”، وفقًا لقوله.
وأكد “عيسى” أن تكليف الرئيس السيسي لـ”إسماعيل” برئاسة الحكومة دليل واضح على منهج الرئيس في الحكم، وتحديدًا في اختيار الرجال، موضحًا أن النظام مصمم على استبعاد السياسة من صناعة القرار.
وأضاف: “اختار وزيرًا مهذبًا جدًا، ولكنه بلا أي رؤية سياسية، فلم نضبطه يوما يتكلم في مواقف سياسية أو رؤى أو قرارات أبعد من البترول”. ووصف “عيسى” رئيس الحكومة الجديد بأنه: “بلا أي سيرة سياسية، ولا أي خبرة بالعمل السياسي أو الجماعي أو الحزبي، بل لعله من أقل الوزراء تواصلا مع الرأي العام، وأخفتهم صوتًا، وأقلهم ظهورًا، لهذا تم اختياره، رجل بتاع شغل، وفي حاله، وبيسمع التوجيهات، ومهذب”.
وتابع: “إذا كان هذا هو المعيار، فإن محمد شاكر كان أجدر، فهو وزير الكهرباء الذي انتقل بها من حال إلى حال، ومن مشكلة إلى مشكلة، لكن يبقى هذا المعيار يشوبه قصور فادح، فالنجاح في وزارة تخصص الوزير لا يعني أنه مؤهل للنجاح رئيسا للوزراء، مسئول عن السياسة العامة”.
وأضاف: “إدارة الحكم عند السيسي لا تراهن على أصحاب الرؤى بل تعتمد على المهذبين المطيعين المخلصين في شغلهم، والذين بلا أي تشابكات حقيقية مع المجتمع، ومع السياسة”، وفق قوله. واستطرد: المؤكد أنها وزارة توجيهات الرئيس بامتياز، سيكون شريف إسماعيل أشبه برئيس حكومة تنفيذي بينما في قصر “الاتحادية” الرئيس الفعلي لها، فالسيسي سوف يتابعها يوما بيوم بل لحظة بلحظة.