قال «جون ساورس»، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية في بريطانيا أو ما يعرف بـ«MI6»، إن هناك جانبين للنظر فيما يتعلق بقدرة الملكية السعودية على الصمود في وجه تحديات تفرضها أسعار النفط العالمية ووصول سعر البرميل لـ40 دولارا.
وأضاف «ساورس» في مقابلة مع برنامج «GPS» على «CNN»: «فيما يتعلق بجانب الملكية في السعودية، أعتقد أنهم يمرون بمرحلة انتقالية، توفي الملك عبدالله مطلع العام الجاري وتولى الملك سلمان وهناك وليان للعهد محمد بن نايف ومحمد بن سلمان وهما الشخصان اللذان يديران الدولة وعلينا مساعدتهما ودعمهما خلال الفترة التي يقودان فيها السعودية عبر أوقات تختبر فيه المملكة سواء على الصعيد الأمني أو على الصعيد الاقتصادي».
وتابع قائلا: «هناك الجانب الاقتصادي، أعتقد أننا رأينا صمودا للمملكة على مر السنين حيث أن حجم الدين الداخلي متدني وهناك احتياطات ضخمة إلى جانب أن كلفة استخراج برميل النفط في السعودية يبلغ عشرة دولارات فقط، وعليه فإن وصول السعر لـ40 دولارا للبرميل ليس مشكلة كبيرة بالنسبة لهم من ناحية المبدأ».
وأوضح: «سمحت السعودية لميزانيتها بالنمو وعليه فإنهم بحاجة إلى أسعار أعلى للنفط لدعم هذه الميزانية، ولكن لديهم وسائل أخرى للتأقلم مع ذلك، وقد اتخذوا القرار بأنهم لا يريدون تخفيض معدل الإنتاج في الوقت الذي يكلف استخراج برميل النفط في أمريكا وبريطانيا وبحر الشمال نحو ستة أو سبعة أضعاف تكلفته في السعودية».
هاذ وقد انخفضت أسعار النفط أمس الجمعة، متأثرة بأنباء مفادها أن السعودية لا ترى ضرورة لعقد قمة لـ«أوبك» للدفاع عن الأسعار التي انخفضت إلى أكثر من النصف منذ منتصف العام الماضي.
وقالت مصادر مطلعة إن السعودية ترى أن مثل هذه القمة لزعماء الدول المنتجة للنفط لن تسفر عن إجراء ملموس لدعم أسعار الخام.
وجاءت هذه التصريحات عقب اجتماع لوزراء نفط الدول الخليجية في الدوحة، جرت فيه مناقشة اقتراح فنزويلا لعقد قمة للدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» والمنتجين خارجها للدفاع عن الأسعار.
وتحث فنزويلا التي تعاني من شح في السيولة منذ أشهر على عقد اجتماع طارئ لـ«أوبك» تشارك فيه روسيا لوقف تدهور أسعار النفط.
ويتم تداول النفط دون مستوى 48 دولارا للبرميل بأقل من نصف مستواه في شهر يونيو/حزيران 2014.
وواصل النفط هبوطه بعدما غيرت «أوبك» سياستها في 2014 بهدف الحفاظ على حصتها في السوق في مواجهة المنتجين المنافسين بدلا من خفض الإنتاج لدعم الأسعار المنخفضة، وقادت السعودية وحلفاؤها الخليجيون التغير في الاستراتيجية.
ويريد الأعضاء غير الخليجيين في «أوبك» أن تتخذ المنظمة إجراء للحد من هبوط الأسعار، وعبرت الجزائر لـ«أوبك» عن قلقها من الأوضاع في السوق، بينما أيدت إيران مقترح عقد اجتماع طارئ، لكن الأعضاء الخليجيين رفضوا عقد اجتماع مبكر ولم يظهروا أي علامة على تغيير الاستراتيجية.
وكان آخر اجتماع قمة لرؤساء دول «أوبك» عقد في السعودية في 2007 حينما كانت أسعار النفط متجهة صوب مستوى قياسي مرتفع قدره 147 دولارا للبرميل والذي بلغته بعد ذلك بعام.
وألغت هذه التصريحات جزءا من الزيادة الكبيرة في الجلسة السابقة والتي كانت مدعومة بطلب قوي على البنزين.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت أول أمس الخميس بعدما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الطلب على البنزين في الأسابيع الأربعة الأخيرة ارتفع بنحو 4% مقارنة مع مستواه قبل عام.