كشفت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية النقاب عن أن الحكومة الألمانية قامت بتسكين اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم المضطربة أملا في البحث عن حياة كريمة لأوروبا، في أحد معسكرات الإبادة في العهد النازي، حيث قضى عشرات الآلاف نحبهم خلال الفترة من 1937 إلى 1945 .
وأكدت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم أن السلطات الألمانية المختصة، نقلت 21 شخصا من طالبي اللجوء إلى ثكنة بمخيم “بوخنفالد”، الذي قتل فيه آلاف الأسرى خلال الحرب العالمية الثانية، على أيدى قوات الزعيم النازي أدولف هتلر.
وأشارت إلى أنه قبل 75 عاما، وبالتحديد في 15 يوليو 1937، وغير بعيد عن مدينة فايمار شرق ألمانيا. تم بناء معسكر “بوخنفالد”، الذي أصبح لاحقاً مكاناً لمعاناة وموت عشرات الآلاف من الضحايا من جميع أنحاء أوروبا.
وبحسب التقرير، فإن اللاجئين، عاش بعضهم في هذا المخيم لعدة شهور، حيث كان يتم منحهم إعانة حكومية بقيمة 135 يورو – ما يعادل ألف جنيه تقريبا- من أجل شراء الغذاء والضروريات في الفترة التي كانوا ينتظرون فيها الموافقة على طلبات لجوئهم.
ونقلت عن عبدالرحمن ماسا -20 عاما من شمال أريتريا وأحد طالب اللجوء وقاطني مخيم “بوخنافلد” قوله: “لا يعنيني ماذا كان هذا المبني في الماضي، إنه جيد بالنسبة لي”.
بينما قال لاجئى آخر من الجزائر ويدعي ديوري: “لقد عشت لمدة أسبوع في هذا المخيم، وكان جيدا بالنسبة لي”، فيما أكد أيايا تسينات -21 عاما- من إريتريا “هناك آخرون لا يستطيعون حتى إيجاد مثل هذا المكان”.
وأوضحت الصحيفة أن مخيم “بوخنافلد”،يحتوي على مرافق الطبخ الأساسية وسرير من طابقين بكل غرفة، ومن المقرر أن يصبح موطنا للاجئين الذين قبلوا في شهر يناير الماضي.
وقال كريستيان هانكه، عمدة حي “مييت” وسط برلين، “إنه حل للظروف الطارئة، لكنه أمر لا مفر منه، هناك الكثير من الغرف الشاغرة في المخيم”.
وفتحت ألمانيا في الأيام الماضية أبوابها أمام اللاجئين السوريين، وسط تحفظ أغلب شركائها الأوروبيين وتحذيرات بعضهم من تداعيات هذه الموجة الكبرى والقياسية على مستقبل القارة.