اعترف وزير الحرب والأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، بأن الجهاز الأمني على علم بهويات المسؤولين عن إحراق منزل عائلة دوابشة في دوما، وأنهم يقبعون في السجن حاليا. لكنه قال إنه يمتنع عن تقديمهم الى المحاكمة حرصاً على الدم اليهودي وكيلا يرفع النقاب عن مصادر استخبارية مهمة في المحكمة.
وهي المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول إسرائيلي بصراحة تامة التعرف والقبض على بعض منفذي الهجوم. ويذكر أن الجناة أشعلوا النار في منزل عائلة دوابشة في 31 تموز/ يوليو الماضي. وأسفر الحريق عن مقتل الرضيع علي وإصابة والديه وشقيقه بحروق بالغة توفي على أثرها الوالد سعد بعد أسبوع، ومن ثم الأم ريهام بعد خمسة أسابيع، بينما استيقظ الطفل الشقيق احمد من غيبوبته وبدأ مؤخرا بالاتصال مع محيطه، وهو الناجي الوحيد من أبناء الأسرة.
وحددت إقامة عشرة عناصر من اليمين المتطرف يشتبه في تورطهم في «هجمات إرهابية» منها اعتداء دوما، في حين وضع ثلاثة آخرون قيد الاعتقال الإداري، أي بدون محاكمة، لمدة ستة أشهر وذلك في إطار التحقيق خصوصا في حريق دوما. وبين هؤلاء الثلاثة مئير اتينغر وهو من رموز التطرف اليهودي وحركة «شباب المستوطنات» التي تسعى لإقامة مستوطنات عشوائية بدون تراخيص رسمية إسرائيلية. وهو حفيد الحاخام مئير كاهانا الذي أسس حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب واغتيل عام 1990.
وكتبت على الجدران المتفحمة لمنزل الأسرة الفلسطينية كلمات «انتقام» و»دفع الثمن» وهي من الشعارات التي يستخدمها المستوطنون وناشطو اليمين المتطرف لتوقيع جرائمهم. وتستند هذه السياسة الانتقامية إلى مهاجمة أهداف فلسطينية وعربية إسرائيلية وحتى جنود إسرائيليين.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تصريحات يعلون المدهشة «تعكس المواقف الحقيقية والسياسات التي تتبناها حكومة نتنياهو وحقيقة غياب شريك السلام في الجانب الإسرائيلي. كما تمثل هذه التصريحات تحديا واضحا لإرادة السلام الدولية وللجهود المبذولة من أجل إحياء المفاوضات بين الجانبين، وإمعانا في تدمير حل الدولتين».
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي – في ظل غياب الشريك الإسرائيلي – بتحمل مسؤولياته واحترام التزاماته التي فرضها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف تجاه الشعب الفلسطيني والعمل الجاد من أجل توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني كمقدمة لا بد منها لمنحه الحق في تقرير المصير أسوة بشعوب المعمورة. ويذكر أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نفسها وصفت تصريح يعلون بأنه «خطير للغاية».