كشفت قناة “روسيا اليوم”، التليفزيونية الخاصة، عن صفقة روسية فرنسية ، تنتهي بتخلي الأولى عن بشار الأسد، رئيس النظام السوري، مقابل إطلاق يدها في أوكرانيا.
ولفتت القناة إلى التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي، “لوران فابيوس”، والتي توجه فيها إلى روسيا، مؤكدًا أن الخلافات بين باريس وموسكو بشأن الأزمة الأوكرانية يجب ألا تعيق تعاون الجانبين في تسوية الأزمة السورية”، وهو التصريح الذي اعتبره مراقبون مساومة باللغة الدبلوماسية – السياسية.
وقال “فابيوس” في مقابلة مع إذاعة “RTL” الفرنسية، الثلاثاء الماضي، إنه يجب عدم الخلط بين المشاكل الموجودة، وإلا فإن حلها سيكون مستحيلا، مؤكدًا أنه يمكن إيجاد حل للملف السوري يشمل ممثلي المعارضة وعناصر من النظام الحالي، وليس رئيس النظام نفسه، “بشار الأسد”، وهو الأمر الذي يبحثه الجانب الفرنسي مع أطراف المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا وإيران.
وعقبت قناة “روسيا اليوم” على تصريحات الوزير الفرنسي قائلة: “لا أحد يدري بالضبط عن ماذا تتحدث باريس مع كل من موسكو وطهران، وهل تفهم باريس ما تتحدث عنه موسكو وطهران، أم يدور حوار (طرشان) تصر فيه باريس على تصوراتها المتعلقة بطموحات غير محدودة، سواء في سوريا والعراق، أو في ليبيا التي تمثل لفرنسا (الدجاجة التي ستبيض ذهبًا)، ومن أجل ذلك تحديدا تتماهى باريس مع واشنطن في سيناريوهاتها القائمة في سوريا تحديدا”.
وأكدت القناة أن “فرنسا بادرت صراحة بطرح معادلة، حاولت الدول الغربية إنكارها منذ اندلاع الأزمة الداخلية الأوكرانية، بتخيير روسيا بين سوريا وأوكرانيا”. واعتبرت القناة أن الرئيس الفرنسي، “فرانسوا أولاند”، اتخذ هو الأخر “خطوة ماكرة” في 7 سبتمبر الجاري حين أعلن أن باريس ستدعو إلى رفع العقوبات المفروضة على موسكو حال استمرار التقدم في تسوية الأزمة الأوكرانية.
وخلصت القناة إلى أن “باريس تنتهز الأوضاع المتفاقمة، وتصاعد أزمة اللاجئين السوريين، لتعلن البدء في قصف سوريا، وتقديم الدعم للتنظيمات الجهادية، وما يسمى بالمعارضة المعتدلة المسلحة من جهة، ومساومة روسيا من جهة أخرى، حتى بعد أن أعلنت موسكو أمام الرأي العام العالمي أنها ملتزمة باتفاقيات مع سوريا في مجالات عدة، من بينها العسكري – التقني، وأنها لن تتراجع عن موقفها بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب الدولي مع استبعاد المعايير المزدوجة”.
وأضافت: “ومع ذلك تصر فرنسا على طرح تصورات لا ترتقي حتى إلى مستوى الفرقعات الإعلامية والحملات السياسية فارغة المضمون”.