نفى الجنرال السعودي أنور عشقي ما ورد على لسانه من تصريحات مفادها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رجل قوي وواقعي، وأن هناك حاجة إليه للقبول بمقترح السلام، مبررا ذلك بقوله : ” أجريت لقاء تلفزيوني للقناة الاسبانية وقلت فيها أن مبادرة السلام لا يمكن أن تطبق إلا بعهد نتنياهو لأنه رجل قوي بمعنى أنه قوي داخل إسرائيل نظرا لكونه متطرفا، والمعروف أن المتطرف لو وافق على أي قرار إسرائيلي ومضى فيه سيكون هناك إجماع وقبول من قبل المجتمع الإسرائيلي أما لو كان القرار من قبل معتدل فسيكون هناك اعتراض من قبل المتطرفين وهم الأغلبية ، وهذا ما قصدته بكلمة قوي أي أنه متطرف قوي في مجتمعه”، موضحا أن نتنياهو في تعامله مع العرب وخاصة الفلسطينيين لا يمكن وصفه إلا بـ “المجرم” لأنه يقتل الشعب الفلسطيني ويدمر ممتلكاته.
وبين أن نتنياهو أفكاره دائما تتسم بالعدوان، وهو رجل يؤمن بعملية الانتقام الشديد والقبضة الحديدية ، متمما: ” وبالتالي لا يمكن اعتبار نتنياهو رجلا للسلام “.
وفي رده أيضا على أن نتنياهو رجل واقعي أكد عشقي أنه قال ذلك على أساس ،حديث نتنياهو بأنه مستعد أن يصرح في الأمم المتحدة بأنه يوافق على المبادرة ” أي أنه أمام جميع الشعوب وفي الأمم المتحدة يظهر بالشخص الواقعي”، وعند التطبيق وفي الواقع هو لا يقوم بذلك ، قائلا: ” لقد سألت بعض الإسرائيليين عنه ووصفوه بالكاذب ولا يمكن تصديقه ، فهو يتكلم بالواقعية لكنه بالمقابل لا يفعل شئ، أي أنه واقعي لكنه غير صادق”.
وأشار عشقي أن ذلك حدث “عندما كان في إحدى الدول الأوروبية لحضور مؤتمر ، وجاءني أحد الإعلاميين يحمل جنسيتين أحدهما إسبانية والأخرى إسرائيلية ، وطلب مني إجراء مقابلة للتلفزيون الإسرائيلي لكي يعرف الإسرائيليون بأن العرب ليسوا ضد السلام، فرفضت ذلك وأجريت معه اللقاء للتلفزيون الأسباني فقط، وقلت له بعد ذلك لو أردتم نقله عن التلفزيون الأسباني فليكن كذلك”.
من جهة أخرى وفي رد على دعوة عشقي إلى التحالف مع إسرائيل ضد إيران نفى قائلا: ” لا يمكن أن نتحالف مع إسرائيل ضد أي دولة أخرى ، إلا بعد موافقتها على تطبيق المبادرة (مبادرة السلام) وإعادة الحقوق الكاملة للفلسطينيين”، مشيرا إلى أن تلك الكلمات التي نشرت هي صادرة عن بعض المخابرات الإيرانية والسرية.
وأكد عشقي أنه يرفض التحالف مع إسرائيل ضد أي دولة أخرى لأنها كانت ولا تزال العدو الأوحد لنا ، مشددا بقوله: ” بل إن إيران هي من دعت إلى ذلك” .
في سياق متصل وفيما يتعلق بوجود مبادرة سلام قريبة لفت عشقي إلى أن مبادرة السلام سوف تخرج على سطح الطاولة من جديد ، ماضيا بقوله: ” إذا لم يفعلها نتنياهو ويوقع على مبادرة للسلام ، فمن سيأتي بعده سيفعلها، لأن إسرائيل الآن في وضع حرج “.
ونوه عشقي إلى أنه سيكون قريبا هناك مبادرة للسلام، مستطردا: ” ولكن لن تكون بشكل رسمي من المملكة العربية السعودية ، وقد تكون من الولايات المتحدة الأمريكية أو من منظمات المجتمع “.
وأضاف: ” إذا إسرائيل لم تنخرط في عملية السلام وتعيد للفلسطينيين حقوقهم ، فإنها ستعيش بعزلة وفي وضع حرج أمام العالم ، لأن عملية السلام بُنيت على أساس قرارات دولية وافقت عليها دول العالم، لذلك يجب أن نضغط دائما على تطبيق المبادرة حتى تعلم إسرائيل أن ما تفعله مخالفا للمبادرة وغير شرعي “، وأشار إلى أن السعودية لم تقدم مبادرة للسلام جديدة ولكنها طرحت إحيائها من جديد .
وبين أنه من الضرورة وضع خطة لتفعيل تلك العملية ، قائلا لدنيا الوطن : ” وأولى خطوات وضع الخطة أن تقوم إسرائيل بالإعلان عن موافقتها على المبادرة العربية المطروحة ، ومن ثم تكون هناك مفاوضات مع إسرائيل لتبادل بعض الأراضي مع الفلسطينيين ، وأن تلك المفاوضات يجب أن تقام في إطار مراقبة أربعة دول وهي أمريكا والسعودية ومصر والأردن”.