أعلن وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنت أن أحدث ثورة لتحسين قدرات التلاميذ في الرياضيات هي اهم هدف استراتيجي للوزارة في الأعوام الاربعة المقبلة
وأوضح بنت أن الاستثمار في مجال تطوير قدرات الطلاب على تحصيل الرياضيات استثماراً سيؤدي إلى تعزيز المناعة التكنولوجية ومن ثم الأمنية. كما أشار إلى أنّ “القدرات الخاصة في مجال الرياضيات هي التي أتاحت للعلماء والخبراء الإسرائيليين تطوير منظومة القبة الحديدية التي حمت إسرائيل من صواريخ حماس خلال الحرب الأخيرة”.
وفي مؤتمر صحافي، أعلن بنيت عن الخطوط العامة لإستراتيجيته الهادفة إلى تحسين قدرات استيعاب التلاميذ في مجال الرياضيات، وإحداث زيادة كبيرة في عدد تلاميذ الثانوية العامة الحاصلين على مستوى الوحدات الخمس في المادة وكان المؤتمر الصحفي بمشاركة عدد من رؤساء شركات التقنية المتقدمة الرائدة في إسرائيل في المؤتمر الصحافي للحديث عن “العوائد الاستراتيجية” التي ينطوي عليها تحسين تحصيل التلاميذ في هذا العلم.
وبحسب الخطة، فإنّ وزارة التعليم ستحرص على زيادة عدد تلاميذ الثانوية العامة الحاصلين على مستوى الوحدات الخمس في الرياضيات إلى 18 ألف تلميذ في غضون أربع سنوات. مع العلم أنّ عدد الحاصلين على هذا المستوى حالياً هو 8 آلاف فقط. وتبلغ كلفة الخطة 75 مليون شيكل (نحو 19 مليون دولار)، وتتضمن إضافة 15 ألف ساعة تدريس في مجال الرياضيات، وزيادة عدد مدرسي المادة المؤهلين أكاديمياً إلى 2000 مدرس. كذلك، فإنّ الشركات المشار إليها ستنظم لقاءات بين تلاميذ الرياضيات ومديري الشركات، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل بمشاركة التلاميذ والمدرسين والخبراء العاملين في هذه الشركات.
وتنص الخطة على تعهد الوزارة بتغطية كلفة تعليم التلميذ بشكل كامل، بشرط تعهده بالعمل في مجال التدريس لمدة خمس سنوات مستقبلاً.
وقد شكل بنيت في وزارته ما أطلق عليه “مجلس الرياضيات”، الذي يضم كبار الموظفين المسؤولين عن تدريس الرياضيات ومؤلفي كتب تعليمية في المادة، إلى جانب البروفسور يسرائيل أومان، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد.
ومن أجل إغراء التلاميذ ببذل جهود للحصول على مستوى الوحدات الخمس في الرياضيات، فقد توصل بنيت لاتفاق مع رؤساء الجامعات يقضي بمنح كل تلميذ حاصل على هذا المستوى 30 نقطة إضافية عند تسجيله في الجامعة بحيث يزيد من فرص قبوله في الكليات والأقسام التي يرغب في الالتحاق بها.
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، الذي يشارك في تسويق الحملة: “يجب علينا تشجيع وتسهيل انخراط التلميذ في المسار المؤدي إلى مستوى الوحدات الخمس، وعدم جعل أوضاعه المادية عائقاً في هذا السبيل. فالعجز المالي يمكن إصلاحه لاحقاً، أما العجز التعليمي فلا يمكن إصلاحه”.
وقد سبق لبنيت التحذير عند توليه مقاليد الأمور في وزارة التعليم من المؤشرات “المقلقة” على تراجع عدد تلاميذ الثانوية العامة الإسرائيليين الحاصلين على المستوى الخامس في الرياضيات. واعتبر هذا الواقع بمثابة “تهديد استراتيجي”. ونوّه إلى أنّ عدد الحاصلين على مستوى الوحدات الخمس في الرياضيات قد تراجع من 13 ألف تلميذ إلى 8 آلاف تلميذ، مشدداً على أنه يتوجب عدم الاستسلام لهذا الواقع.
وفي مناسبة أخرى ولكي يستنهض همم القائمين على تدريس الرياضيات وكذلك التلاميذ، نوّه بنيت إلى أنّ عدد التلاميذ الإيرانيين الحاصلين على مستوى الوحدات الخمس في الرياضيات أكبر من عددهم في إسرائيل.