أصبح الاعتقاد بوجود صلة وراثية بين الإنسان والقردة يتعزز أكثر من أي وقت مضى مع اكتشاف “مذهل” توصل إليه علماء قاموا بفحص بقايا لـ”جنس بشري لم يكن معروفا”.
وأثبتت نتائج البحوث العملية وجود سمات مشتركة بين هذا الجنس المكتشف حديثا والإنسان المعاصر.
وأطلقت جامعة ويتواترساند في جوهانسبورغ ووزارة العلوم بالتعاون مع “ناشونال جيوغرافيك سوسايتي” على هذا الجنس البشري اسم “هومو ناليدي” وهو من الفئة نفسها التي ينتمي إليها الإنسان المعاصر “هوموسابيانس”.
وقدر علماء، في مؤتمر صحافي عقد في ماروبنغ بجنوب إفريقيا حيث سجل الاكتشاف، طول هذا النوع البشري بمتر ونصف المتر، أما وزنه فيعتقد الباحثون أنه لا يتجاوز 45 كلغ، لكن لا حظوا أن جمجمته كانت صغيرة في حدود حجم برتقالة.
أوجه التشابه معنا
ويرى كريس سترينغر المسؤول في متحف التاريخ الطبيعي في لندن أن “بعض ملامح إنسان هومو ناليدي مثل يديه ومعصمه وقدميه تتشابه كثيرا مع الإنسان المعاصر”.
وذهب العلماء إلى أن قدمي هذا الجنس البشري غير المعروف سابقا شديدتا التشابه مع قدمي الإنسان المعاصر، يوحي شكل يديه بأنه كان قادر مثل أسلافنا من البشر على استخدام الأدوات.
لكن ما يعقّد عمل الباحثين فيما يتعلق بنظرية تطور الجنس البشري هو توصل النتائج إلى أن “دماغ هومو ناليدي الصغير وشكل الجزء الأعلى من جسمه يجعله أقرب إلى نوع بشري قبل الإنسان يسمى استرالوبيثكس” أو القردة الجنوبية.
وأجريت التحاليل على بقايا لهذا الجنس يعتقد أنها تعود لـ 15 هيكلا عظميا.
واكتشفت هذه البقايا بين سنتي 2013 و 2014 بالمكان المعروف بـ”مهد البشرية” في جنوب إفريقيا. وقد عُثر عليها في حفرة سحيقة يصعب الوصول إليها.
وأضاف سترينغر أن “اختلاط الخاصيات لدى هومو ناليدي يشير إلى تعقيد الشجرة الوراثية للإنسان، وضرورة التعمق في الأبحاث لفهم الأصول القديمة لنوعنا”.