دعا السياسي والمسؤول المصري السابق «محمد البرادعي»، اليوم الخميس، إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة في شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين، وأثارت دعوته جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بين مؤيد ومعارض لها.
وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» نقل «البرادعي» قولا مأثورا للزعيم الجنوب أفريقي الراحل «نيلسون مانديلا» قال فيه: «عندما تتخلي عن طريق أو فكرة خاطئة يكون الانسحاب نوعا من القيادة».
وأضاف السياسي المصري في تغريدة لاحقة: «لنتذكر: كانت الدعوة منذ ٢٠١٠ إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاءات، وغيرها من صور الديمقراطية الشكلية، وسيلة فعالة للتغيير».
مؤيدون ومعارضون
وأثارت دعوة «البرادعي» لمقاطعة الانتخابات حالة من الجدل على موقع «تويتر»، وتنوعت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة وفق موقع “الخليج الجديد”.
وقال حساب « RamyGalal1985@» مهاجما «البرادعي»: «وإيه دخل حضرتك يا أفندم بحاجة زي كده؟، ده شأن مصري داخلي».
وكتب حساب « elhagmohammed@» منتقدا «البرادعي»: «مصر ماشيه للمستقبل، وأنت ماضي، وكلامك في الهوا يا سيادة النائب الهارب».
وقال حساب « AYMANRIZCK@»: “هنفضل نقاطع لحد إمتى.. وهنبنى البلد امتى وبعدين هنغير إيه تانى.. ما أنت كنت في سده الحكم وما عملتش أي حاجه، ارحموا مصر يرحمكم الله».
في المقابل، أيد عدد من الناشطين دعوة «البرادعي» لمقاطعة الانتخابات، وقال حساب « hebaegy2000 @»: «نحن مقاطعون حتى تتحقق أهداف الثورة».
وكتب حساب « sorourmohamed@»: «شد القلوع يا برادعي، ومفيش رجوع يا برادعي.. لم الشباب من جديد حواليك يا بوب.. التغيير قادم لا محالة لكنه يحتاج لتضحيات جمة من الكل».
وغرد حساب «@suzan_ezzat» قائلا: «انتخابات إيه وشبابنا وبناتنا في السجون، والخطف والضرب لكل معارض، هزلت، نحن مقاطعون».
واُعتبر «البرادعي» في وقت من الأوقات من قيادات ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بـ «حسني مبارك»، قبل أن يشارك في الانقلاب العسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.
وُعين نائبا لـ «عدلي منصور»، الرئيس المؤقت التي أدار البلاد «بشكل شكلي»، كما يعتقد مراقبون، عقب الانقلاب.
لكن الرجل غادر مصر بعد فض اعتصامي ميداني «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» في القاهرة الكبرى، في 14 أغسطس/آب 2013؛ حيث قال بعدها إنه لم يكن راضيا على الطريقة التي جرى بها فض الاعتصامين.
وبينما اعتبر أنصار نظام «السيسي» مغادرة «البرادعي» لمصر «خيانة»، اعتبرها آخرون محاولة من الرجل للعدول عن قرار خاطئ اتخذه عندما أيد الانقلاب، بينما قال الرجل ذاته في تصريحات لاحقه إنه عندما أيد بيان 3 يوليو/تموز (بيان الانقلاب) كان يريد انتخابات رئاسية مبكرة وخروج مشرف لـ«مرسي»، وإشراك جماعة «الإخوان المسلمين» في العمل السياسي، كما اعتبر ضحايا فض اعتصامي رابعة والنهضة «شهداء».
لكن «مرسي» يواجه حاليا حكما بالإعدام، فيما ألقت السلطات المصرية بعد الانقلاب القبض على عشرات الآلاف من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، ويواجه الآلاف منهم أحكاما تتراوح بين الإعدام والسجن لفترات متفاوتة، وذلك في قضايا يعتبرها معارضو الانقلاب المعارضة «هزلية»، وترى منظمات حقوقية دولية أنها «تفتقد إلى العدالة».
وتصف الحكومة المصرية انتخابات مجلس النواب القادمة بأنها «حاسمة»، بينما يقول مراقبون إن «السيسي» يخشي أن تأتي الانتخابات ببرلمان يعارض توجهاته، وإنه يسعي إلى الإتيان بـ«برلمان مستأنس».