(ترجمة – وطن)- نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا عن تمكن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اعلاميا باسم “داعش”, من إحداث اختراق مهم رغم الضغوط والقيود الدولية الهائلة المفروضة على التنظيم.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير أطلع عليه “وطن”, إن عدد من بيوت صناعة الأزياء تتوجس خيفة من مزودي القطن خاصة وأنها تقوم بإرسال كميات منها دون ان تضع تعرفة عليها أو بلد المنشأ، ما أكد الشكوك حول أن هذه المخاوف قد تكون صحيحة وأن يكون لداعش دور فيها.
وقالت “التايمز” إن صناعة الأزياء وبيوتها في العواصم الغربية قد تصبح مصدر دخل لتنظيم الدولة، بعد سيطرته على ثلاثة أرباع الأراضي التي يزرع فيها القطن في سوريا.
ويشير التقرير إلى أن ما وصفته ب “حرب القطن”، أصبحت موضوعا للجدل بين مشتري القطن من أصحاب الماركات العالمية. وقالت الصحيفة إن “الغالبية العظمى من المزودين يرسلون أقمشة دون وضع تعرفة عليها ، موضحة أن الحذر يسود هذه الشركات”
وتساءلت الصحيفة “هل تتخيل أن يكون مزودك للقطن هو تنظيم الدولة؟”.
وتورد الصحيفة أن تجار القطن يقولون إن تنظيم الدولة كان يبيع القطن الخام، وحتى وقت قريب عبر وسطاء في السوق التركية، التي تعد ثاني أكبر مزود له للاتحاد الأوروبي، وثالث أكبر منتج للألبسة.
يشار إلى أن سوريا كانت تنتج قبل الحرب 600 ألف طن من القطن في العام، لكن القدرة الإنتاجية تراجعت إلى 70 ألف طن.
وكانت صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية قالت إن تنظيم داعش وضع يديه على قدر كبير من انتاج القطن في سوريا، والذي كان يصدر قبلا الى تركيا وهي أكبر موردي الملابس لأوروبا.
وتساءلت الصحيفة هل سيأتي يوم ونرى فيه ماركة ملابس مكتوب عليها ”صنع في داعش”؟، وتكمل ” تخيلوا لو أن أعرق دور الأزياء الفرنسية والتي تجلب القطن من سوريا تكتب ”صنع في داعش” فماذا سيكون رد فعلكم؟
وتوضح الصحيفة وفق ما ترجمه “وطن”, أن 75 و 80% من القطن السوري في مدن الرقة ودير الزور والحسكة أصبح تحت سيطرة الجهاديين، وأضافت ان داعش ستبيع بطريقة أو بأخرى القطن لجارتها تركيا.
وتنهي الصحيفة بأن علينا الانتباه إلى أن هذا التنظيم يحاول بذكاء تنويع مصادر تمويله لكي يظل قادرا على القتال وجزء منها هو استغلال الزراعة في سوريا والعراق والتي يمكنها اذا ما ت استغلالها بشكل جيد ان تعود عليهم بـ10 ملايين دولار سنويا.
وكانت قناة فرنسية أكدت أن التنظيم تمكن من إرساء مقومات شبكة كاملة متكاملة وفعالة لتهريب القطن السوري، المطلوب دولياً، والذي لا يُثير اهتمام الإعلام والمتابعين والمكلفين بالتضييق على داعش وتجفيف موارد تمويله، رغم ضخامة الموارد المتأتية من القطن السوري، أحد أجود أنواع القطن في العالم، بسبب تركيبته، وشهرته قطناً عضوياً مثالياً.
ويكشف التقرير الفرنسي، نجاح داعش في توصيل قطنه، إلى الورشات ومصانع النسيج في أغلب أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا وفرنسا وإلى مصانع النسيج وورشات الخياطة فيها، ما يُفسر ضخامة التمويلات التي يحصل عليها التنظيم، والتي لا تقوم على النفط والآثار وحدها، وهي التي تخضع إلى رقابة مُشددة ومتزايدة، ولكن أيضاً على تهريب القطن العضوي الثمين، لتصل العائدات إلى أرقام فلكية، كما تؤكد أكثر التقارير الدولية، التي تتحدث عن إيرادات تتجاوز 2000 مليار دولار.