نشر المغرد السعودي “مجتهد” النتائج الأولية للتحقيق في تفجير مأرب، الذي أسفر عن قتل أعداد كبيرة من جنود التحالف العربي، الذي تقوده المملكة السعودية لمحاربة جماعة الحوثي “الشيعية المسلحة” باليمن، كما سرب الأجزاء المهمة من محضر اللقاء والتفاهمات التي حدثت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والوفد السعودي الذي ضم الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان وزير الدفاع وولي ولي العهد مؤخرًا في أمريكا، والمتعلقة بسوريا واليمن وإيران، والعلاقات التجارية، ومستقبل آل سعود.
وقال المغرد السعودي، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “إن التفاصيل التي أعلنت عن تفجير مأرب فاجعة عسكرية، لكن الحقيقة أسوأ بكثير”، مشيرًا إلى أن التحقيق الأولي بين أخطاء كارثية لا تليق بجنود فضلًا عن عمداء وألوية”.
وكشف “مجتهد” أن العدد الكامل هو 1070 إصابة، منها 300 قتيل و770 جريحًا، مشيرًا إلى أن الإصابات شملت الجنسيات: إمارات / بحرين / سعودية / مقاومة يمنية، قائلًا: “لم يصلني إصابات كل جنسية”.
وبين أن قوات التحالف اختارت موقع المعسكر 107 في مأرب قبل أن تطهّر بيحان، حيث يوجد تمركز قوي للحوثيين، وبذلك أصبح الحوثيون يحيطون بهم من عدة جهات، مشيرًا إلى أنه تبين من التحقيق أن المعسكر معروف باحتوائه على مخازن ذخيرة ووقود، ومع ذلك قررت القيادات الميدانية توزيع عناصرهم قرب هذه المخازن دون مراعاة.
وأشار إلى أن التحقيق كشف أن رئيس الأركان اليمني الموالي لهادي يعلم بوجود صواريخ توشكا ولونا لدى الحوثيين في بيحان، وأن معسكر 107 في مرمى هذه الصواريخ، موضحًا أن التحقيق أظهر أن دقة الإصابة لم تكن ضربة حظ، بل كانت بسبب تسريب الإحداثيات نتيجة اختراق الحوثيين للمقاومة اليمنية المشاركة في المعسكر.
وأضاف المغرد السعودي: “تبين من التحقيق أن رئيس الأركان هذا سبق أن ارتكب فاجعة أخرى حين كشف ظهر المقاومة في مكيراس قرب البيضاء، فتسبب في مقتل 57 من المقاومة، وكانت المقاومة تعرضت في مكيراس لكمين من لواء المجد الذي انشق عن التحالف وانضم للحوثيين، والتف على المقاومة (بعلم رئيس الأركان) فتسبب بالمقتلة”.
وتابع: “تبين أن المعسكر 107 ضرب بأكثر من صاروخ”، متسائلًا: “فما هي مواصفات صاروخ توشكا وكم عدد الصواريخ في ترسانة الحوثي؟”، مجيباً: “إن صاروخ توشكا مداه 70 كيلو مترًا، والرأس الحربي 600 كيلو جرام، شديد الانفجار، نسبة الخطأ 150 مترًا، نظام التوجيه داخلي (استخدام تضاريس الأرض)، الترسانة بها عدة مئات من الصواريخ”، قائلًا: “إن الأخطر من ذلك التفاصيل التي أبلغها الأمريكان للسعودية عن صواريخ بعيدة المدى يمتلكها الحوثيون، وكانت مقصودة بتصريحهم الأخير عن رد استراتيجي”.
وأشار “مجتهد” إلى أن الحوثيين يمتلكون 30 صاروخًا بالستيا من نوع موسودان بي ام 25، بالكوري (무 수단) بالإنجليزية (BM25 Musudan) الصناعة كوريا الشمالية، والوزن 12 طنًا، والطول12 م، القطر1.5م، المدى4000 كم، الرأس1500 كلغم، وهو شديد الانفجار، التوجيه: داخلي، يتبع التضاريس نسبة الخطأ 500 م، والحوثيون عندهم: 30 صاروخًا”.
وعن أسباب عدم استخدام الحوثي له حتى الآن، قال “مجتهد”: “لأنه يدرك أن إطلاقها على مدن سعودية يعني تداعيات خطيرة، ولذلك تركها كـ (خيار شمشون الأخير) علي وعلى أعدائي”، موضحاً أن الأمريكان أبلغوا السعوديين أن تقديرهم أن صواريخ موسودان- تحديدًا- على الأرجح لم تدمر ولا يعرف مكانها حاليًا.
محضر اجتماع أوباما وسلمان
وانتقل “مجتهد” للحديث عن التفاهمات التي حصلت بين باراك أوباما والملك سلمان وابنه محمد والمترجمون وكتاب المحضر، بخصوص سوريا واليمن وإيران والعلاقات التجارية ومستقبل آل سعود، مشيرًا إلى أن الكلام كان عمليًا يدور بين محمد بن سلمان وأوباما، ومشاركة الملك أقرب للشكلية، ونوقش الوضع في اليمن وسوريا وإيران والخليج وآل سعود والاستثمار.
وقال: “بخصوص اليمن تعهد أوباما باستمرار الدعم بالذخيرة وقطع الغيار والمعلومات الاستخبارية والمشورة الفنية، مع نصيحة بضرورة وضوح خطة السعودية في اليمن”، مضيفًا: “بخصوص إيران أكد أوباما أن أمريكا ابتزت إيران بوضعها الاقتصادي لتركيعها، بتوقيع الاتفاق النووي الذي سيكون لمصلحة الخليج، ولا قلق من توقيعه”.
وأشار المغرد السعودي، إلى أن محمد بن سلمان رد بأن السعودية مدركة أن الاتفاق لصالح الخليج، وأنه يقلل خطر إيران، وأن ادعاء القلق هو للاستهلاك الإعلامي والمزايدة الشعبية، لافتًا إلى أن أوباما أكد أن الخليج لا يزال ضمن المصالح القومية العليا لأمريكا، بسبب ثرواته، ولن يسمح لأي جهة (إيران أو غيرها) أن تنافس الهيمنة الأمريكية فيه.
وبخصوص سوريا، بين “مجتهد” أن أوباما أكد أن مساهمة روسيا لن تزيد عما تفعله حاليًا، وهو دعم بشار بالسلاح والدعم اللوجستي، وأن لا نية عند روسيا للمشاركة في القتال، وأطال أوباما في شرح الموقف من سوريا وتداخل الأمور، ثم ادعى أن أمريكا لو أرادت إزاحة بشار فلن تستطيع روسيا منعها، لأن وجودها هناك أضعف مما يزعم.
وبخصوص الاستثمارات، قال “مجتهد”: إن محمد بن سلمان أراد أن يكسب قلب أوباما بشيء أعظم من الصفقات والعقود، فقرر فتح الباب على مصراعيه للشركات الأمريكية دون وكلاء، وفهم أوباما أن هذا تسويق من محمد بن سلمان لنفسه، فرد بما فهم منه تأييد التعيينات الأخيرة (المحمدين)، وتطلع أمريكا بمستقبل كبير لمحمد بن سلمان.
وأضاف: “في المقابل فهم محمد بن سلمان أن هذا الكلام دعم لأي خطوة يتخذها هو من أجل الوصول للعرش، مما عزز خططه لإقالة محمد بن نايف- وزير الداخلية وولي العهد، بعد الحج والحلول محله، بعد أن أجل الزيارة لأجل غير مسمى”.
وأشار “مجتهد” إلى أن محمد بن سلمان يرضخ للضغط المصري، ويعد السيسي بزيارة والده لمصر بعد الحج، ويبرر التأجيل بالاستعداد للحج.
وخرج “مجتهد” عن سياق تغريداته قائلًا: “وصلني سؤال عن الشائعات التي كانت تتداول عن سبب وفاة فيصل بن فهد، هل هو مخدرات أو سرطان الدم، أو سبب آخر؟”، وأجاب: “أقوى الروايات ما يردده القريبون من فيصل بن فهد أنه مات مسمومًا من قبل أخوال (ع. ف.) بعد أن أدركوا أنه الحاجز الوحيد أمام صعود (ع.ف.)، ويسعى بعضهم الآن لبعث هذه القضية والتحقيق فيها لمعاقبة الفاعل إذا ثبتت عليه المسؤولية، على أن تشمل العقوبة (ع.ف.) إذا تبين دور له في الجريمة”.
شؤون خليجية