كتب : محرر الشؤون الأردنية – عمان – خاص – وطن – أثارت حلقة برنامج ” محطات مفروضة ” بث أمس على فضائية رؤيا موجة احتجاجات عارمة اشغلت الشارع الشعبي والنقابي والحزبي والنيابي الأردني لما تضمنته من خدش للحياء العام وتطاول على التعاليم الدينية والعادات والأعراف المجتمعية ، رافقها حملة اجتاحت مواقع التواصل تحت مسمى” الحملة المليونية لإغلاق قناة رؤيا الساقطة أخلاقيا”.
هيئة الإعلام وفي اول تعليقها على لسان مديرها امجد القاضي وصف الحلقة بالخادشة للحياء العام قبل ان يقرر في وقت لاحق وقف البرنامج ،إلى جانب إحالة القناة للنائب العام وفقاً للمادة 20 و 21 من قانون المرئي والمسموع والمتضمن مخالفة شروط الترخيص والبث في البلاد.
وعلى صعيد التحرك البرلماني تبنى النائبين مدالله الطراونة ومعتز ابو رمان في جلسته الصباحية مذكرة برلمانية تضمنت تواقيع 50 برلماني تطالب الحكومة اتخاذ إجراءات رادعة وموقفاً صارماً اتجاه بث قناة رؤيا الفضائية سموم مجتمعية خاصة المستهدفة لفئة الأطفال ، إلى جانب التقاضي امام المحاكم الاختصاص في العاصمة عمان.
وكان برنامج محطات مفروضة تضمن مقتطفات ” حكايات للأطفال ” إيحاءات جنسية صريحة وواضحة والدعوة للشذوذ الجنسي، حيث تروي مقدمة البرنامج ثلاث “حكايات للأطفال”، من غير أن تتم الحكاية، حيث تتوقف بعد المقولة التي فيها إيحاء جنسي واضح، وتترك للخيال الطفل أن يكمل المشهد، ومن ثم تتظاهر المذيعة بالخجل، ما يشير إلى حصول مشهد “مخجل”، لتبدأ بتقليب صفحات الكتاب الذي تقرأ منه القصة، وتنتقل إلى صفحة أخرى وبمشهد جنسي آخر.
الكاتب الأردني الساخر احمد الزعبي تعليقاً على موقعة اكد توقف تصوير حلقات برنامجه الساخر ” من سف بلدي” حتى يصدر مجلس إدارة القناة اعتذارا للشعب الأردني كافة، ويوضح الأسباب من وراء نشر حلقات مسيئة ، واصفاً بيانها بالخجول ولا يرتقي لحجم الإساءة بالإضافة لتضمنه تبريرات عبثية.
وسبق ان وجهت للقناة حملة انتقادات لعدد من برامجها التي تحمل في طابعها العام الإقليمية الطائفية التبشيرية والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي من خلال برامج في ظاهرها ساخرة وباطنها التطبيع وتقبل التعايش العربي اليهودي ، بالإضافة إلى سخريتها من التقاليد العشائرية القبلية الأردنية في صورة وصفت بالعبثية وقوبلت بانتقادات شعبية نقابية ساخطة حيال سياسة إدارة تصر ضرب العادات المجتمعية عرض الحائط.
ميشيل الصايغ رئيس مجلس ومالك القناة لم يخلو هو الآخر من انتقادات وجهت له مؤخراً في اعقاب مشاركته في حفل تطبيعي أقامته بلدية “تل أبيب” في مدينة يافا المحتلة ، بذريعة إطلاق اسم ” يوسف ديك ” على احد ميادين البلدية بحضور كبار الشخصيات المدنية لدولة الاحتلال ، واصفين مشاركته بصفتها الإعلامية تطبيعياً مع العدو الصهيوني.
وظهر رجل الأعمال ميشيل الصايغ رئيس مجلس إدارة قناة رؤيا ورئيس مجلس إدارة البنك التجاري الأردني ورئيس مجلس إدارة دهانات ناشونال ، في الحلف التطبيعي الى جانب رئيس بلدية “تل أبيب” وعدد من الشخصيات في الكيان الصهيوني ، بالتزامن واحياء الشعب الفلسطيني المرابط ذكرى النكبة الـ 67.
وكشفت مصادر مطلعة لـ ” وطن ” تقدم نشطاء حقوقيون بشكاوى لهيئة المرئي والمسموع وهيئة الإعلام بحق القناة ، ملوحين في حال عدم اتخاذ إجراء قانوني بحق القناة، تقديم شكوى إلى المدعي العام بالإهمال و التقصير بالواجبات الوظيفية.
يشار إلى ان السلطات الأردنية داهمت نهاية آب الماضي استوديوهات فضائية اليرموك احد اذرع جماعة الاخوان المسلمين وأوقفت بثها بذريعة عدم ترخيصها رغم انطلاقة بثها منذ ثلاثة سنوات متتالية، قبل ان تعاود بثها مجدداً بعد توقف دام خمسة أيام بقرار من هيئة المرئي والمسموع.
تجدر الاشارة الى ان تعديلات طالت قانون المطبوعات والنشر أدخلت حيز التنفيذ منتصف العام 2013 بهدف ضبط العمل الصحافي في البلاد ، رافقها تعديلات مطلع حزيران 2016 تضمنت إدخال عقوبة السجن الى جانب غرامات مالية في حال ادانة مؤسسات صحافية بتهم القدح والذم والتحقير ، بهدف وقف حد لحالة الفلتان لبعض وسائل الإعلام التي اتخذت نهج الابتزاز والشتم لمؤسسات وشركات حكومية وقطاع الخاص.