“لقد استيقظ ضميري بعد صورة الطفل السوري إيلان كردي، حيث وضع الله تلك الصورة أمامنا لسبب، وكان من الممكن أن يبتلعه المحيط”
جاء ذلك في تصريحات نقلتها مجلة فوربس الأمريكية عن الملياردير المصري نجيب ساويرس الذي أعلن اعتزامه شراء جزيرة للاجئين يقيمون عليها كيانهم الخاص بهم.
وأضاف ساويرس، بحسب المجلة، أنه سيرسل خطابين إلى رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس ونظيره الإيطالي ماتيو رانزي لشراء جزيرة تأوي اللاجئين والمهاجرين السوريين.
ومضى يقول، حول محتويات الخطاب : “جاد بشأن نواياي، أرغب في فعل شيء ما رائع يمنحني شعورا بالراحة، أعطوني الجزيرة وأنا سأتكفل بالباقي”.
وأشارت المجلة إلى أن ساويرس، رئيس شركة “أوراسكوم للاتصالات والإعلام”، هو ثالث أغنى رجل في مصر، بثروة إجمالية تساوي 2٫9 مليار دولار.
ملياردير الاتصالات لفت إلى امتلاكه المال والموارد للمضي قدما في خطته، لافتا إلى خبرته في مجال تطوير الأراضي والخدمات اللوجستية.
وفي الثالث من سبتمبر الجاري، غرد ساويرس عبر حسابه على تويتر مقترحا شراء جزيرة للمهاجرين، وهو الذي شهد انتشارا كبيرا.
وبحسب فوربس، لم يجر ساويرس أي اتصالات بالحكومتين اليونانية أو الإيطالية، لكن رسالتيه اللتين يعتزم إرسالهما ستكون أول إشارة رسمية في طريق تنفيذ الاقتراح.
ويشهد العالم أكبر أزمة نازحين منذ الحرب العالمية الثانية، عبر أمواج من اللاجئين والمهاجرين الذين يهربون من دول مزقتها صراعات الحروب، في رحلات خطيرة، بحثا عن الأمان.
ولقي آلاف الأشخاص مصرعهم خلال رحلاتهم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
ويقصد العديد من اللاجئين ألمانيا التي يتوقع أن تستقبل 800 ألف لاجئ هذا العام.
وأشار ساويرس إلى وجود حدود لعدد اللاجئين الذين يمكن لأوروبا استيعابهم، معتبرا أن الحكومتين اليونانية والإيطالية لن تخسر شيئا إذا قبلت اقتراحه الذي توقع أنه سيخضع لمراجعة الدولتين تستعرق أسابيع.
ولم يحدد ساويرس جزيرة بعينها لشرائها، واكتفى بقوله: “ كلما كانت أكبر حجما، كلما استوعبت المزيد من الأشخاص”.
وأرجع ساويرس عدم بذل الغرب ودول الخليج جهودا كافية لحلحلة الأزمة الإنسانية إلى الخوف من تسلل “إرهابيي داعش”، وكذلك مشكلاتها الاقتصادية الداخلية، وهو ما دفعه للبحث عن حل “للبدء من نقطة الصفر”.
وأعرب عن استعداده الدفع من أجل الجزيرة، وكذلك من أجل توفير قوارب آمنة تنقل المهاجرين واللاجئين، علاوة على إنشاء ميناء مؤقت ومارينا، وكذلك إمدادهم بالغذاء والطاقة اللازمين.
وعلاوة على ذلك، سيقوم ساويرس، على حد زعمه، بتطوير البنية التحتية لاستضافة اللاجئين، وتوظيف أشخاص كعمال بناء ومزارعين، وتأسيس مدينة صغيرة ومجتمع.
واستطرد قائلا ” الأثرياء يحققون ثراءهم لأنهم يستخدمون خيالهم في تنفيذ الأشياء”.
الجزيرة المقترحة إما أن تظل تحت هيمنة الدولة التي يتم شراءها منها، أو أن تضحى ذات كيان مستقل، بحسب الملياردير المصري، الذي أعلن أنها ستحمل اسم إيلان، الطفل السوري ذي السنوات الثلاث والذي غرق على أحد الشواطئ التركية خلال رحلة لجوء.
الصورة المؤلمة لإيلان كردي حثت ساويرس على تقديم اقتراحه، بحسب فوربس، وفسر ذلك بقوله: “لقد استيقظ ضميري بعد صورة إيلان كردي، إذ وضع الله تلك الصورة أمامنا لسبب، إذ كان من الممكن أن يبتلعه المحيط”.