(وكالات- وطن)- دفع توجّس صنّاع القرار في تل أبيب من اندلاع حرب أوْ الانجرار إلى مواجهة عسكرية جديدة مع قطاع غزة، لا تريدها إسرائيل في هذه المرحلة، المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة إلى دراسة خيارات لم تكن في حساباتها، بل كانت من ضمن الخطوط الحمر عند حكومة بنيامين نتنياهو، وفي هذا السياق صرحّ مصدر رفيع في المؤسسة الأمنية لموقع (WALLA) العبري، يوم أمس، بوجوب دراسة التنسيق الأمني مع حركة حماس وإن كان عبر طرف ثالث، على حدّ تعبيره.
ويبدو أنّ ارتقاء إسرائيل في مستوى ردّها على العمليات الفلسطينية المنطلقة من القطاع، إلى حد قصف موقع تدريب لـ”كتائب القسام”، الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، بصاروخين ردًا على رصاصات طائشة، وخشية إسرائيل من الحسابات غير الصحيحة والتخوف من الرد على الرد، وأيضًا إمكانية تدحرج الأمور إلى مواجهة أكبر لا يريد طرفاها بدءها، يكمن وراء التطور الإسرائيلي الجديد والدعوة إلى التنسيق الأمني مع حماس عبر طرف ثالث.
على هذه الخلفية، طالب ضابط إسرائيلي رفيع بدراسة إمكانية التنسيق الأمني مع حماس عبر طرف ثالث، مشيرًا في حديثه للموقع العبريّ إلى أنّ الجيش الإسرائيلي الذي في العادة يكون حذرًا في الرد على ما أسماه العنف الصادر من القطاع، قرر تحديد مستوى جديد من مستويات العمل ضد هذا العنف، فاستهدف مركز تدريب غير مأهول، ردًا على رصاصات أطلقت من سلاح خفيف على مساكن في إحدى المستوطنات القريبة من القطاع.
وأشار الموقع العبريّ في سياق تقريره إلى أنّ إسرائيل في وضعٍ حرجٍ، ربما في ورطة، فهي لا تعترف بشرعية سلطة حماس في قطاع غزة، بلْ كانت قد أعلنت عن القطاع كيانًا إرهابيًا، لكنّها عمليًا تنتظر منها أنْ تحكم وتعمل بفعالية وتمنع إطلاق الصواريخ ورشقات الأسلحة الخفيفة اتجاه إسرائيل، الصادر عن فصائل أخرى غير منضبطة في غزة، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة والعسكريّة الرفيعة في تل أبيب.
ونقل الموقع عن المصادر عينها قولها إنّه ثبت في السنوات الماضية أنّ خطأً واحدًا لأحد الطرفين قد يجر إلى معركة، وخاصة في الواقع القائم في القطاع، حيث تجد حماس صعوبة في بسط سلطتها كليًا، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية وتعاظم حضور الدولة الإسلامية (داعش) في القطاع، بحسب تعبيرها.
علاوة على ذلك، حذّر الموقع من أنّ المعادلة القائمة من شأنها أنْ تجر إلى مواجهة، برغم الحذر لدى الطرفين، وقد يجد الجيش الإسرائيلي نفسه منجرًا إلى جولة عنف جديدة على المدى القريب، إذا أصاب صاروخ ما إحدى المستوطنات وتسبب في مقتل مدنيين إسرائيليين، أو رد إسرائيلي على موقع فارغ لحماس، لكنه بالخطأ قتل عدداً من النشطاء الفلسطينيين، كما قالت المصادر ذاتها. في السياق نفسه، قال الموقع الإسرائيليّ، نقلاً عن المصادر الأمنيّة في تل أبيب، إنّ السلطة الفلسطينية من أشدّ المعارضين للاتّفاق، بين حماس وإسرائيل حول هدنة طويلة الأمد، لافتةً إلى أنّه عبر هذا الاتفاق تتلاشى الآمال الضئيلة للسلطة الفلسطينيّة في استعادة موطئ قدم في غزّة الّتي طردتها منها حماس بقوة السلام في عام 2007، إذ إنّ حزب الرئيس محمود عبّاس، فتح، قد فشل في الحصول على رفع معتبر للقيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع عندما كان تحت سيطرته، وبالتالي سيشكّل الاتّفاق له ضربة عنيفة، حيث أعلن المتحدّث باسم فتح أحمد عساف أنّ الاتّفاق بين حماس وبلير يفتح الطريق أمام الانقسام الذي من شأنه خدمة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ويشترك الاتّحاد الأوروبي -الشريك التقليدي للسلطة الفلسطينية- في المخاوف نفسها؛ إذ نقل الموقع عن قال دبلوماسي أوروبي في تل أبيب قوله إنّ الاتفاق، في حال التوصّل إليه، سيُعزّز حماس ويُضعف رئيس السلطة عبّاس وهذا ما لا نريده، على حدّ قوله.
يُشار إلى أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعلون، صرحّ مؤخرًا أنّ حماس تعد نفسها للمواجهة المقبلة مع إسرائيل. وحسب أقوال يعلون: بالفعل حماس وقعت اتفاق مصالحة مع حركة فتح ولكنّها تقوم بتدريب قواتها وتجمع آلاف الصواريخ لاستهداف إسرائيل، ونحن من جانبنا مستعدين لأي شيء يحدث، فالهدوء سيقابله هدوء وإطلاق صواريخ من قطاع غزة نحونا سيرد بردٍّ عنيفٍ، وأوضح الموقع الإسرائيليّ أنّ أقوال يعلون جاءت خلال جولة في قيادة ما تسمي في جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة غزة المحاذية للقطاع. وقبل يومين، قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال إنّ 170 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل من قبل سوريّة وحزب الله وقطاع غزة.
وحسب أقوال الجنرال ايتاي برون ففي قطاع غزة مئات الصواريخ التي يصل مداها 80 كيلومترًا، وآلاف الصواريخ لمسافة 40 كيلومترًا ولمسافة 20 كيلومترًا. وتابع: تلك الصواريخ بيد حماس والجهاد الإسلامي فالحركتان تقومان بتصنيع الصواريخ التي يصل مداها 80 كيلو والقادرة على ضرب تل أبيب ومنطقة “غوش دان”، التي تُعتبر عصب الدولة العبريّة، وبحفر الأنفاق الهجومية التي رأيناها، على حدّ قوله.
أما حيال حزب الله فقال الجنرال ايتاي إنّ حزب الله يمتلك آلاف الصواريخ متوسطة المدى لمسافة 250 كيلومترًا، ويمتلك قرابة مائة ألف صاروخ قصيرة المدى، كما يمتلك حزب الله صواريخ أرض- أرض وأرض- بحر وصواريخ موجّهة بنظام (GPS) مصنعه في إيران، كما يسعى حزب الله لامتلاك طائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات داخل الجبهة الداخلية الإسرائيلية” والعسكرية لإصابة الهدف بدقة، حسبما ذكر.