طالب نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بمحاكمة نائب رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، وفقا للقانون الإماراتي، بعد كتابته تغريدات تحمل تحريضًا على قتل الداعية الإسلامي رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، فيما نفى مؤيدوه أن يكون “خلفان” يقصد ذلك وقالوا إن كلامه قد تم تحريفه وفق ما جاء في موقع “شؤون خليجية”.
وكان خلفان، قد قال مساء أمس الأول الخميس، عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر”: “لما كنا نقول يا عرب اعقلوا.. طلع القرضاوي.. اقتلوه ودمه في رقبتي!”.
وبرر بعض أنصار خلفان تغريدته، بأنها إشارة إلى تصريح سابق للقرضاوي، قال فيه: “من استطاع قتل القذافي فليفعل ودمه في رقبتي”، إلا أن ناشطين آخرين، اعتبروا كلام خلفان مبطنا، و”تحريضًا صريحًا على قتل القرضاوي”.
ويُعتبر القرضاوي أحد أهم مناصري ثورات الربيع العربي، فيما يرفض نائب رئيس شرطة دبي الاعتراف بهذه الثورات معتبرا إياها “أعمالا فوضوية”.
وكان “خلفان” قد حمّل القرضاوي وعددا من الدعاة الإسلاميين، في وقت سابق، مسؤولية القتل والدمار الذي يحصل في عدد من الدول العربية.
وقال أستاذ العلوم السياسية أحمد بن راشد بن سعيد: “يحرض خلفان على قتل العلّامة القرضاوي.. أين صهاينة الخليج الذين زعقوا سنوات ضد ما سمّوه التحريض على العنف وثقافة الموت؟”.
بدورهم، دشن النشطاء هاشتاق “ضاحي خلفان يحرض على قتل القرضاوي”، منددين بما جاء على حساب خلفان وطالبوا بمحاسبته وفقا للقانون.
وتساءلت هبة عراقي: “هل ضاحي خلفان فوق القانون حتى يحرض على قتل يوسف القرضاوي علناً بدون حساب؟؟”.
وطالب عدنان المصلح، بمعاقبة “خلفان” قائلًا: “تحت قانون الإمارات تكافح التمييز والكراهية وازدراء الأديان ورموزها بقانون صارم جديد يجب أن يحاكم هذا الرجل”.
وغرد صاحب حساب ناقد سياسي: “بما أن الإمارات بشرت بقانون التمييز والكراهية، فأين هي من هذا التحريض الذي تجاوز التعبير وألحق الضرر بغيره؟”
عبد الله البلاجي: “لا يقبل من ضابط أمن في أي دولة أن يحرض على قتل إنسان حتى لو كان مجرم بهذه الطريقة!”.
وطالب د. عبد الله الفارس “خلفان” بحذف تغريدته وهدده قائلا: “أسحب تغريدتك فورًا وامسحها فوالذي نفسي بيده ليقتلنك أصغر أحفادي لا نسمح بالتحريض على قتل علماءنا عد لرشدك”.
ونشرت ابتسام آل سعد صورا للشيخ القرضاوي أثناء استقبال أمير قطر له وتقبيل رأسه قائلة: “هكذا يُستقبل الشيخ القرضاوي من أشراف القوم فكيف نتأثر بصياح البهائم في الحظائر؟!”.
وعن أن هذه ليست المرة الأولى لخلفان التي يحرض فيها على قتل الدعاة قال خالد العتيق: “هو نفسه من اتّهم النبيل محمد الحضيف بإثارة الكراهية، وطالب باعتقاله وتسليمه!”.
هجوم “خلفان” على الدعاة لا يتوقف
وكان ضاحي خلفان قد شن هجوماً عنيفاً على عدد من الدعاة ورجال الدين المعروفين، محملاً إياهم مسؤولية القتل والدمار الذي يحدث ببعض الدول العربية، مضيفاً أن ما نراه من مصائب ومآسي اليوم يقف خلفها “سفهاء الإخوان”– على حد زعمه.
وقال “خلفان” في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع “تويتر”: “حذّرت مرارًا وتكرارًا من الخروج على الحكام في ثورات الربيع “العبري”، لما كنت أراه من مخاطر ستنجم عن ذلك. أكبر الحاقدين عليّ كانوا الإخوان”، حسب زعمه.
وأضاف زاعماً: “إن الدول الراعية للإخوان هي الدول التي أججت المنطقة وأشعلتها نيرانًا ومتفجرات ومشردين وأموات على شواطئ بحار العالم”.
وفي سياق حديثه عن الدعاة د. يوسف القرضاوي، د. محمد العريفي ود. عوض القرني ومن في حكمهم، حذر من أنه طالما أن “هؤلاء الأشرار يرحب بهم هنا وهناك، فلا يزال خطرهم قائمًا.. اضربوهم حيثما وجدتموهم”، حسب تعبيره.
وتابع خلفان: “كنا ندرك تمامًا أن كثيرًا من الأنظمة العربية تعتريها الإدارة الرشيدة.. ولكن كنا نرى أن الحل الأمثل ليس بالثورات والانقلابات والعشوائية، وإنما بأخذ التجارب والممارسات الناجحة في الوطن العربي، ونقلها من بلد إلى آخر.. كنجاح التجربة الإماراتية”، حسب زعمه.
وهاجم “القرضاوي” قائلًا: “من جهل القرضاوي ظنه بأن حلقة في برنامج الجزيرة، وصرخة منه اقتلوا الحاكم الفلاني، وخروج متظاهرين سيسقط الأنظمة في يوم وليلة وخلاص”، على حد زعمه.
وكان خلفان قد غرد الشهر الماضي قائلًا: “أما الشيخ القرضاوي فيفتي بشرعية نظام ولا شرعية نظام آخر، بالرغم من أن النظامين نفس الشيء.. هوى نفوس! مشايخ الإخوان فتواهم على قد الدفع.. مو هينين!”.
وبرجوع “شؤون خليجية” لتغريدات “القرضاوي” في نفس يوم تغريدات “خلفان”، رصدنا قول الشيخ : إن “من سنة الحياة المشاهدة المجربة أن العنف لا يولد إلا عنفا، وشدة الضغط لا يكون من ورائها إلا الانفجار”، وأضاف أن “الغلو في الدين منفر لا تحتمله طبيعة البشر العادية ولو صبر عليه قليل ما صبر عليه الجمهور، والشرائع إنما تخاطب الناس كافة لا فئة ذات مستوى خاص”.