أعدت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية تقريرا عن اللاجئين (المسلمين) الذين توافدوا إلى الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة هربا من بطش حكام بلدانهم في ظل الصراعات المستمرة التي بطشت بهؤلاء المساكين الامر الذي دفعهم للهجرة ومواجهة الأمواج العاتية لعلها تكون أرحم من حكم ذات القربى كل هذا بالنسبة لنا أمر عادي يحصل كل يوم ومتوقع في دولنا العربية ولكن ما رصده التقرير أمر غير عادي وغير مقبول.
فتحت عنوان (في كنيسة برلين.. يتحوَّل اللاجئون المسلمون إلى المسيحية أفواجًا”، رصدت الوكالة فيه محاولات كثير من اللاجئين المسلمين -من إيران وأفغانستان وسوريا والعراق وباكستان- البقاء في ألمانيا عبر اعتناق المسيحية.
اللاجئ الإيراني “محمد” وقصة التنصير
يحني اللاجئ الإيراني محمد علي رأسه أمام الكاهن، ليصب الماء المقدس على شعره الأسود، يسأله القس غوتفريد مارتنز: هل ستهجر الشيطان وأعماله الشريرة؟ هل ستخرج من الإسلام؟
يجيب محمد بحرارة: نعم
يمدُّ ” مارتنز” يده ليباركه، ثم يعمِّده قائلاً: باسم الآب والابن والروح القدس”
وهكذا لم يعد “محمد” مسلمًا، بل أصبح مسيحيًا واسمه “مارتن”
كان اللاجئ الإيراني يعمل نجارًا في مدينة شيراز، قبل وصوله إلى ألمانيا مع زوجته وطفليه منذ خمسة أشهر، وهو واحد من مئات الأشخاص الذين تقدموا بطلبان لجوء، وتحوَّلوا إلى المسيحيَّة في كنيسة الثالوث الإنجيلية.
ومثل محمد يقول معظم المتحولين: إن الاعتقاد الصحيح هو الذي دفعهم لاعتناق المسيحية، لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن القرار يعزز أيضًا فرص الفوز بموافقة على طلبات اللجوء؛ بزعم أنهم سيتعرضون إلى الاضطهاد إذا أُعيدوا إلى الوطن.
بل إن القس “مارتنز” نفسه يعترف بأن البعض يتحولون إلى المسيحية من أجل تحسين فرص بقائهم في ألمانيا، لكن الدوافع لا تمثل أهمية تُذكَر للكاهن، الذي يؤمن بأن كثيرين يؤمنون بأن رسالة المسيحية ستغير حياتهم، وبحسب تقديراته حوالي 10% فقط هم الذين لا يعودون إلى الكنيسة بعد التعميد.
يقول مارتنز: “أعلم أن الناس يأتون إلى هنا -مرارًا وتكرارًا- لأن لديهم نوعًا من الأمل بشأن لجوئهم، وأنا أدعوهم إلى الانضمام إلينا؛ لأنني أعرف أن كل من يأتي إلى هنا سيطرأ عليه بعض التغيير”.
صحيحٌ أن المسيحيَّة وحدها لا تساعد مقدم طلب للجوء، لكن لأن تحوُّل المسلم إلى المسيحية يمكن أن تصل عقوبته إلى الإعدام في بعض الدول، مثل: أفغانستان وإيران؛ فبالتالي من غير المرجح أن تعيد ألمانيا هؤلاء اللاجئين إلى حيث سيلقون حتفهم.
بالطبع لن يعترف أحدهم صراحة بأنَّه تحوَّل إلى المسيحية من أجل الحصول على اللجوء؛ لأن ذلك سيؤدي إلى رفض طلبهم وترحيلهم كمسيحيين، لذلك هم لا يصرحون بأسمائهم خوفا من التداعيات المحتملة لذلك في الوطن.
صحيحٌ أن معظمهم يقول إنَّه اتخذ قراره بناءً على إيمانه، لكن شابة إيرانية أعربت عن اعتقادها بأن معظمهم انضم إلى الكنيسة فقط لتحسين فرص حصولهم على اللجوء. وهو ما أكده طالب لجوء آخر، قائلاً: “غالبية الإيرانيين في ألمانيا لا يتحولون إلى المسيحية بدافع الإيمان، ولكن لرغبتهم في البقاء”، وإن نفى نفسه أن يكون ذلك هو دافعه الشخصيّ.
وهكذا تضخمت رعية القس “مارتنز” من 150 فقط قبل عامين، إلى 600 شخص الآن، في ظل تدفق لا ينتهي من القادمين الجدد.. يأتي بعضهم من مدن بعيدة، ليس فقط لتعميدهم بعد الحصول على دورة مسيحية مكثفة تستمر لثلاثة أشهر، ولكن أيضًا لأن القس يساعدهم على الحصول على اللجوء.
إحصائيات التنصير في كنائس ألمانيا
ورغم غياب الإحصائيات الدقيقة شهدت كنائس أخرى في أنحاء ألمانيا، مثل: الكنائس اللوثرية في هانوفر وراينلند، تزايدًا في أعداد رعاياها للسبب ذاته، بل إن مارتنز يصف عدد المتحولين مؤخرًا بأنه “ليس أقل من مُعجِزة”، وأن قائمة الانتظار تضم 80 شخصًا آخرين معظمهم قادم من إيران وبعضهم من أفغانستان.
إجمالاً، تشهد ألمانيا طفرة غير مسبوقة في عدد طالبي اللجوء هذا العام، ويتوقع أن يصل عدد المهاجرين إلى 800 ألف، أي بزيادة قدرها أربعة أضعاف عن العام الماضي.
وينتمي معظم الوافدين الجدد إلى دول مسلمة، مثل: سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان. وفي حين يجد اللاجئون السوريون سهولة نوعًا ما في الحصول على اللجوء؛ نظرًا للحرب الأهلية التي مزقت بلادهم، فإن وضع طالبي اللجوء الإيرانيين والأفغان أكثر صعوبة؛ لأن بلادهم أكثر استقرارًا.
من جانبها، سمحت ألمانيا في السنوات الأخيرة لـ40-50% من مواطني هاتين الدولتين بالبقاء، إلى جانب منح كثيرين تصريحات مؤقتة.