كشف تقرير نشره موقع «هافنغتون بوست» أن وجهات نظر السفير الإماراتي في واشنطن، «يوسف العتيبة»، تتفق في كل شيء تقريبا مع السفير الإسرائيلي هناك، «رون درمر»، باستثناء ما يتعلق بالفلسطينيين، فيما نفى الأول أية صداقه بينه وبين الثاني.
وفي تقرير يظهر النفوذ القوى الذي يتمتع بع «العتيبة»، (40 عاما)، في واشنطن، نقل الموقع الأمريكي عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، لم يكشف عن اسمه: «إنهما (العتيبة ودرمر) يتفقان تقريبا في كل شيء، باستثناء ما يتعلق بالفلسطينيين».
وأكد مسؤول رفيع المستوى في السفارة الإسرائيلية قيمة هذا التحالف الاستراتيجي قائلا: إن «وقوف إسرائيل والعرب معا هو المكسب الأكبر الذي يصبو إليه المرء؛ فهذا الأمر يخرجنا من السياسة ومن الأيديولوجيا. عندما تقف إسرائيل والدول العربية معا، فإن ذلك مصدر قوة لنا».
لكن التقرير أشار إلى أن «العتيبة» نفى – عبر متحدث باسمه – أن يكون صديقا شخصيا للسفير الإسرائيلي في واشنطن.
ولفتت «هافنغتون بوست» إلى أن «درمر» دعا «العتيبة» لحضور خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو» حول إيران في الكونغرس، الذي ألقاه في وقت سابق من العام الحالي، إلا أن «العتيبة» اعتذر؛ بسبب الحساسيات السياسية في بلده.
واستعرض التقرير جوانب من الحياة الشخصية للسفير الإماراتي في واشنطن، مشيرا إلى أن أسلوب حياته جعلته «يكتسب الطباع الأمريكية».
ووفق «هافنغتون بوست»، فقد كان والد «العتيبة» أول وزير للنفط في الإمارات، وقد تزوج الوالد من أربع نساء إحداهن مصرية، هي والدة «العتيبة».
ودرس «العتيبة» في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وتعرف هناك في وقت مبكر على سفير أمريكا في القاهرة، «فرانك ويسنر».
ثم درس العلاقات العامة في جامعة جورجتاون الأمريكية، قبل أن يتحول إلى جامعة الدفاع الوطني في واشنطن.
عين «العتيبة» في عام 2000 مديراً للشؤون الدولية في مكتب «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي، «الذي يتحكم بملف الدفاع الإماراتي وميزانية التسليح والعلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، ثم أصبح الذراع الأيمن له وهمزة الوصل بينه وبين الأمريكان عسكرياً واستخباراتياً».
ويكشف التقرير أن «العتيبة» اختار، بمجرد تعيينه سفيرا بواشنطن في مارس/آذار 2008، سيدة اسمها «إيمي ليتل ثوماس» لشغل منصب مسؤولة البروتوكول في السفارة، مشيرا إلى أن «ثوماس كانت سابقا من أنشط العاملين في مكتب البروتوكول التابع لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، وأكثرهم انفتاحاً على دوائر صناعة القرار، ففتحت له كل الأبواب المغلقة».
كما يؤكد التقرير أن «العتيبة» قريب أيضا من اليمين الأمريكي، ومنسجم مع الجمهوريين، وتتزايد انتقاداته لإدارة «بارك أوباما».
وينقل عن مصدر وصفه بأنه «خبير مخضرم في السياسة الخارجية» قوله: «ثمة قلق من أن العتيبة يسعى بشكل أساسي إلى خلق نسخة عربية علمانية من إيباك. إنه يتحرك بسرعة كبيرة، وبقوة فائقة، وبكم هائل من المال. يمكن أن يتحول إلى شخص لا ترغب في اصطحابه إلى الحفلة».
وفي هذا السياق يقول التقرير إن الإمارات تغدق ملايين الدولارات سنويا على عقودها مع شركات العلاقات العامة في واشنطن، إضافة إلى الملايين التي يتم إنفاقها على الحفلات والولائم التي يقيمها السفير «العتيبة» لأصدقائه في واشنطن، بما في ذلك الرحلات التي ينظمها لهم لزيارة أبوظبي مستخدما طائرات خاصة عملاقة لهذا الغرض.
وبحسب التقرير، فقد أنفقت الإمارات 14.2 مليون دولار خلال العام 2013 وحده على عدد من شركات العلاقات العامة في واشنطن بهدف تحسين صورة أبوظبي في الخارج، هذا إضافة إلى مئات الملايين التي تم تقديمها كتبرعات لعدد من المؤسسات.
وذكر التقرير عددا من المؤسسات التي حصلت على تبرعات بدفعات كبيرة عبر السفير الإماراتي بواشنطن، وأهمها: «Center for American Progress»، «the Center for Strategic and International Studies»، «the East West Institute»، « the Aspen Institute».
وأشار التقرير إلى أن كل هذه المؤسسات يرأسها مسؤولون أمريكيون سابقون أو يتوقع دخولهم إلى الحكومة الأمريكية.
وفيما يتعلق بالدور الإماراتي لدعم الثورات المضادة، كشف تقرير «هافنغتون بوست» أن «العتيبة عدّ صعود الإخوان المسلمين في مصر خطرا يتهدد وجود الإمارات»، وحاول إقناع الولايات المتحدة بالوقوف مع الرئيس المصرع المخلوع، «حسني مبارك» فور اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، لكن دون جدوى.
وأضاف التقرير: «اشتهر العتيبة في الدوائر الأمريكية بأنه سفير (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي، وخاصة بسبب جهوده المحمومة لإقناع الإدارة الأمريكية برفع الحظر عن تصدير السلاح إلى مصر بعد الانقلاب، وكان هذا في الوقت ذاته مطلب إيباك (اللوبي الصهيوني) في أمريكا».
وقال التقرير إن جهود «العتيبة» تتضمن إقناع من يتواصل معهم في أمريكا أن الإمارات هي أقوى حليف لها في الشرق الأوسط، خاصة في الحرب على الإرهاب وعلى تنظيم «الدولة الإسلامية».