زيارة مستشار ولي عهد ابو ظبي محمد دحلان الاخيرة الى القاهرة ولقائه قيادات مؤسسات اعلامية محسوبة على النظام الانقلابي من بينها صحيفة اليوم السابع، فتحت الباب على مصراعيه للسؤال عن علاقة الاخير بالإعلام المصري، وحقيقة تزعمه ملف تمويل الإمارات لوسائل اعلام مصرية.
وكان الاعلام المصري المحسوب على النظام الانقلابي قد افرد خلال الفترة الماضية مساحات واسعة لدحلان وانشطته وزياراته المتكررة الى القاهرة.
كما افرد مساحات مماثلة عن استثماراته الواسعة في مشاريع إعلامية مصرية موجودة بالفعل وأخرى يتوقع ولادتها قريبًا.
وتقول مصادر اعلامية مستقلة ان هذه الاستثمارات تهدف الى دعم النظام المصري القائم، بعد تعرض الكثير من وسائل الإعلام التي تدعمه للإفلاس وتدخل المملكة العربية السعودية لجذبها الى صفها.
وتضيف المصادر ان زيارة دحلان تهدف ايضا الى ضخ أموال اماراتية جديدة ردًا علي التحرك السعودي.
وبحسب المصادر، فإن دحلان يدير الهجوم الموجه من قبل مؤسسات اعلامية مصرية ضد السعودية، ويعمل على تفعيله من وراء ستار، بالتعاون مع قادة كبار في جهاز المخابرات المصرية، وبمباركة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
ووفق المصادر ذاتها، التقى دحلان بالفعل مدير المخابرات المصرية وكبار المسؤولين الأمنيين، بحضور رؤساء ومديري القنوات الفضائية المصرية الممولة إماراتيا، من أجل تركيز الهجوم على الرياض.
وقال أحد المصادر إن أبو ظبي تستخدم الإعلام المصري الذي تموله ضد الرياض، لقناعتها بأن الحكام الجدد للمملكة العربية يعملون خارج أجنداتها وحساباتها في المنطقة.
وأضاف لدى محمد بن زايد قلق من تقارب العلاقة بين السعودية وحركة حماس.
وقال مصدر آخر إن أبو ظبي أوفدت دحلان إلى القاهرة لأنه يعتبر همزة الوصل بين جماعة السيسي وأبناء زايد.
ويرتبط محمد دحلان بشبكة علاقات قوية مع عديد الإعلاميين المصريين وملاك الصحف والقنوات الفضائية الخاصة.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي “وائل عبدالفتاح” في مقال لافت إن “الإمارات ضخت مليار دولار في الإعلام المصري، أشرف على توزيعها القيادي المطرود من حركة فتح محمد دحلان؛ من أجل السيطرة على الإعلام المصري، وتعزيز دور الأذرع الإعلامية لخدمة الأجندة العسكرية”.
واضاف ان “هناك مليار دولار أخرى ضخها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهي في طريقها الى سوق الإعلام المصري للسيطرة على ما أسماها بـ”العقول والتصورات وطرق الحياة”، في إطار الحرب الباردة بين الرياض وأبو ظبي، لبسط السيطرة وتوسيع نطاق النفوذ في المنطقة العربية”.
وتابع عبدالفتاح في المقال الذي نشرته صحيفة “التحرير”: “حكاية تتسرب بهدوء: مليار -وفي رواية أخرى 2 مليار- في طريقها إلى سوق الإعلام، بهدف تغيير شكل وبنية ماكينة الإعلام”.
وأكد أن “المليار دولار الإماراتية جاءت عن طريق دحلان، بينما كانت الواجهات من نصيب رجل الأعمال المصري إيهاب طلعت”.
وقد هاجم المذيع المصري سيد علي، مستشار ولي عهد ابو ظبي، وتساءل عن استقباله بشكل رسمي في مصر، وقال في برنامجه التلفزيوني “قولولنا يا دولة ما هو الوضع الدستوري والقانوني والشرعي لدحلان حتى يتم استقباله بهذا الشكل؟”.
واضاف “عندي معلومات ضخمة وخطيرة عن سر وجود دحلان بالقاهرة، ولن أكشف عنها، وما أقوله لا يجرؤ أحد على الكشف عنه، نريد معرفة سبب وجوده”.
وزاد “في ناس لما تشعر إنها موجودية في مصر تخاف، ومنهم دحلان، خاصة ان هذا الرجل يعمل عرابا لبعض الجهات السياسية والإعلامية، وعندما تفتح الملفات بشكل شفاف سنعرف ماذا تم بعد 25 يناير”.
مصر تخاف، ومنهم دحلان، خاصة ان هذا الرجل يعمل عرابا لبعض الجهات السياسية والإعلامية، وعندما تفتح الملفات بشكل شفاف سنعرف ماذا تم بعد 25 يناير”.