ذكرت تقارير أمنية إسرائيلية أن الروس باتوا في سماء سوريا، في إشارة إلى وصول طيارين حربيين روس إلى دمشق في الأيام المقبلة.
وقالت التقارير إن روسيا بصدد إرسال قوات خاصة للقتال إلى جوار قوات بشار الأسد في سوريا، لتكون بذلك الدولة الأولى التي ترسل قوات برية نظامية للحرب في سوريا.
وبحسب تقرير لموقع التحليلات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلي (ديبكا)، فإن ما تسبب في تسريع قرار إرسال تلك القوات، هو التقدم الذي أحرزه تنظيم داعش الإثنين 31 آب/ أغسطس، حين قام بعملية مفاجئة في جنوب دمشق، في منطقة حي (القدم)، واحتل النقطة الأقرب للغاية من دمشق، التي لم تنجح أي قوة سورية معارضة لنظام الأسد في الوصول إليها من قبل.
وبحسب رواية الموقع، فإن موسكو ليست مستعدة للمخاطرة بالوضع الشخصي للرئيس السوري أو سيطرته على العاصمة دمشق، وترى أن هذه الخطوة خط أحمر لا يمكن أن تسمح بتجاوزها، مضيفا أنه بعد أن تصل القوات الروسية إلى سوريا، فإنها ستكون القوة النظامية الأجنبية الأولى التي تنفذ هناك مهام برية، منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل قرابة الخمس سنوات.
ونقل الموقع عن مراقبين إسرائيليين، أن الأيام الأخيرة شهدت نقاشات واسعة حول التدخل الروسي العسكري في سوريا، داخل اللجنة العسكرية الروسية – السورية، التي تأسست الشهر الماضي وتعمل من موسكو لتنسيق العمليات العسكرية بين البلدين.
كما نقل عن المراقبين أن اللجنة التي تباشر عملها على مدار الساعة، تعمل في مقابل غرفة العمليات الأمريكية، والتي أصابها “الشلل” طبقا لوصف المراقبين، والتي من المفترض أن تنسق عمليات التحالف ضد تنظيم داعش في جنوب سوريا، زاعمين أن غرفة العمليات الأمريكية تضم ضباطا من إسرائيل وقطر أيضا.
ويشير المراقبون إلى أن غالبية عمليات القيادة الأمريكية توقفت تقريبا على ضوء الخلافات التي تفجرت بين المتمردين السوريين وبين القيادة المركزية الأمريكية، حيث يعارض الجيش الأمريكي التعاون بين المعارضة السورية وبين تنظيم داعش، وبخاصة تنظيم جبهة النصرة، بينما تقول المعارضة السورية أنه من أجل التغلب على القوات العسكرية التابعة لنظام الأسد وحزب الله وإيران، ينبغي أن يحدث هذا التعاون.
ولفت المراقبون إلى أن الشلل الذي أصاب غرفة العمليات الأمريكية دفع الجانب الروسي لإظهار قوته، وشكل غرفة عمليات عسكرية جديدة مع النظام السوري، تعمل بلا توقف، وأن الجانب الروسي قام بأربع خطوات عسكرية في سوريا حتى الآن.
وزعم المراقبون أن تلك الخطوات تتعلق بإرسال 6 مقاتلات متطورة من طراز (ميج 31)، والتي هبطت يوم 18 آب/ أغسطس الماضي في قاعدة “المزة” التابعة لسلاح الجو السوري، التي تعتبر جزء من مطار دمشق الدولي، كما تم إرسال طائرات نقل ثقيلة من طراز (أنتونوف آن 124)، تحمل 1000 صاروخ من طراز (كورنت 9إم 133).
وبحسب الموقع، اتفقت موسكو وواشنطن قبل هذه الخطوة على إخلاء بطارية صواريخ (باتريوت) التابعة للناتو، والمنصوبة في تركيا، وهو ما حدث تدريجيا طوال الشهر الماضي، بحيث يتم تجنب إمكانية تعرض طائرات سلاح الجو الروسي لصواريخ هذه البطارية خلال اقترابها من المجال الجوي السوري.
وأضاف الموقع أن الخطوة الثالثة شملت وصول قوات عسكرية روسية كثيرة إلى سوريا في الأسبوع الأخير من آب/ أغسطس الماضي، غالبيتها من أطقم الدعم اللوجيستي، على أن تقوم بتمهيد الأرض لوصول القوات القتالية، مضيفا أن تلك الأطقم ظهرت في دمشق، وفي مدينة “جبلة” التابعة لمحافظة اللاذقية، حيث تبني هذه الأطقم قاعدة عسكرية هناك.
أما الخطوة الرابعة فقد شملت، بحسب الموقع، تزويد دمشق بصور بالأقمار الاصطناعية حول الأوضاع على الأرض وتحرك القوات والمليشيات المختلفة على مختلف الجبهات، لافتا إلى أن جميع هذه الخطوات تتم بالتنسيق بين موسكو وطهران وواشنطن.