أرجعت مصادر مطلعة أن اقتصار العمل في مكاتب أعضاء البرلمان أو المسئولين الكبار في العراق على الموظفين الذكور دونا على الإناث ، يعود لأسباب أخلاقية بحتة ، حيث تتجنب السيدات والفتيات الخريجات العمل هناك تجنبا للتحرش والاحتكاك غير الأخلاقي.
وأوضح مركز قوارير ببغداد المعني بحقوق المرأة أن “حالات التحرش داخل الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية باتت أمراً لا يمكن السكوت عنه، ويا للأسف نجد أن المتورطين بها هم شخصيات معروفة”.
وأضافت أن “القضاء العراقي ينظر حالياً بشكوى قدمت من سيدة متزوجة ضد سياسي بحزب ديني معروف، تحرش بها أمام طفلها البالغ من العمر 6 سنوات”.
وسُجلت خلال الأشهر الماضية عدد من حالات التحرش، أبطالها أعضاء بالبرلمان العراقي ومسؤولون بكابينة حيدر العبادي رئيس الوزراء؛ ضحيتها موظفات متزوجات أو عازبات، كان من بينها قيادي معروف في أحد الأحزاب الدينية النافذة بالعراق، وعرف عنه خطابه الديني الطائفي، والتزامه بالزي الديني “العمامة والرداء”.
ومؤخراً نظمت جمعيات ومنظمات حقوقية عراقية حملات توعية للنساء لتجنب التحرش وسبل التصدي له، وذلك عقب استفحال الظاهرة التي لم يعرف لها الشارع العراقي من قبل أي تاريخ.
وامتنعت “ف. س” (34 عاماً) من التوجه إلى عملها اليومي في مكتب أحد القيادات السياسية العراقية المعروفة بظهورها الإعلامي اليومي وخطابها الديني، واستمر الحال عدة أيام مع إغلاقها لهاتفها النقال والتزام المنزل.
وتقول “ف. س”.. “لن أعود مرة أخرى إلى العمل؛ هذا شيطان وليس إنساناً”، وفق تعبيرها.
وتضيف: كنت أتوقع أن “الأمر في البداية لا يعدو مجرد مجاملة أو مزاح، لكونه بعمر والدي، إلا أن الموضوع خرج عن حده عندما أعطاني مبلغاً مالياً كإكرامية ثم طلب مني الترويح عنه بهذه العبارة المقززة مثله”.
وتضيف: “الآن اكتشفت سر كوني الفتاة الوحيدة بالمكتب، ولماذا ترفض الأخريات العمل مع هذا المخلوق رغم المرتب العالي الذي يمنحه”.
ويعاني العراق على نحو مخيف من انتشار البطالة في صفوف الشباب، واقتصار الوظائف على أبناء المسؤولين وأعضاء الأحزاب الشيعية التي تتولى سدة الحكم بالبلاد منذ نحو 13 عاماً عقب الاحتلال الأمريكي للعراق 2003″.
وتضيف: “إن اسم هذا الشخص قد يشكل صدمة للشارع في حال افتضاحه؛ بسبب خطابه المعروف المحافظ، إلا أنه، وكما يقال، هتاف القوم في السر غير هتافهم بالعلن”.
واضطرت السيدة أم علي الطائي إلى مغادرة العراق بسبب تحرش نجل مسؤول عراقي بارز بها قبل مدة، ومقاومته، وهي حالياً في العاصمة التركية أنقره مع والدتها وطفلها.
وتقول الطائي: “زوجي استشهد دفاعاً عن العراق بمعارك مع إرهابيي داعش، وبدل أن أكرم من قبل الحكومة ويتم رعاية ابني، طمع بي أحد أبناء المسؤولين بعد عودتي للعمل وانتهاء عزاء زوجي، وشكوت ذلك لوالده شخصياً، وكان خارجاً من اجتماع حكومي فقال لي: “عادي شباب وطائش”، ولم يفعل شيئاً”.
وتتابع: “حتى وصل بابن المسؤول أن يسكر ليلاً ويأتي إلى منزلي مهدداً ومتوعداً، ويطرق الباب بشدة أمام الجيران، ما دفعني إلى ترك العمل والبلد كله، لأنه لا قدرة لي على فعل شيء؛ فهم الحاكم والجلاد اليوم”.
وتضيف: “أكثر ما يغيظني أنهم يدّعون الإيمان والتدين، لكن لا تخلو أحاديثهم من الشحن الطائفي والعنصري، وهم فاسدون أخلاقياً”. حسب ما نقلته صحيفة “الخليج أونلاين”
وبسبب الأعراف والتقاليد العراقية القبلية، تتكتم الضحية عن مثل تلك الجرائم اللاأخلاقية، وفي حال الإفصاح بها فإنها تشترط عدم الإفصاح عن اسمها.
وحول الموضوع، يقول جواد العبيدي، ناشط ومحام عراقي: إن “الاستغراب من إقدام المسؤولين بالحكومات التي ولدت بعد الاحتلال على أفعال غير أخلاقية هو مستغرب بحد ذاته، فمَن تورط بأعمال قتل وشحن طائفي وتنظيم مليشيات وسرقة المال العام، قادر بسهولة على فعل أشياء أخرى أدنى من ذلك”.
وبيّن أن “العوائل البغدادية الأصلية باتت ترى في المنطقة الخضراء ملاهي ليلية تعج بالمسؤولين والسياسيين الفاسدين القابعين فيها”.
ونشر ناشطون على مواقع للتواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لسيدة عراقية داخل وزارة الصحة وهي تتشاجر مع عدد من رجال الأمن والموظفين، تتهم مسؤول بالوزارة بالتحرش بها خلال مراجعتها لعلاج ابنتها المصابة بمرض خبيث، وهو ما أثار لغطاً كبيراً بالشارع العراقي، مطالبين بوضع حد لمثل تلك الأفعال التي وصفوها بـ”الحيوانية”.