قالت صحيفة المصري اليوم إن تنظيم الدولة أرسل ما يشبه بالمطالبة الجمركية بين الدول على صادرات مصرية وصلت الى سورية والعراق.
واستندت صحيفة “المصري اليوم”، الصادرة الأحد، في تأكيدها هذا إلى وصل ممهور بخاتم التنظيم، قالت إنه يتضمن شعار “الدولة الإسلامية – خلافة على منهاج النبوة”، وعبارة “ديوان بيت المال”، إلى جانب توقيع أحد أعضاء التنظيم، ويحمل اسم “أبو حفص”، ما يشبه التعريفة الجمركية للدول الرسمية، وتتراوح قيمتها بين 2500 دولار و5 آلاف دولار على “الكونتينر” الواحد، وفقا لنوعية المواد المصدرة.
ونقلت عن وكيل الشركات المصرية المصدرة للدول العربية، شريف المصري، أن التنظيم يفرض إتاوات تصل إلى 5 آلاف دولار بالفعل على “الكونتينر” الواحد.
ووفقا لتقارير وزارة التجارة والصناعة، عن عام 2014 يحتل العراق المركز الأول للدول المستوردة من مصر، تليه اليمن، ثم السعودية، وليبيا، والسودان.
وقال إن الأزمة تكمن في استحواذ العراق وليبيا واليمن على 67% من صادرات مصر للدول العربية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جملة الصادرات، بسبب احتلال التنظيم للطريق الدولي بين الأردن والعراق، منذ عام ونصف العام.
وأشار إلى أن الإتاوة كانت بحد أدنى ألفي دولار للكونتينر قبل أن يرفع التنظيم القيمة إلى 2500 دولار، فضلا عن استيلاء عناصره على طريق “بنى غازي – طرابلس” في ليبيا على حصة من الشحنات، خاصة الأدوية.
وأضاف أن التنظيم يرسل طبيبا أو صيدليا لفحص المواد الدوائية، قبل الاستيلاء على بعضها، وفقا لاحتياجاته، وهو ما يحدث في طريق “بنغازي – طرابلس” الخاضع للتنظيم.
ومن جهته، قال عضو مجلس إدارة المجلس التصديري المصري للصناعات الطبية، محيى حافظ، إن إتاوات “الدولة” حقيقة لا يمكن إنكارها أو إغفالها، وتتعرض لها 99% من صادرات مصر للدول العربية.
وأشار إلى أن عناصر التنظيم تحتل 70% من صحراء العراق فيما لا تواجه الصادرات القادمة من الحدود التركية أي إتاوات أو أي نوع من هذه المشكلات.
وفى المقابل، أكد المجلس التنسيقي لمجالس التصدير، التابعة لوزارة التجارة والصناعة المصرية، أنه لم يتلق أي شكاوى من المصدرين بشأن إتاوات “داعش”.
لكن رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الغرف التجارية، محمد إسماعيل، استبعد أن تكون “إتاوة تنظيم الدولة” السبب الرئيس في تراجع الصادرات المصرية مشددا على عجز وزراء المجموعة الاقتصادية عن الدعم، وتنشيط الأسواق.
وأضاف أن فشل الحكومة هو السبب الرئيس في تراجع الصادرات أكثر مما هو متوقع لها، بنسبة 24%، في حين أن التراجع المتوقع كان 15% في الربع الثاني من العام المالي 2014-2015، مشيرا إلى أنه يجب مواجهة المشكلات التي تعاني منها البلاد بالحقائق.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس قطاعي التجارة الخارجية والاتفاقيات التجارية بوزارة التجارة والصناعة، سعيد عبدالله، أن صادرات مصر لدول سوريا والعراق وليبيا واليمن تأثرت بالاضطرابات الأمنية في هذه البلدان.
وقال : “للأمانة، سمعنا أن التنظيمات الإرهابية تفرض ما يسمى الإتاوات على الصادرات العابرة إلى العراق، لكن لم نسمع عن تكرار هذا في دول أخرى”.
وأضاف: “أي مكان ملتهب به مشكلات ويؤثر على صادرات مصر، إذا كانت هذه الأماكن ضمن مناطق منتجاتنا، وهو ما ينطبق على صادراتنا لليبيا التي كانت قيمتها مليار دولار، لكنها الآن في المقابل تراجعت بشكل حاد، ونفس الأمر بالنسبة لسوريا”.
ويذكر أن صادرات مصر غير البترولية قد انخفضت خلال الشهور السبعة الأولى من العام 2015 بنحو %18.7 لتبلغ 11.150 مليار دولار مقابل 13.716 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي 2014، بحسب تقرير الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
وأظهر التقرير أن إجمالي الصادرات المصرية غير البترولية منذ بداية العام الحالي، وحتى نهاية الشهر الماضي مثل39.8% من مستهدف الخطة السنوية للصادرات البالغ 28 مليار دولار للعام الحالي.