(خاص- الوطن )- بلغ عدد الفتيات العوانس في المملكة العربية السعودية قرابة 4 ملايين فتاة خلال العام الجاري 2015، وذلك وفق اخر احصائية دراسية أجريت في المملكة.
وكان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وجه بضرورة اعداد وثيقة لمعالجة ارتفاع المهور والحد من الإسراف في مناسبة الزواج ، ووصف رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة أحمد بن صالح آل سلطان العمري هذه الخطوة بأنه الأهم للحد من ارتفاع المهور في مجتمعنا والذي يعد من أهم أسباب تأخر سن الزواج.
ووجه الفيصل محافظي محافظات المنطقة بتحديد مهر العروس البكر بــ 50 ألف ريال و30 ألفاً للثيب وقال الأمير إن تحديد ذلك من شانه معالجة ارتفاع المهور والحد من الإسراف في مناسبات الزواج.
وجاء في نص البرقية التي وجهها أمير منطقة مكة المكرمة للمحافظين أنه عطفًا على ما لوحظ في الآونة الأخيرة من غلاء في المهور عند بعض الأسر ما أسهم في ارتفاع معدلات العنوسة، فإن الأمر يستدعي التقاء محافظي المنطقة، بشيوخ القبائل لسنّ وثيقة تحديد مهور الزواج، يتم تصديقها من محاكم المحافظات، والرفع بها لأمير المنطقة.
وكانت دراسة للدكتور علي الزهراني عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية لصالح جمعية أسرتي أظهرت أن نسبة الشباب السعودي من الجنسين، الذين وصلوا إلى سن “العنوسة” بلغت 5%. فيما كشفت وزارة التخطيط السعودية أن عدد “العوانس” في المملكة بين الشباب من الجنسين ارتفع إلى أكثر من 3 ملايين فتاة وشاب عام 2014، بعدما كان مليونًا ونصف المليون فتاة عام 2010، وظل يتزايد في الآونة الأخيرة.
يذكر هنا أن جمعية “وئام”، وهي إحدى الجمعيات السعودية المتخصصة في شؤون الأسرة، كانت قد كشفت مطلع العام الجاري عن أن نحو ثلث الفتيات السعوديات فوق الثلاثين عامًا لم يتزوجن خلال العشرة أعوام الماضية.
وقالت “وئام” إن عدد السعوديات المتأخرات عن الزواج تجاوز الـ 1.5 مليون فتاة، وهو ما يمثل نسبة 33.4% من عدد النساء في المملكة والذي يصل إلى 4.6 ملايين امرأة.
وتباينت أراء الناشطين السعوديين حول الأسباب، ما بين غلاء المهور وغلاء العقار، وما بين كثرة المشاكل وحالات الطلاق المحيطة بهم والتي بدورها أثرت على اتخاذ قرار الزواج، في حين نوّه البعض أن الفتيات أصبحن أكثر نضجًا وانفتاحًا ويبحثن عن الاستقلالية والعمل بعيدًا عن تعقيدات الزواج..
وفي استطلاع أجرته الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة أبرز أن 74% من الشباب السعودي يرون أن غلاء المهور من أهم أسباب تأخر سن الزواج، وأبان 64% من المشاركين أن ظاهرة غلاء المهور ما زالت موجودة، فيما أجاب 28% أن غلاء المهور موجود لدى البعض، وأجاب 8% من الشباب أنها غير موجودة.
وأضاف العمري أن 53% من المشاركين في الاستطلاع عبروا أن المهر المناسب يجب أن يبدأ من عشرين ألفًا إلى ثلاثين ألف ريال، فيما رأى 24% من العينة أن المهر المناسب يبدأ من ثلاثين ألفًا إلى أربعين ألف ريـال، فيما أجاب 12% بأن المهر المناسب يبدأ من أربعين ألفًا إلى خمسين ألف ريـال.
يشار إلى أن من أهم الاسباب التي تؤدي لزيادة نسبة العنوسة، للعنوسة ارتفاع تكاليف تأجير قاعات الأفراح حيث تتراوح أسعارها بين 50 إلى 90 ألف ريال، وهو مبلغ مكلف على غالبية الشباب في سن الزواج.
وحول دور جمعيات الزواج في التخفيف من الأعباء والعقبات التي تقف حاجزًا أمام الشباب لإتمام زواجهم كشف العمري أن 63% من الشباب أجابوا أن دور جمعيات الزواج كبير في هذا الجانب، فيما رأى 37% من العينة أن الجمعيات لم تستطع تخفيف هذه الأعباء.
وكان هاشتاج #ثلث_السعوديات_عوانس أثار ضجة كبيرة في المملكة السعودية مطالبين بتحسين ظروف الزواج في البلاد والبعد عن المظاهر التي تضر فئة الشباب وتعرقل مسيرة الزواج في المملكة وصولا لهذه الأرقام الكبيرة.
وفي السياق طالب مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بدراسة قوية من أهل الاختصاص لمشكلة غلاء المهور، مؤملاً أن يوجدوا الوسائل الكفيلة بحلها بتضافر الجهود وفقاً لما ذكرته صحيفة “عكاظ”.
وقال: “هذه القضية تحتاج إلى نظر من ذوي العلم والفضل والمسؤولية ليقوم كل منهم بمسؤوليته وواجبه في التبصير، لعل الله يفتح لها القلوب، أما الاستمرار في التنافس في حفلات الزواج وما يصاحبها من تكاليف عالية، فهذه مشكلة تحتاج إلى حل، لافتاً إلى أن غلاء المهور ابتلي به الناس في هذا الزمن”.
ووصف آل الشيخ تأخر بعض الشباب القادرين على الزواج بالمصيبة، مضيفاً: “المصيبة الزهد من أبناء المسلمين القادرين على الزواج، إذ يعتبرونه قيداً لحرياتهم، ويقولون: “كيف نتزوج في العقد الثاني، وإنما أنتظر إلى العقد الرابع بعد أن أتمتع بشهواتي وملذاتي، معتبرا ذلك خطأ وخطرا وبلاء”.
وأضاف: متى ما قدر الشاب في آخر العقد الثاني من عمره على الزواج فليبادر به، فإنها نعمة من الله لينشأ نشأة طيبة بعيداً عن الرذائل وسيئ الأخلاق.