وضع وزير الدفاع الأمريكي إشتون كارتر مجددا تنظيم “داعش” وروسيا على قائمة المخاطر التي قال إنها تهدد الأمن القومي الأمريكي.
وأوضح رئيس البنتاغون في تصريحات له أمام عناصر من مشاة البحرية في ولاية كاليفورنيا الخميس 27 أغسطس/آب، أن الخطر الأكبر هو “الظاهرة الكريهة التي يطلق عليها “داعش” ويجب علينا جميعا أن نحاربها ونحن سننتصر في نهاية المطاف”.
كما وصف كارتر روسيا بأنها “خطر كبير جدا”.
وأردف قائلا: “علينا أن نتصدى لأفعال روسيا، انطلاقا من مصالحنا الوطنية، ونظرا لوجود خلفاء بارزين لنا في هذا الجزء من العالم، ولدينا التزامات مهمة بهذا الصدد في إطار الناتو”.
وتابع الوزير تعليقا على الأزمة في أوكرانيا أن “الروس يسيرون في اتجاه خاطئ”، باعتبار أن هذا الاتجاه يجرهم إلى مواجهة مع دول أخرى، حسب قوله.
وشدد: “ازداد هذان الخطران أبعادا. وعلينا مواجهتهما، على حد سواء”.
وفي مقابلة خص بها مجلة “فورين أفيرز” ونشرت الخميس، أوضح كارتر أن البنتاغون ينطلق من ضرورة ردع القوات الروسية، ويعمل على توجيه حلف الناتو للقيام بالمهمة نفسها.
وأردف قائلا: “توجه إليّ أسئلة كثيرة عما إذا كنت على علم بما هو تفكير (الرئيس الروسي) بوتين. وفي الواقع إننا جميعا نعرف ذلك، لأنه يتحدث علنا عما يفكر به.. إنه يأسف لتفكك الاتحاد السوفيتي، ويريد أن يكون هناك احترام لعظمة روسيا، وأن يكون لروسيا صوت في العالم، كما أنه يريد ألا يمثل جيران روسيا خطرا عليها”.
ووصف كارتر النهج الأمريكي تجاه سياسة روسيا بأنه “قوي ومتزن”. وتابع: “إنه قوي.. أننا نستثمر في تعزيز القدرات العسكريات المخصصة لردع القوات الروسية. إننا لم نضطر للإقدام على ذلك على مدى 25 عاما، لكننا نقوم بذلك في الوقت الراهن. كما إننا نساعد الناتو في توجيه انتباهه إلى مهمة ردع روسيا، وذلك بعد أن كان الحلف مركزا لمدة 15 عاما على أفغانستان. كما أننا نساعد بعض المجتمعات خارج الناتو، مثل أوكرانيا في تعزيز مناعتها للنفوذ الروسي”.
وأضاف أن واشنطن تحاول في الوقت نفسه أن تتعاون مع روسيا في المجالات التي يرى الأمريكيون أن مصالحهم الجيوسياسية تتطابق مع المصالح الروسية فيها. وأوضح أنه من هذه المجالات مكافحة الإرهاب وقضيتا إيران وكوريا الشمالية.
وتابع كارتر أن واشنطن تعتمد قبل كل شيء على الوسائل الاقتصادية والسياسية للتأثير على سياسة روسيا تجاه أوكرانيا. وأقر بأن الجزء الرئيسي من الضغوط الاقتصادية مرهون بموقف الأوروبيين، نظرا لكون حجم التبادل التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي أكبر بكثير بالمقارنة مع التبادل التجاري الروسي-الأمريكي.
وتابع أن واشنطن تدعم أيضا سعي أوكرانيا لإعادة بناء اقتصادها، وتساعد الأوكرانيين في تدريب وتجهيز جيشهم. لكنه امتنع عن الإجابة عن سؤال حول أسباب رفض واشنطن توريد أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا.
يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أدرج روسيا على قائمة المخطار العالمية الرئيسية بجانب تنظيم “داعش” ومرض “إيبولا” في خطابه أمام الجمعية الأممية العامة العام الماضي. ومنذ ذلك الوقت، تصدر من القادة العسكريين الأمريكيين تصريحات كثيرة عن أبعاد “الخطر الروسي” وضرورة ردع القدرات الروسية، وذلك بالتزامن مع تكثيف التدريبات للناتو في أوروبا وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.