زعم تقرير موقع “ديبكا”، الإسرائيلي الاستخباري، أن مصر في مرحلة متقدمة من المفاوضات مع فرنسا لشراء السفن الحربية -حاملات المروحيات- من طراز “ميسترال” التي كانت متجهة أصلا للبحرية الروسية.
وإذا مرت هذه الصفقة، كما زعمت مصادر “ديبكا” العسكرية والاستخباراتية، فإنها ستعزز بشكل كبير الاصطفاف الإقليمي للقوات البحرية السعودية والمصرية والإسرائيلية، ذلك أن السفن الجديدة ستمكنها من مواجهة تحديات البحرية الإيرانية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي، وتغير ميزان القوة بين الأطراف المتنازعة، وفقا لادعاء التقرير.
ووفقا لما نقله موقع “ديبكا”، فإن السعودية والإمارات تعهدتا للسيسي وهولاند بتمويل الصفقة، والتي تقدر قيمة سفينة ناقلة واحدة 800 مليون دولار.
وأفاد التقرير أن “ميسترال” سوف تنضم لتشكيلة من سفن حربية )تطلق صواريخ( سعودية ومصرية وإسرائيلية وغواصات “دولفين” الست، القادرة على إطلاق الصواريخ البالستية ذات الرؤوس النووية، وفقا لمصادر “يبكا”. ويأتي التفاوض على هذه الصفقة في وقت تعززت فيه العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات وإسرائيل.
وتسعى البحرية المصرية لامتلاك السفن الحربية الأكثر تقدما من أي قوة في المنطقة، وفقا لما أورده التقرير. ويمكن أيضا لهذه السفن الفرنسية أن تُستخدم كحاملات الطائرات، لأنها طوابقها مصممة لحمل مقاتلات، فضلا عن طائرات هليكوبتر. والدول الوحيدة التي تمتلك هذا النوع من السفن هي الولايات المتحدة، روسيا وفرنسا.
ولم تُسلم فرنسا سفينتي “ميسترال” لروسيا، وهي التي أبرمت صفقة شرائهما ابتداء، بسبب العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على موسكو بعد التدخل العسكري في أوكرانيا.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الخميس 27 أغسطس عن مسؤول رفيع المستوى في الهيئة الفدرالية الروسية المعنية بالتعاون الخارجي العسكري-التقني إن فرنسا أعادت المبلغ المستحق لروسيا بالكامل، وقدره نحو 900 مليون دولار.
وأوضح المسؤول أن هذا المبلغ متكون من الـ800 مليون يورو التي دفعتها روسيا مباشرة في إطار العقد الخاص بتوريد حاملتي المروحيات والذي وقعته الطرفان في عام 2011 (وبلغت قيمته 1.12 مليار يورو)، بالإضافة إلى مبلغ 100 مليون يورو إضافية، تعويضا عن النفقات الروسية على تطوير مروحية “كا-52 كا” التي صممت خصيصا لـ”ميسترال”، وتدريب خبراء روس على قيادة السفن من هذا الطراز، وبناء مرساة مخصصة للسفينتين في ميناء فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي.
من جانب آخر، قال المسؤول إن موسكو لم تعط ترخيصا بعد لتوريد “ميسترال” إلى دولة أخرى. وأوضح أنه يتعين على فرنسا أولا أن تبلغ الجانب الروسي بهوية المشتري الجديد، وفي حال لم تبد موسكو تحفظات على الصفقة، سيتمكن الفرنسيون من توريد السفينتين إلى الخارج، علما بأن نفقات رسوها وصيانتها باتت تشكل عبئا على الميزانية الفرنسية.
فيما ذكرت وسائل إعلام أن مصر تعد الأوفر حظا بالحصول على السفينتين.
وقد كشفت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن باريس تجري مفاوضات مع نحو 10 دول باعتبارها مشترين محتملين لسفينتي “ميسترال”.
وذكرت الصحيفة أن المفاوضات بين باريس والقاهرة “وصلت إلى مرحلة متقدمة”، وهو ما أفاد به موقع “ديبكا”، واعتبرت أن الجانب المصري قد يستخدم السفينتين لإجراء عمليات في اليمن وليبيا، مضيفة أن السعودية مستعدة لتمويل الصفقة جزئيا.
وكانت فرنسا ومصر قد عقدتا في وقت سابق صفقة كبيرة لتوريد 24 مقاتلة من طراز “رافال” لسلاح الجول المصري، إذ تجاوزت قيمة الصفقة 5 مليارات يورو، ودفعت السعودية جزءا من هذا المبلغ.