بثت قناة “حريكة تيوب” الفلسطينية منتج كرتوني جديد حمل اسم “5 بطات”، يسلط الضوء على ملف الجنود الإسرائيليين المأسورين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة.
ويتكلم الفيديو عن أغنية باللغة العبرية حول خمسة بطات في كناية عن الجنود الاسرائيليين ، ذهبوا في نزهة لكن كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس اختطفهم, وبين الفيديو أن ثلاثة من الجنود أحياء واثنين في عداد الموتى .
وتضمن “5 بطات” نقدا لاذعا للقيادة العسكرية للجيش الإسرائيلي، التي تبدو في العمل الكرتوني وقد أخفت عن مواطنيها العدد الحقيقي للجنود المفقودين في قطاع غزة، حيث تعلن أنهما جنديان فقط، ليتبين لاحقا أن العدد الحقيقي هو خمسة جنود إسرائيليين.
لغز عدد الجنود المأسورين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية -والذي بدا واضحا في الفيلم الكرتوني القصير- لم يكن الوحيد، فقد طرق كذلك باب المكان المجهول الذي تخبّئ فيه المقاومة أسراها.
ومنذ أن كشفت قناة “حريكة تيوب” عن عملها الفني الجديد، تعددت طرق تناول الفيديو عبر المواقع الإخبارية الإسرائيلية، حيث ركّز بعضها على جزئية إهمال الحكومة الإسرائيلية لملف الجنود المفقودين، بينما أبرزت أخرى هدف الجهة المنفذة للعمل القاضي إلى تحريك الشارع الإسرائيلي لتفعيل ملف الجنود الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
فقد وصف موقع “كوكر” الإخباري الإسرائيلي، الفيديو الكرتوني بـ”الإنتاج الصادم”، حيث أضاء على تشبيهه للجنود الإسرائيليين بالبطات الخمس التي وقعت في الأسر لدى كتائب القسام، بينما تحدث عن الإهمال المتعمد من الحكومة الإسرائيلية لملفهم.
أما موقع القناة السابعة الإسرائيلية، فقد قال إن العمل الكرتوني الجديد لقناة “حريكة تيوب” ما هو إلا أداة لتحريك الشارع الإسرائيلي للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للتحرك لفك أسر الجنود الموجودين في قبضة حركة حماس، بحسب تعبيرها.
وفي السياق، أفاد مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي، إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرت على وسائل الإعلام العبرية نشر الفيلم الكرتوني، حيث اضطر عدد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية إلى حذفه بعد تداوله.
وتتذرع الرقابة العسكرية الإسرائيلية في مثل تلك الحالات -بحسب الريماوي الذي تحدث للجزيرة نت- بأن حظرها يأتي لما تسببه تلك الأعمال الفنية من “خطر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية”، حيث يبدو قلقها البالغ من انتشار الفيديو الكرتوني في الشارع الإسرائيلي كسابقاته التي حققت رواجا كبيرا بين المواطنين الإسرائيليين.
المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أكد أن الخطاب الإعلامي الفلسطيني الجديد بدأ بالتبلور والنضوج، واصفا إياه بالخطاب الذكيّ.
وقال مرداوي ، إن قناة “حريكة” -وهي إحدى المنابر التي تهتم بالتأثير في الرأي العام الإسرائيلي- نجحت في مهمتها في محطات وإنتاجات عديدة، مستندا بذلك إلى الإجراءات التي قامت بها حكومة نتنياهو لاعتراض مثل تلك الأعمال. حسب ما نقله عنه موقع “الجزيرة نت”.
وأشار مرداوي إلى أن الحكومة الإسرائيلية أوجدت ما يشبه الجسم الخاص لمواجهة الإنتاجات الفلسطينية تلك، بينما أصدر عدة حاخامات يهود فتاوى تحرم سماع ونقل وترويج تلك المنتجات، بعد أن أصبح الشباب الإسرائيلي يحيي حفلات رقص على بعض الأغاني العبرية التي تم إنتاجها فلسطينيا، كأغنية “زلزل أمن إسرائيل”.
وتابع المختص في الشأن الإسرائيلي “يُقرّ المراقبون الإسرائيليون بأن تلك الأعمال احترافية وبلغة رصينة، وتحمل مفردات عميقة قادرة على التأثير دون إيجاد الحواجز النفسية مع المشاهد”.