انتقد العقيد برات زادة، قائد قوات البسيج في منطقة قائنات التابعة لمحافظة خراسان الجنوبية، حذف شعارات الموت لأمريكا التي كانت منتشرة في المساجد الإيرانية.
وقال العقيد زادة إن “المساجد لم تبنَ فقط لأداء فرائض الصلاة والعبادات الإلهية الأخرى، بل وجدت لتكون مكانا لمواجهة الاستكبار العالمي”، مضيفا أن النشأة الحقيقية لروح مقاومة الاستكبار، والتضحية، تبدأ من المساجد”، منتقدا حذف شعار “الموت لأمريكا” من داخل بعض المساجد في إيران.
وأضاف برات زادة أن “كل ما نملكه نحن في إيران مرتبط بهذه الشعارات، وبروح المقاومة التي تواجه الاستكبار الإعلامي بقوة وشراسة، وهذا ما تعلمناه من الإمام الحسين في كربلاء”، على حد تعبيره.
وأكد برات زادة أنه يجب الحفاظ والسيطرة على المساجد في إيران من قبل المؤسسات التابعة للحرس الثوري الإيراني، لأن “أفضل القوات التي من الممكن أن يتم استقطابها إلى الحرس الثوري هم من الشباب الذين يتوافدون إلى المساجد”، معتبرا أن هذا السبب هو الكامن وراء أهمية العمل الجماعي والمنظم للسيطرة على المساجد في عموم إيران.
ومن جانب آخر، قال موقع” ديكر بان”، المقرب من الحرس الثوري في إيران، إن “بعض المساجد بإيران قامت بإزالة شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”، معتبرا أن هذه الحالة “أزمة حقيقية يجب أن نواجهها بقوة”.
وأوضح الموقع بأن هناك “بعض التقارير التي تشير إلى حذف شعار الموت لأمريكا من المساجد في إيران”، مشيرا إلى انتقاد التيار المؤيد والمقرب للمرشد الإيراني علي خامنئي بشدة لهذه السياسة، معلنا أنه سوف يواجه من يقوم بالترويج لدعاية حذف شعار “الموت لأمريكا” بقوة، على حد تعبيره.
واتهم موقع ديكربان الزعيم الإصلاحي الإيراني هاشمي رفسنجاني، وحمله المسؤولية غير المباشرة بخصوص حذف شعار “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” في بعض المساجد الإيرانية، قائلا: “في السنوات الأخيرة روج أكبر هاشمي رفسنجاني على موافقة زعيم الثورة الإيرانية الخميني شخصيا على حذف شعار (الموت لأمريكا) في إيران.
وقال ديكربان إن “المقربين للمرشد الإيراني علي خامنئي يكذبون رواية رفسنجاني حول موافقة الخميني في السنوات الأخيرة من عمره بحذف الشعار، ويعتبرونها رواية كاذبة خلقت من قبل رفسنجاني حتى يستطيع أن يروج لدعاية الحذف تحت ستار موافقة الخميني وليس فقط نفسه”، أي رفسنجاني شخصيا.
يشار إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي حذر قبل أيام من النفوذ الأمريكي تحت مظلة الاتفاق النووي، قائلا: “تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الاتفاق النووي إلى أن تخترق المجتمع الإيراني وتؤثر على بعض النخب في إيران، ولكننا سنقاوم هذه السياسة بقوة” على حد تعبيره.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني بأن التيار الإصلاحي في إيران، بجانب التيار البراغماتي بزعامة رفسنجاني، يواجهون ضغوطا سياسية وإعلامية كبيرة من قبل الحرس الثوري الإيراني والتيارات المقربة من خامنئي بعد الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة 5+1، حيث يرى التيار الأصولي والمقرب من خامنئي بأن الاتفاق النووي الإيراني سوف يعزز مكانة الإصلاحيين ومكانة روحاني داخل الشارع الإيراني، في حين أن روحاني سيستغل هذا التأييد الشعبي الإيراني في تقليص دور ونفوذ وهيمنة الحرس الثوري الإيراني والمؤسسات التابعة لخامنئي على مفاصل الدولة والقرار السياسي في إيران.