جاء ذلك في سياق تقرير نشره معهد “جيتسون ” الأمريكي لدراسات الشرق الأوسط حول تداعيات اختطاف 4 فلسطينين ينتمون لحركة المقاومة الإسلامية حماس في سيناء.
وتصدر التقرير أسئلة هامة حول تعامل حماس مع مصر ،وعلاقة أعضائها بالمتمردين في سيناء، وأسباب احتجازهم، وادعاءات حول سعي الحركة لإرسال مقاتلين لإيران وتركيا عبر مصر استعدادًا لحرب جديدة ضد إسرائيل.
وإلى نص التقرير:
الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد مجددًا أنه لن يتسامح مع تهديدات حماس ، حيث وصلت الأزمة، التي اشتعلت بين الحركة الفلسطينية والنظام المصري بعد عزل القيادي بجماعة الإخوان المسلمون محمد مرسي منذ عامين،إلى أقصاها في الأيام الماضية مع اختطاف 4 أعضاء حمساويين في سيناء.
الرجال الأربعة تم اختطافهم من حافلة عقب عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية في 19 أغسطس الماضي، وبحسب تقارير، فإن مسلحين مجهولين أوقفوا الحافلة، واختطفوا رجال حماس المطلوبون من مصر لتورطهم في أعمال إرهابية.
وبالرغم من ذلك، فإن تقارير أولية زعمت انتماء المختطفين إلى الجماعات السلفية الجهادية في سيناء. ووجه مسؤولو حماس اتهامات للحكومة المصرية بوقوفها خلف عملية الاختطاف كما وجهوا تهديدات ضمنية ضد السيسي والسلطات المصرية وحملوهم المسؤولية الكاملة عن سلامة رجال الحركة الفلسطينية.
وذكر بيان يحذر مصر من إيذاء الرجال الأربعة: “هؤلاء الرجال تعرضوا للخداع. كل خطأهم هو أنهم ينتمون لقطاع غزة. وهذا الحادث يؤكد أن المجرمين لا يخشون استهداف شعبنا”
وقال القيادي في حركة حماس “موسى أبو مرزوق” إن حركته تحمل السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن أي ضرر يلحق المختطفين. وقال إن عملية الخطف تثير العديد من التساؤلات وتبقى ظروفها غير واضحة.
وذكرت حركة حماس أن الجماعات الجهادية السلفية في سيناء بلغت ممثليها أنها لم تختطف الرجال الأربعة.
ووفقا لمسؤولي الحركة الفلسطينية، فإن عملية الاحتطاف تمت بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في منطقة يتواجد فيها الجيش المصري بكثرة.
وبالرغم من ذلك، قالت مصادر في قطاع غزة إن الرجال الأربعة ينتمون الى الجناح العسكري المسلح لحركة حماس، عز الدين القسام.
وزعمت المصادر أن الرجال كانوا على ما يبدو في طريقهم إلى إيران لتلقي تدريبًا عسكريًا. وأشارت إلى أن أنهم تلقوا الإذن من السلطات المصرية لمغادرة القطاع عبر معبر رفح الحدودي، وحصلوا على تأشيرات التي من المفترض أن تكون للمدنيين، وليس لنشطاء حماس.
تهديدات حماس أغضبت السلطات المصرية وكبار الصحفيون في الوقت ذاته، حيث ردت برفضها إعطاء الإذن لزعيم حركة حماس، اسماعيل هنية، وبعض قادة حركته للسفر إلى قطر ولبنان عبر معبر رفح الحدودي.
ويأمل قادة حماس إجراء محادثات مع بعض حلفائهم في هذين البلدين حول إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.
رفض المصريين السماح لقادة حماس بمغادرة قطاع غزة زاد من توتر العلاقات بين الجانبين. واتهم ممثلوا حركة حماس في قطاع غزة السلطات المصرية بـ”التآمر” ضد الحركة وجميع الفلسطينيين.
وفي القاهرة، نفى مسؤولون أمنيون مصريون أي صلة لخطف الرجال الأربعة لحماس. ومع ذلك، فإن هذا النفي لم يلق إلا “آذان صماء” ويبدو أن لا أحد في حماس يصدق السلطات المصرية. والأسوأ من ذلك، واصل ممثلو حماس خلال الأيام القليلة الماضية إصدار التحذيرات والتهديدات ضد مصر.
وكما كان يحدث في الماضي، فحينما ترتفع حدة التوتر بين حماس ومصر، تطلق السلطات المصرية العنان لبعض كبار الصحفيين للهجوم على الحركات الإسلامية.
ومنذ عزل محمد مرسي، لا تظهر مصر أي لون من التسامح مع حماس، وتزداد التقارير المتعلقة بتدخل حماس في الشئون الداخلية وتورطهم في العمليات الإرهابية في سيناء.
وخلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس، أعرب العديد من الصحفيين المصريين والشخصيات العامة رغبتهم في تدمير اسرائيل للحركة إلى الأبد. كما حث صحفيون آخرون ينتسبون لنظام السيسي، حكومتهم على شن هجمات ضد قواعد حماس في قطاع غزة.
وفي هذا الأسبوع، وفي أعقاب تجدد التوتر بين حماس ومصر، استأنف الصحفيون المصريون الهجمات الكلامية ضد الحركة. وكان السؤال الأبرز الذي سأله الصحفيون هو: ماذا يفعل أعضاء حماس على الأراضي المصرية في المقام الأول؟ واتهموا الحركة الفسطينية باستغلال أزمتهم الإنسانية لتهريب رجالها من قطاع غزة.
المذيعة دينا رامز والمعروفة بتأييدها الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسي بين هؤلاء الصحخفيين التي شنت هجومًا لاذعًا على حركة حماس واصفًة أعضاءها وقيادتها بـ”الصراصير”.
وبالعودة لتهديدات حماس ضد مصر، قالت رامز :”هل سمعتم من قبل أن الصراصير والنمل تهدد الأسود؟ هذه الصراصير تنتمي لحماس والتي تهدد مصر عقب اختطاف أربعة من رجالها، وأريد أن اسأل صراصير حماس سؤلًا بسيطًا، ماذا كان يفعل رجال حماس في مصر؟ ألم تنكروا من قبل عدم وجود رجال لحماس في سيناء؟ إذًا من أين ظهر هؤلاء الرجال؟ اتحداكم من الاقتراب من الحدود المصرية، فلدينا الثقة في أن رد جيشنا سيكون مؤلمًا،وقويًا ورادعًا ضد أي صرصار يجرؤ على الاقتراب من حدودنا أو تهديد مصر”.
وبعض النظر عن هوية المختطفين، يظهر الحادث أن السيسي والنظام المصري مستمر في رؤيته لحركة حماس كتهديد للأمن القومي، كما يُؤكد أن حماس لا تتردد في الاستفادة من أي لمحات تعاطف من القاهرة لتهريب رجالها من قطاع غزة. فمن الواضح أن رجال حماس لم يكونوا في طريقهم لتلقي أي علاج أو متابعة دراستهم في مصر أو أي بلد آخر.
كون المختطفين أعضاء في كتائب القسام يفسر كل شيء. وبدلُا من إرسال مقاتليهم لإيران وتركيا، كان يجدر لحماس السماح للمرضى وطلاب الجامعات من مغادرة القطاع. ولكن حماس لا تحرص على مصالح الفلسطينيين في غزة، ولكنها تهتم أكثر بإرسال رجالها إلى إيران وتركيا لتلقي التدريب العسكري والأمني.