دعا القيادي في حركة حماس احمد يوسف ومستشار رئيسها السابق في غزة اسماعيل هنية ، لدراسة مبادرة الهارب محمد دحلان والتقارب معها في ظل المساحة الكبيرة في نقاط الالتقاء بين كل من السلطة ورئيسها محمود عباس وبين حركة حماس
واعتبر يوسف أن ما طرحه الهارب دحلان هي أفكار تستحق التفكير فيها، وتحريك قناعات الشارع بها؛ لأنها في مجملها هي ملخص لكل ما سبق وأن توافقنا عليه في العواصم العربية، وأيضاً داخل الشارع الفلسطيني.
وقال يوسف في تصريحات صحافية” منذ أن وقع الاحتراب الداخلي والأحداث المأساوية داخل الساحة الفلسطينية في يونيه 2007م، تمَّ تقديم الكثير من المبادرات والأفكار لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، بحيث تقاربت وجهات النظر، ولم يعد هناك – حقيقة – الكثير مما نختلف حوله، وخاصة على مستوى الرؤية لما هو مطلوب عمله للخروج من نفق الأزمة، إلى أفق الشراكة والتوافق الوطني”
وهنا نود الاشارة إلى أن الهارب محمد دحلان كان ألد اعداء حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة, حيث صنف في وقت من الأوقات بأنه الشيطان الأكبر والمطلوب رأسه, ولكن مع مرور الزمن بدأ دحلان في ضخ أمواله التي بدأت تتدفق على غزة وحركة حماس الأمر الذي جعل مواقف حماس- وعلى لسان عدد من قادتها- تتغير تجاه دحلان إلى أن وصلت بالسماح إلى رجاله بالعودة إلى غزة بعدما كانوا على مدار سنوات ملاحقين الامر الذي يضع مليون علامة استفهام أمام تلك المواقف الغريبة وخير دليل تصريح أحمد يوسف هذا.
يوسف القيادي الذي طالما خرج في تصريحات أحرجت حماس وسرعان ما أطل الناطقين باسمها عقب تصريحاته للإعلان أن مواقفه تعبر عن رأيه الشخصي فقط ولا تعبر عن رأي الحركة.. ولكن (السياسة لعبة حقيرة) كما يعرف الجميع وكما يقال (واحد بيضرب الكف والثاني بعدل الطقية).. بين أن الاسبوع الجاري ، قدم دحلان مبادرة جديدة تضمنت بنوداً وصفها بأنها ” من الجدير أن نتملى بنودها، وأن نتعاطى معها كأفكار لسياسي فلسطيني ما زال في يده الكثير من الأوراق ليلعبها، خاصة في ظل أوضاع سياسية كئيبة، أهم ملامحها في قطاع غزة هي أن حكومة د. رامي الحمد الله قد تخلت عن أمانة المسئولية وواجب الالتزام تجاه سكان القطاع، كما أن الانطباع السائد بين السياسيين والمفكرين داخل القطاع وخارجه هو أن كل ما يجري من حصار وتهميش لقطاع غزة ليس بعيداً عن رغبات الرئيس أبو مازن، وما تخطط له بطانته، والملأ من حوله من أعمال كيدية هدفها كسر شوكة المقاومة في قطاع غزة، والضغط باتجاه أن يأتي أهلها صاغرين.
وسرد القيادي في حماس بنود دحلان ومن باب الانفتاح على طروحات الآخر كما قال ، وتضمنت النقاط التالية:
إعلان قبول استقالة محمود عباس ومن معه.
– حرمانهم من حق التدخل في أية ترتيبات قادمة نظراً لانعدام الشرعية.
– الدعوة لانعقاد الإطار القيادي المؤقت في عاصمة شقيقة فوراً بحضور عباس أو عدم حضوره.
– إعلان بطلان خطوات عباس وجماعته؛ باعتبارها خروجاً عن القانون، واحتيالاً صارخاً على الإرادة الوطنية، وانشقاقاً مكتمل الأركان عن المؤسسات الشرعية.
– إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية، وإعلان قيام دولة فلسطين.
– الدعوة فوراً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية تشمل بالتوازي والتزامن المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج.
– التوافق حول لجنة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات قوامها قضاة فلسطين الأجلاّء.
– التوافق على برنامج كفاحي للمقاومة الشعبية كحق أصيل لشعبنا في مواجهة الاحتلال.
– التوافق على قواعد ومرجعيات الشراكة السياسية والوطنية بين كافة القوى والفصائل والشخصيات إلى حين انتخاب قيادة شرعية للشعب الفلسطيني.
واعلن يوسف في خطوة لافتة إلى انه متوافق في الكثير من النقاط التي سردها دخلان وخاصة حول دعوة الإطار القيادي المؤقت وتفعيل دوره، بهدف كسر احتكار السلطة ومنع البعض من التفرد بها، والتغول في اتخاذ القرارات، كذلك حول الشراكة السياسية والتوافق الوطني، وضرورة أن يكون الكل الوطني والإسلامي صاحب قرار، وأهمية التوافق على برنامج وطني جامع وتفاهمات حول آليات الكفاح والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً التحضير لانتخابات تعيد تأسيس الشرعية لكل مؤسساتنا الوطنية.
وبين أنه يجب ان يتجاوز الجميع إشكالية المناكفة القائمة بين عباس ودحلان او بين حماس ودحلان ، مضيفا ” علينا أن ندرك بأن السياسة في إحدى وجوهها هي حسبة مرحلية، قد تمنحك بعض أوراق القوة والقدرة إذا تعاملت معها بذكاء وفطنة، وخاصة في تلك اللحظات التي تشعر فيها بأن هناك من خصوم السياسة من يتداعى للإجهاز عليك، وتغييبك من ساحة الحضور ومشهد الحكم وألقاب النسور. “
واضاف ” هناك الكثير من كوادر وقيادات حركة حماس من يتوجسون من النائب محمد دحلان، لاعتبارات خاصة بسنوات طويلة من الخلاف معه، والتشكيك في أجندته ونواياه، وهؤلاء لهم كامل الحق في الحذر من التعامل معه، وهذا حق لا ننازعهم فيه، ولكن علينا أن نتفهم في الوقت ذاته بأن السياسة ليست حالة عشق ووئام بين حبيبين، وإنما هي مصالح تلتقي تحميك من الخسارة، وتؤمن لك شيئاً من الربح، الذي يحفظ استمرارية وجودك في سوق المنافسة إلى جانب شهبندر التجَّار. “
وختم يوسف مقاله بالقول ” علينا أن نبني تحالفات مع الجميع في قطاع غزة لحماية مستقبل مشروعنا الوطني، فإذا كانت “النقاط العشر” التي طرحناها سابقاً تنفع مع هذه المبادرة للنائب دحلان أن تكون مدخلاً مناسباً للنقاش حولها، وقطع الطريق أمام ما هو قائم – الآن – في رام الله من جدل ومناكفات وتحركات مشبوهة فيما يخص دعوة المجلس الوطني لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة، لا تبقي للفلسطينيين موقفاً يتوحدون عليه، ولا قائداً يصطفون خلفه، وتظل سفينتهم – للأسف – تتلاطمها أمواج بحر الظلمات؛ هائمة على وجهها دونما مرساة ولا شراع.”