“إن أردت ثورة حارب شعبك في لقمة عيشة فإن ذلك كفيل أن يفجر الشارع ضد نظامك”, هذا ما يجري في مصر حاليا من تذمر لدى المصريين وخاصة مع إرتفاع الاسعار وعدم تحرك الحكومة لوضع حلول لكل تلك الازمات التي من شأنها أن تسقطها كما جرى الحال مع نظام حسني مبارك الذي راهن الكثيرين على عدم سقوطه ولكان شاء القدر وزج مبارك في السجن مع رموز نظامه.
وما بين أزمة وأزمة، يتقاذف غلاء الإسعار المصريين، ما بين الخبز و”اللحمة”، يبقى المواطن حائراً؛ فلا هو قادر على كبح جماح جشع التجار، ولا الحكومة تنقذه من إرتفاع الأسعار، حتى اتخذ الناس قرار مقاطعة اللحم، رافعين شعار “بلاها لحمة” على مواقع التواصل الإجتماعي.
ويأتي رفع أسعار اللحوم بمصر متزامناً مع قرب موعد عيد الأضحى، حيث يسعى المسلمون إلى ذبح المواشي، وهي حجة يرفع بها التجار الأسعار، لكن يبدو أن “بلاها لحمة” أتت أكلها؛ حيث ساعدت هذه الجملة، في هبوط أسعار اللحوم إلى النصف، بعد أن طبق المصريون الحملة.
“بلاها لحمة” وحدت الطيف المصري، بشقي شارعه المعارض للحكومة والموالي لها، كذلك وحدت شقي الإعلام المعارض والموالي للحكومة، حيث أجمع الكل، على دعم الحملة، وإعلان المقاطعة.
المتحدث باسم حملة “بلاها لحمة” محمد جاد، قال إنه من خلال الدراسة الميدانية للحملة التي تضمنت ١٩ محافظة على مستوى مصر، اتضح أن مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم ليست بسبب الجزارين فقط.
وأضاف جاد، لإحدى القنوات التلفزيونية المحلية، أنه يجب على الدولة أن تتحرك من خلال أجهزتها الرقابية، وليس فقط من خلال الوزراء والمسؤولين بإعلان التضامن مع الحملة.
وتابع جاد: “الشعب المصري اللي عمل ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو لديه القدرة على أن يخضع أي جشع وطماع، إحنا لا نملك كمواطنين إلا المقاطعة وهو السلاح السلمي الوحيد”.
وشهدت الحملة مشاركة شخصيات بارزة دعت إلى المقاطعة، أبرزها الفنانة شيريهان، التي قالت عبر حسابها الرسمي، بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “بلاها لحمة، أناشد جميع المواطنين القادرين على شراء اللحوم مقاطعتها دعماً لحملة بلاها لحمة.. وبلاها لحمة”.
وقالت صفحة “بلاها لحمة” على “فيسبوك” إن فكرة الحملة جاءت بسبب استغلال التجار لموسم عيد الأضحى، وارتفاع سعر كيلو اللحم إلى 110 جنيهات، وفي بعض المناطق وصلت لـ180 جنيهاً للكيلو الواحد، مما يصعب على الفقراء والطبقات المتوسطة شراؤها.
من جانبه، قال رفاعي البرديسي، أحد مؤسسي حملة “بلاها لحمة” في سوهاج، إن فكرة مقاطعة شراء اللحوم جاءت بعد ارتفاع سعرها من 65 إلى 85 و90 جنيهاً، وهو أمر غير مألوف بمحافظات الصعيد، التي عادة ما يكون سعر اللحوم منخفض بها عن المحافظات الأخرى؛ لإشتهارها بتربية المواشي بحكم الطبيعة الريفية.
وأضاف في تصريحات لـCNN بالعربية، أن الحملة مستمرة لغاية 15 سبتمبر/ أيلول القادم، حتى تخفيض أسعار اللحوم لما كانت عليه، لافتاً إلى أنها تستهدف اللحوم البلدية وليست المستوردة، أو ما يطلق عليها بـ”اللحوم المبردة”.
وأشار إلى استجابة العديد من المحافظات الأخرى لحملات المقاطعة، مثل أسيوط وبعض محافظات الدلتا والوجه البحري، موضحاً أن أغلب من استجابوا لها كانوا من محدودي الدخل.
وفي التغريديات على “تويتر” شجع مواطنون على الإستمرار بحملة المقاطعة، مؤكدين أنه الحل الأمثل لـ”قرص أذن التاجر الجشع” وفق ما ذكره أحد المغردين، فيما كتب مغرد آخر “بلاها لحمة بلاها ديمقراطية بلاها حرية بلاها عدالة وبكرا تشوفو مصر”.
التعليقات الساخرة كان لها نصيب كما هو معتاد، بعض المغردين كتب “نقاطع اللحمة من هنا تقوم الفراخ والسمك تضرب في السما.. جيت أظبط الجاكيت البنطلون ضرب يالينا”، فيما كتب آخر “أنا اشتريت نص خروف ومن بكرا هبتدي حملة بلاها لحمة”.