سلطت صحيفة “غارديان” البريطانية الضوء على معاناة نحو 200 معتقل في الإمارات على يد جهاز أمن الدولة هناك في ظل صمت غربي نظرا لرغبة الغرب في استمرار علاقاته التجارية وتعاونه الأمني مع الإمارات خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
ويعتبر معتقلو الرأي الـ “94” أبرز الذين تشير المؤسسات الحقوقية أنهم يتعرضون للانتهاكات الحقوقية والتعذيب وضروب المعاملة القاسية والتي كان أحدثها وضع المعتقل خليفة النعيمي وعبد الله الخاجة في الحبس الانفرادي. إلى جانب قضية جديدة لا تزال قيد المحاكمة السياسية والمعروفة بخلية “شباب المنارة”.
وإزاء السجل الحقوقي الإماراتي المثقل بكل صنوف الانتهاكات فإنها تقدم نفسها على أنه عضو فاعل في الأسرة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب ليس من محاربته، وإنما لتكون مشاركتها في مسألة تهم المجتمع الدولي غطاء يحجب انتهاكاتها الحقوقية الداخلية، وفق ما يتهمها به ناشطون إمارايتون وخليجيون.
وأشارت الصحيفة إلى قضية المواطن الكندي من أصل ليبي سليم العرادي المعتقل من 362 يوما، والذي اعتقلته السلطات الإماراتية من أحد الفنادق في (28|8|2014) دون توجيه اتهامات وسط تقارير تفيد تعرضه للتعذيب كما حدث مع شقيقه محمد العرادي الذي أفرج عنه مؤخرا.
وذكرت الصحيفة أنه في نفس الليلة التي اعتقل فيها سليم العرادي اعتقل كذلك نحو 9 ليبيين بينهم شقيقه محمد بتهمة الاتصال بالإخوان المسلمين في ليبيا وذلك في محاولة لاستخدامهم كأداة للضغط على الفصائل التي لا تتفق معها الإمارات في ليبيا.
وفي ذات السياق، فإن الدولة تبذل جهودا كبيرة حاليا بالتنسيق مع نظام السيسي للتدخل عسكريا في ليبيا ضد الثوار الليبيين المحسوبين على الإسلام الوسطي بذريعة محاربة “داعش” رغم تأكيد الثوار أن القدرات الليبية الذاتية قادرة على التصدي للجماعات المتطرفة.
ونقلت الصحيفة عن نشطاء حقوق إنسان وباحثين أن نمط الاعتقالات التعسفية والتعذيب ظهر في الإمارات منذ 2012م، وهو نمط مستمر هناك حتى الآن.
وأشار حقوقيون غربيون إلى أن هناك توثيق لحالات تعذيب في الإمارات فضلا عن وجود سجن تابع لأمن الدولة، وسط توقعات باعتقال ما بين 100 إلى 200 شخص هناك منذ 2012م وكثير منهم ليس له علاقات سياسية.
واتهم حقوقيون الإمارات بأنها تحاول أن تظهر نفسها على أنها دولة حديثة وتتخفى وراء برج خليفة وبرج العرب بينما تسيء معاملة الأبرياء.
وأبرزت الصحيفة تصعيد الإمارات لحملات الاعتقالات بعد الربيع العربي حيث زادت من ضغطها على المعارضين والنشطاء والمواطنين الأجانب واعتقلت الأسبوع الماضي الأكاديمي ناصر بن غيث دون توجيه اتهامات ليصبح بذلك الأحدث في سلسلة من الاعتقالات لمن ينتقدون الحكومة.