شبهت مجلة الإيكونوميست أنظمة العمل في دول الخليج و قوانين تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بأن كليهما يعيد الرق وما يعرف بالإسلام قديما ب ” السبايا ” ولكن بصورٍ مختلفة.
وقالت المجلة إن أحد أكثر أنظمة العمل أيضا إثارة للجدل، والتي نالت انتقادا دوليًا لا حدود له هو نظام الكفالة الذي يربط العمالة المهاجرة بمن يعينونهم للعمل، هذا يختلف عن نظام العبودية الذي تقدمه داعش، حيث يأتي المهاجر طواعية، رغبة منه في تحقيق المال نظرا للفارق الاقتصادي بين دولهم الأم ودول الخليج، ولكن هذا النظام “يؤسس للعبودية” كما يقول نيكولاس مكجيهان – الكاتب بمجال حقوق الإنسان بمنظمة هيومان رايتس ووتش، والمهتم بشأن الأوضاع التي يعيش فيها العاملون في المعسكرات الصحراوية.
وكشف المجلة أن 2.4 مليون امرأة تعمل في دول الخليج كخادمات ، أغلبهن لا يتمتعن بأقل حقوق قوانين العمل، الكثير منهن أيضا يتم إجبارهن على العمل ويقع العديد منهن فريسة للاستغلال الجنسي.
وبين المجلة إن الكثير من الحكومات الآسيوية قامت بمنع النساء في دولها من العمل كخادمات في الخليج نظرا لقلقهم على سلامتهن هناك، أدى ذلك إلى اتجاه العديد من مكاتب التوظيف إلى دول أفريقية لجلب الخادمات كأوغندا والتي كان لها تاريخ في تصدير النساء للعمل كعبيد، الكثير منهن تم تعذيبهن بقضبان حديدية ساخنة كما يقول السيد مكجيهان، والتي تركت علامات تدل على ذلك.
ونوهت إلى أن دول الخليج تحاول حل هذه المشكلة، ففي يونيو أقر البرلمان الكويتي قانون حقوق عاملات المنازل، وهي أول دولة خليجية تقوم بهذا الأمر، وهي أول دولة تفتح بابها لإعطاء حق اللجوء للنساء المهاجرات. في قطر مع التخوف من تأثير هذه الأمور علي استضافة كأس العالم في 2022 وعدت بتحسين أوضاع المهاجرين.
ورصدت المجلة بعض المحاولات من قبل ي بعض المسئولين الخليجيين لقلب الطاولة على هذه الانتقادات، واتهام أصحابها بفوبيا الإسلام كما كان أسلافه كالسعودية وعُمان التي أغلقت أبوابهما أمام مجموعات حقوق الإنسان الغربية التي تستقصي أوضاع العاملين الأجانب على أراضيهم. كما تتجاهل كل من في قطر والإمارات موجة الانتقادات الواسعة لأوضاع العاملين في بناء ملاعب كاس العالم الذي يقام على أراضي قطر في 2022، استمر رفض دخول مجموعات حقوق الإنسان حتى الآن.
وتسأل الإيكونوميست هل من الكثير علينا أن نأمل أن العلماء المسلمين الذين يرفضون العبودية أن يرفضوا أيضا العمالة الإجبارية والأوضاع التعسفية التي يعاني منها العمال؟ يشك النشطاء والمهاجرون إلى الخليج في هذا الأمر، يعاني المهاجرون من صمت سفاراتهم التي تتفادى أي انتقادات قد تقطع عنهم التحويلات المالية، عندما زار ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي دولة الإمارات الأسبوع الماضي اتهمه الهنود المهاجرون بكونهم الأقل أهمية بالنسبة له، في الوقت الذي تولي الحكومات الغربية فيه اهتمامات أخرى أهمها القضاء على داعش، التي يعود ما تقوم به من إعادة إحياء للرق جزئيا إلى استمرار القوانين المتسامحة مع هذا الأمر في المنطقة.