اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أن سوريا في الخندق نفسه مع مصر ضد الحرب على الإرهاب، قائلا “سوريا تفهم الضغوط التي تعانيها مصر ولا تريدها أن تكون منصة للهجوم على سوريا”.
وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة “المنار” أنه لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى الشعب لما صمدت سوريا 4 سنوات ونصف، مشيدا بالموقف الروسي والإيراني الثابت تجاه دعم سوريا في أزمتها.
وقال الأسد: “نعتمد أولا على الشعب.. لو لم يكن لديك دعم شعبي فلا يمكن لك أن تصمد.. ولا قيمة لأي توجه سياسي أو وطني تتبناه كرئيس أو كمسؤول أو كدولة، الاعتماد الأول على الشعب، ثانيا على الأصدقاء الذين يقفون مع سوريا بصلابة ويدعمونها في المنطقة والعالم”.
كما أكد الأسد إنه منفتح على فكرة تشكيل تحالف ضد تنظيم “داعش”، مضيفا أن “أي تحالف أو عمل أو إجراء أو حوار يؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري يجب أن يكون بالنسبة لنا أولوية”.
لكنه اعتبر أن هناك أملا ضئيلا فقط في تطبيق المبادرة الروسية، بشأن تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
يذكر أن الرئيس الروسي قد اقترح تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، لتشمل القيادة السورية والمعارضة المسلحة في هذ البلد، وتركيا والأردن والسعودية واللاعبين الإقليميين الآخرين.
وتابع الرئيس السوري، إن حكومته لن ترفض مثل هذا التحالف، لكنه شدد أنه “منطقيا،.. لا يمكن لدول وقفت مع الإرهاب أن تكون هي الدول التي ستحارب الإرهاب.. ولكن يبقى احتمال بسيط أن هذه الدول قررت التوبة أو عرفت بأنها كانت تسير بالاتجاه الخاطئ .. أو ربما لأسباب مصلحية بحتة، قلقت من أن ينتشر هذا الإرهاب باتجاه بلدانها فقررت أن تكافح الإرهاب.
لا يوجد أي مانع.. المهم أن نتمكن من تشكيل تحالف يكافح الإرهاب، لذلك في سوريا أطلق عليه وزير الخارجية السوري تسمية “المعجزة” لأنه يظهر كالمعجزة.. ولكن ماذا لو حصلت؟ هل نرفضها؟ بكل تأكيد لا نرفضها.. سنسير معها”.
وقال الرئيس الأسد، ردا على سؤال حول العلاقات السورية المصرية: “طبعا لا شك بأن العلاقة بين سوريا ومصر والعراق لها خصوصية، لأن هذه الدول هي أساس الحضارات العربية عبر التاريخ، فنحن نحرص على العلاقة مع مصر بكل تأكيد، حتى خلال وجود الإخواني مرسي رئيسا لمصر، وكل إساءاته لسوريا لم نحاول أن نسيء لمصر أولا لأهمية هذه العلاقة وثانيا لأن التواصل بين سوريا ومصر لم ينقطع حتى في ظل مرسي”.
وردا على سؤال حول إمكانية استفادة مصر من الخبرة السورية في مكافحة الإرهاب قال الأسد كان هناك “تواصل مباشر بيننا وبينهم على مستوى مسؤولين مهمين، تحديدا أمنيين من سوريا ومصر في الأسابيع القليلة الماضية من دون تحديد الموعد بدقة، لديهم تصور بالنسبة لكيفية الاستفادة من سوريا، لدينا تصور الآن كيف يمكن أن نستفيد من مصر”.
ونوه إلى أن “العلاقات بين سوريا ومصر هي التي تحقق توازنا على الساحة العربية، وسوريا تعتقد بأنها في نفس الخندق مع الجيش المصري ومع الشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون أسماءهم كما تبدل مسميات أي منتج فاسد مرة يأخذ اسم الإخوان ومرة يأخذ اسم داعش وربما نسمع بتسميات جديدة في المستقبل”.