(خاص- الوطن) – اعتمدت كل من القاهرة والجزائر مؤخرا تركيب كاميرات مراقبة في مساجدها المرخصة من وزارة الأوقاف في كل من البلدين .
في الجزائر :
أعلنت مصادر مطلعة ان وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى في إطار الحد من هجمات السلفيين والمروّجين للأفكار المتطرّفة (الداعشية) في دور العبادة يدرس تركيب كاميرات مراقبة في المساجد بغية ضمان خطاب ديني معتدل والمحافظة على المرجعية الدينية الوطنية.
وقالت (أخبار اليوم) الجزائرية أن وزارة الشؤون الدينية تعتزم تركيب كاميرات مراقبة في مساجد الجزائر خصوصًا تلك المعروفة بتواجد التيّار السلفي فيها بقوّة بقصد صدّ الأفكار الهدّامة والمتشدّدة التي بدأت تتوغّل إلى المجتمع الجزائري من بوّابة دور العبادة.
وتهدف الوزارة أيضا من وراء هذه الخطوة أيضا بالإضافة الى مراقبة المصلين ، تشديد الحراسة كذلك على صناديق الزكاة والتبرعات والتي تتعرض أحيانا للسرقة كما تهدف كذلك لحماية محيط المساجد من الباعة المتجوّلين.
وقد سبق هذا الخيار المطروح سلسلة من الإجراءات التي تتّخذها الوزارة بما يفسّره البعض بأنه إعادة هيكلة للمساجد في الجزائر إذ سبق للوزارة وأن شدّدت الرقابة على أموال التبرّعات كما هدّدت بسحب التراخيص من الأئمة غير الملتزمين بالمرجعية الوطنية ومنهم 55 إماما بالعاصمة. كما أن الوزير عيسى سبق وأن أكّد أن الكثير من الأئمة يواجهون ضغوطات بسبب التطرّف الديني لدى البعض وفي محيط المسجد وقال إن كثيرا منهم يفضّلون العمل على المدى الطويل لإقناع أصحاب هذه الأفكار بعدم صوابها بدل الدخول في مواجهة وصراع مع أصحابها لافتا إلى أن تغيير الذهنيات يتطلّب عملا طويل الأمد ومتواصلا ولا يعالج بكلمة يلقيها الوزير أو تعليمة.
يذكر أن تقريرا أمنيا سابقا قال إن 45 بالمائة من المساجد فقط من مجموع 17 ألف مسجد في البلاد يلتزم أئمتها بالمذهب المالكي التقليدي الذي تدافع عنه السلطات. وأوضح التقرير الذي تناولته عدّة وسائل إعلام وطنية وأجنبية مؤخّرا أن 20 بالمائة من المساجد تسيطر عليها السلفية العلمية و20 بالمائة تتبع (التيّار المالكي الجديد) و10 بالمائة بلا توجّه و5 بالمائة أئمتها من تيّار الإخوان المسلمين.
وفي مصر :
وفي ذات السياق تتقارب هذه الفكرة مع قرار وزارة الأوقاف المصرية والتي قررت تركيب كاميرات مراقبة في مساجد الجمهورية بقصد حمايتها ومراقبة الأفكار التي تبث داخلها.
يأتي ذلك فيما تفرض وزارة الأوقاف في مصر تشديدا على المساجد من حيث الخطب؛ إذ ألزمت الأوقاف في نظام السيسي في وقت سابق، الأئمة والخطباء العاملين فيها، بفحص الكتب الموجودة في مكتبات المساجد، ومصادرة الكتب التي تحمل أفكارا تتبنى اتجاهات لا تتناسب وسماحة الإسلام، أو تدفع إلى التشدد، في إشارة إلى كتب مؤلفين محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، وفي مقدمتهم مؤسسها حسن البنا، والداعية يوسف القرضاوي.
وأثارت هذه الخطوة موجة سخرية وصلت إلى حالة غضب حتى بين بعض المؤيّدين للنّظام في القاهرة خاصة وأن ذلك ويتطلّب تنفيذ هذا الاجتهاد الوزاري (جيشا) من الموظّفين لمراقبة وتفريغ كاميرات 17 ألف مسجد على مستوي القطر الوطني بشكل يومي بالإضافة إلى صيانتها وهو ما قد يحوّل تطلّعات وزارة عيسى إلى أضغاث أحلام.
ويعد تلك القرارات ضمن سلسلة الإجراءات التي تتخذها الوزارة بما يفسّره البعض بأنه إعادة هيكلة الخطاب الديني في مصر، إذ سبق للوزارة أن وحدت الخطبة في جميع المساجد وتعاقب من يخالف النص، وسحبت التراخيص من الأئمة المشتبه في أنهم ينتمون أو يناصرون جماعة الإخوان المسلمين، و منعت الوزارة الشيخ محمد جبريل من إمامة الناس بالصلاة أو الخطابة في المساجد بعد دعائه على الظالمين والفاسدين من الساسة والإعلاميين -لم يسمهم- في ليلة السابع والعشرين من رمضان الماضي في جامع عمرو بن العاص.
السعودية:
وفى نفس السياق وفى السعودية وبعد القيام بعدد من العمليات التفجيرية فى إحدى المساجد الكبرى ( مسجد الطوارئ بعسير ) انتهت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية من إعداد خطط أمنية لتأمين سلامة أهم المساجد والمصليات في كافة المناطق والمحافظات.
وتعمل الوزارة على توفير كاميرات مراقبة داخل المساجد المهمة وخارجها في كل منطقة، وذلك كمرحلة أولى ضمن مراحل متعددة لتأمين الاحترازات والحراسة للمساجد التي تكتظ بالمصلين أثناء صلاة الجمعة.
وقالت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أنه سيتم تركيب كاميرات المراقبة الآلية في المداخل والزوايا المحيطة بالمسجد فى ك داخله وخارجه، ويعتمد تركيب الكاميرات على أعداد المصلين والموقع.
إلى ذلك تلقت فروع الوزارة بجميع المناطق خطابا يفيد بحصر المساجد المهمة كخطة أولى للعمل على تأمين مستلزمات السلامة بما فيها الكاميرات الأمنية في المساجد المهمة
ويأتي تحرك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعد الأحداث الإرهابية في الآونة الأخيرة التي استهدفت المصلين الأبرياء مما تسبب في إزهاق أرواح بريئة بالمنطقة الشرقية.