أكد جهاز شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، أن سورية لم تعد دولة بعد قرابة الخمس سنوات من الحرب الطاحنة بين مختلف الفصائل السورية والعربية والإسلامية والجيش السوري، دون ان يتم تحديد بشكل دقيق من يواجه من ؟!
أمان لم يخف قلقه من هذه الوضع الجديد في دمشق بل أعلن أنه يبحث عن اسم يلائم لسورية، أو للمنطقة التي كانت تسمى دولة سورية، لأنها لم تعد دولة. ووفق تقديرات «أمان»، فإنها لن تعود بأي حال إلى وضعها السابق كدولة. وجاء في تقديرات «أمان» السرية أنه وبعد أربع سنوات من الحرب و230 ألف قتيل وفقدان جيش الأسد ما يعادل 93 في المئة من صواريخه، ما عاد ممكناً اعتبار سورية دولة.
وترى الشعبة الاستخبارية في الجيش الإسرائيلي أن نظام الأسد لم يعد يشكل قوة ما. في جنوب سورية تسيطر تماماً جبهة النصرة. وفي الشمال يسيطر النظام بواسطة 5000 مقاتل من «حزب الله»، وفق التقرير الإسرائيلي الذي دعمه ضابط كبير بتصريح قال فيه «هناك أوساط عديدة في سورية تتمنى أن تتدخل إسرائيل. ونحن نبذل كل جهد لكي لا نتورط. ولكن كميات هائلة من الأسلحة تتدفق من سورية إلى لبنان اليوم، نحاول منعها وننجح في حالات ولكننا لا نستطيع أن ننجح كل الوقت. ولهذا فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة حربية جديدة».
قبل أيام من هذه التصريحات، أعلن الجيش عن إجراء تدريبات على حرب في سورية بمشاركة وحدات كثيرة. وقد فسر أحد الضباط الكبار ذلك بقوله: «علينا أن نسبق العدو بخطوة واحدة». وأضاف: «إسرائيل ما زالت تشكل قوة ردع جدية في المنطقة والجميع يعرفون أنه ليس مجدياً لهم اللعب معنا، علينا أن نبقى جاهزين للدفاع وللهجوم. فلن تقع الحرب غداً صباحاً ولكن عندما تقع علينا أن نكون مستعدين».
لكن شعور الاطمئنان الذي حاول إظهاره معدو التقرير، لن يطمئن الكثيرين فهناك من يتحدث بقلق عن أن القوى السلفية هي التي تحل محل الأسد. وتساءل معدو التقرير في شعبة الاستخبارات: «القوى السلفية لن توجه سلاحها إلى إسرائيل بعد، لكن السؤال ليس عما إذا كانت ستوجهه ام لا بل متى ستوجهه فقط. وإزاء هذه التساؤلات تكرس شعبة الاستخبارات جهودها الحالية لجمع المعلومات وبناء الأسس التي تتيح لها الإبقاء على سيطرتها في الحصول على معلومات. ويزداد هذا القلق مع الإعلان عن الصاروخ الايراني الجديد «فاتح-313»، القادر على قصف الأهداف بدقة ويصل مداه إلى 500 كيلومتر وله محركات تعمل بالوقود الصلب وأجهزة استشعار تزيد من دقته. وقد أعربت مصادر أمنية في إسرائيل عن خشيتها من ان يصل هذا الصاروخ إلى منظمة «حزب الله»، اذ انه قادر على إصابة أي مكان في إسرائيل.
الخبير في شؤون الشرق الاوسط، ايال زيسر، يرى انه «على رغم أن إطلاق الصواريخ الاخيرة، غير مسبوق، منذ حرب 73، لكن لا جديد في مسألة سيطرة حزب الله والايرانيين على هضبة الجولان السورية، التي يعملون فيها على نار هادئة». ويضيف ان تجنيد مجموعات «ارهابية»، ناشطة في الجانب السوري من الحدود، ليس مسألة ناجمة عن مبادرة محلية وعفوية لسكان المنطقة، ولا حتى خطوة يقف خلفها «حزب الله». هذه المرة تقود البصمات مباشرة إلى طهران. لكن ايران و «حزب الله» لا يعنيهما التصعيد الواسع على امتداد الحدود الشمالية. فالحزب لا يريد تخريب لبنان، كما حدث في صيف 2006، كما لا تريد ايران المخاطرة بنظام بشار الأسد. ما تسعى إليه ايران هو تنشيط الجبهة ولكن على مستوى منخفض، والحفاظ على إمكان توجيه ضربة اكبر، وفق زيسر، الذي حذر متخذي القرار في إسرائيل من التسليم لفترة طويلة بواقع تتحول فيه الحدود في هضبة الجولان إلى جبهة مواجهة ناشطة.