طالب المفكر وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله النفيسي، كل قبائل الكويت بصياغة خطاب موحد والوقوف صفًا واحدًا لتشكيل الدرع الحقيقي الذي يحمي الكويت من تدخلات إيران.
ورغم ما تسببت له أولى تغريداته في هذا الأمر من غضب بعض القبائل، الذين لم يخصهم بالذكر في تغريدته، إلا أن “النفيسي” واصل مناشداته لكل القبائل، بل لكل فرد، معتذرًا عمن “سقطوا منه سهوًا” – على حد وصفه .
وتساءل النفيسي، في أول طرح له عن هذه المبادرة عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: أين قبائل الكويت وشيوخها وما يحاك لأمن الوطن ووجوده؟ أين العوازم ومطير وعتيبة والعجمان والهواجر والقحاطين وجماهيرهم العظيمة واستدعاؤهم؟
ثم استدرك، متسائلًا: “لماذا هذا الضيق في فهم مقصود القول؟ كل قبائل الكويت مطلوب منها تحديد الموقف والإعلان عنه، وأكيد بمن فيهم عنزة وشمر وظفير، ومن سقط سهواً”، مؤكدًا: “ما زلت أعتقد أن جميع قبائل الكويت (من ذكرت ومن سقط سهوًا) تشكل الدرع الحقيقي الذي يحمي الكويت من تدخلات إيران، وأولهم الرشايدة” .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: “والقول والإفصاح.. يا أهل البلاغة والشعر والفزعة هذا يومكم.. فأين أنتم؟ أنتم ملح هذه الأرض وسياجها ووجودها فأرونا منكم ما أنتم أهله حفظكم الله”.
كما طالب “النفسي” السياسيين والرموز بالإعلان عن موقفهم.. قائلًا: “السياسي الفعّال خلال الانتخابات.. أقلها تتداعون.. تجتمعون.. تعلنون عن موقف تلتزمون به، ولا تتركوا لهوامش الاجتماعية أن تحدد لكم مساحة الحركة”.
وجدد النفيسي نداءه لقبائل الكويت، قائلًا: “في كل قبيلة من قبائل الكويت شرائح متعلمة ومثقفة قادرة على بلورة رؤية وتشكيل منتدى وصياغة خطاب موحد لحماية الكويت من الأخطار الخارجية”، متابعًا: “يا (بن جامع) جمع الناس كمبادرة ريادية لانتشالنا من هذا الصمت المريب وغير المحتمل”.
كما سبق وأن علق النفيسي قائلًا: “صارت (الوحدة الوطنية) مثل (حصان طروادة) يتزاحم في بطنه كل (أعداء الوطن)، فإذا عبروا بوابة (طروادة) باغتنا القوم في العبدلي والعدان”– في إشارة لخلية “العبدلي” التي تم القبض عليها بالكويت الأسبوع الماضي، وبحوزتها ترسانة من الأسلحة، وأشارت المعلومات والتقارير إلى ارتباطها بـ”حزب الله” المدعوم من إيران، في حين تكتمت السلطات الكويتية على الأمر، وأصدر النائب العام قرارًا بعدم النشر، مما أثار حفيظة الشارع الكويتي، مطالبين بالشفافية والكشف عن كل المعلومات، سواء كانت تمت لأحزاب أو دول.
وعلق النفيسي على هذا الأمر، قائلاً: “هل يصدر توجيه من فوق بعدم تناول موضوع الخلية إعلاميًا، ثم يموت الموضوع كما مات موضوع خلية التجسس منذ عامين؟”، وأضاف مخاطبًا سلطات الكويت: “البحرين أجرأ منكم في تعاملها مع المشكلة.. إنها على الأقل تسمي الأطراف بأسمائها.. سياسة النعامة لن تجدي شيئًا”.
وأكد أن “إيران ستظل مضخة للمخططات الإرهابية تجاه دول (التعاون)، ما لم تتخذ الأخيرة مواقف صاده من عيار (عاصفة الحزم) الموفقة بإذن الله”، مطالبًا بأنه “كما تتدخل إيران في شؤوننا ينبغي أن نتدخل نحن في شؤونها (المعاملة بالمثل قاعدة في العلاقات الدولية).. وهناك مجالات واسعة داخل إيران للتدخل”.