(وكالات- وطن)- لم تستطع الصحف الإماراتية التي تحاول دوما التقليل من كل حدث سلبي تتعرض له دولة الإمارات سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مداراة ما حدث في البورصة يوم الأحد.
وتناولت التقارير الصحفية الاقتصادية موجة الهبوط الحادة التي ضربت أسواق الإمارات (الأحد)، بأوصاف تشير إلى حجم الخسائر الفادحة التي تكبدتها أسواق المال الإماراتية، فتارة وصفتها بـ”الأحد الأسود”، وأخرى وصفتها بموجة “الهلع”، وثالثة وصفتها بالجلسة الحمراء، في إشارة إلى اللون الأحمر الذي يشير في شاشات البورصة إلى الخسائر والهبوط.
ووصفت صحيفة “الخليج” يوم الأحد الذي وقعت فيه الخسائر بـ”الأحد الأسود”، حيث شهدت أسواق المال تراجعات حادة خاصة سوق دبي الذي تراجع بنحو 7% تقريباً.
وعانى المستثمرون من ضغوط البيع القوية الذي زادت حدته مع ضغوط بيع “المارجن كول” وهو ما أفقد الاسهم 41.86 مليار درهم من قيمتها السوقية التي وصلت إلى 712.39 مليار درهم ووصف المستثمرون تعاملات الأحد ب”جلسة الأحد الأسود” والتي أغلقت فيها الأسواق على تراجعات حادة.
وبحسب الصحيفة، هبط سوق دبي المالي 6.96%، وانزلق تحت مستوى 3500 نقطة ليغلق عند مستوى 3451.48 نقطة. كما هبط سوق أبوظبي 5.01% وفقد 225.99 نقطة وأغلق عند 4286.49 نقطة. وهبط مؤشر سوق الإمارات بنسبة 5.55% وأغلق عند 4394.91 نقطة متأثراً بضغوط البيع المكثف على الغالبية من أسهم الشركات التي جرى تداولها أمس، وتراجعت المؤشرات القطاعية أسهم هذه الشركات بدون استثناء وكان أكثرها هبوطاً مؤشر شركات الطاقة الذي اغلق على تراجع بنسبة 9.748% مع هبوط النفط لمستويات قياسية وصلت إلى حوالي 45 دولاراً لمزيج برنت، كما هبط مؤشر شركات الاستثمار 8.661%، في حين هبط مؤشر شركات العقار بنسبة 7.47%، ومؤشر الاتصالات تراجع بنسبة 7.143%. ووصف أحد المستثمرين الجلسة أمس بجلسة “الأحد الأسود” والتي أدمت معظم المستثمرين الذين شاهدوا أموالهم وثرواتهم تتبخر أمام أعينهم.
وشهدت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي موجة هبوط هي الأعنف منذ فترة طويلة، وشملت كافة الأسواق بدون استثناء، كان أقصاها وأعنفها سوق دبي والسوق السعودي بنسبة مشابهة 7%، ويأتي ذلك وسط مخاوف من استمرار تراجع أسعار النفط، والأنباء عن تباطؤ الاقتصاد الصيني والتوترات التي تعيشها الأسواق الناشئة والهبوط في الأسواق الأمريكية والأوروبية خوفاً من إمكانية رفع الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة رغم استبعاد بعض الخبراء أن يكون ذلك الشهر المقبل، وتصنيف وكالة فيتش العالمية للاقتصاد السعودي من مستقر إلى سلبي، وتوقعاتها بإمكانية استنزاف الاحتياطي خلال الأعوام القليلة المقبلة في حال واصل النفط تراجعه إلى مستويات أقل مما هي عليه الآن وفقاً لنبيل فرحات الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية.
وأما صحيفة “الرؤية” فأشارت في افتتاحيتها إلى أن حالة الهلع التي أصابت الأسواق الإماراتية لم يكن لها داع، وأكدت أنه لم يخلُ الهبوط الحاد الذي أصاب الأسهم المحلية أمس من قدر كبير من المبالغة، فلا شيء يدعو لكل هذا الهلع الذي أصاب المتعاملين ودفعهم إلى تكبيد الأسواق 42 مليار درهم دفعة واحدة في أكبر خسارة يومية منذ مطلع العام الجاري.
صحيح أن الانهيارات طالت أغلب الأسواق العالمية والإقليمية، وصحيح أيضاً أن النفط عند أدنى مستوى في سبع سنوات، ولكن هذه الخسائر الحادة تجاهلت حقائق عدة، أبرزها أن الاقتصاد الإماراتي أصبح محصناً ضد تقلبات أسعار النفط بفضل خطط تنويع مصادر الدخل التي تؤتي أكلها منذ سنوات، لدرجة أن كبار المسؤولين أعلنوا أن الإمارات ستحتفل باليوم الذي ينضب فيه النفط من آبارها.
وتجاهلت أيضاً أنه لا مخاوف من حدوث عجز في الموازنة الاتحادية أو الموازنات المحلية بفضل اعتماد نظام الموازنة الصفرية التي يتساوى فيها الإنفاق مع الإيرادات. كما تجاهلت الخسائر أن سوق الأسهم الإماراتية يظل الأرخص والأكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية بفضل معدلات الربحية المرتفعة للشركات المدرجة.
من جهتها وصفت صحيفة “الاتحاد” في افتتاحيتها جلست الخسائر بـ”الجلسة الحمراء”، إذ تكبدت الأسواق المالية المحلية في نهاية جلسة أمس خسائر وصلت إلى 42 مليار درهم من قيمتها السوقية، وسط حالة بدأت بالارتباك وتحولت إلى هلع بين أوساط المستثمرين، في جلسة تداول الأمس التي وصفت بأنها الأصعب على المتعاملين منذ مطلع العام الحالي.
وخلال جلسة اكتست فيها شاشات التداول اللون الأحمر، تخلت الأسهم المحلية عن كامل مكاسبها المحققة خلال العام 2015، لتنخفض الأسعار إلى أدنى من مستوياتها في 31 ديسمبر 2014 بنحو 4% بضغط من أسعار النفط والبورصات العالمية.
وقالت “الرؤية” إن الخسائر جاءت إثر العدوى التي أصابت البورصات العربية والعالمية، حيث طالت عدوى انهيارات الأسواق العالمية الأسهم الإماراتية لتخسر أمس 42 مليار درهم من القيمة السوقية للشركات المدرجة.
وتأثر السوق المحلي سلباً بالانهيار الذي أصاب المؤشرات العالمية الرئيسة التي هوت في جلسة نهاية الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى في أربع سنوات، بالتزامن مع تراجع النفط إلى أقل أسعار له منذ عام 2009، وسط مخاوف من تباطؤ في الاقتصاد العالمي تقوده الصين.
وأوضح محللون لـ “الرؤية” أن المتعاملين أجروا عمليات بيع هلعية Panic Selling بعدما سيطر التشاؤم على قراراتهم الاستثمارية.
وزادت مبيعات المستثمرين الأجانب من حدة هبوط الأسهم بالتزامن مع إجراء عدد من شركات الوساطة عمليات بيع قسرية لضمان استرداد الأموال التي مولت بها المتعاملين في أوقات سابقة.
يذكر أن البورصة الإماراتية شهدت اليوم هبوطا حادا آخر، حيث هبطت قيمة الأسهم الإجمالية بما يقارب 7%.