تعتمد طائرات التحالف الدولي على عيون يمكن ان ترشدها لمناطق تمركز قوات تنظيم الدولة وبخاصة مقرات القيادة هناك. وتستهدف طائرات التحالف بقيادة واشنطن الأماكن التي يسيطر عليها داعش في كل من سوريا والعراق بشكل شبه يومي بمتوسط 30 غارة يوميا كلفت لمدة تقارب العالمين نحو ثلاثة مليارات دولار
ويركز التحالف الدولي ضرباته الجوية على مدن مهمة، مثل الرقة في سوريا، والموصل وغيرها في العراق، وهما الأكثر أهمية لطرفي المواجهة، وتقول بيانات التحالف الدولي أنها تستهدف مواقع تمركز تجمعات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ومقرات الدعم اللوجستي والآليات وغيرها، لكن مصادر محلية تشير إلى تدمير العشرات من منازل المدنيين، والمباني العامة.
يعتمد التحالف الدولي على المتعاونين معه “الجواسيس” من داخل المدن في تحديد الأهداف التي تعود لتنظيم الدولة الإسلامية، في مقابل هذا، “يشن تنظيم الدولة حملات اعتقال مستمرة للمشتبه بتعاونهم مع الحكومة العراقية، أو التحالف الدولي، أو حكومة إقليم كردستان، وقد نجح التنظيم في الكشف عن عدّة خلايا تجسسية، وعادة ما يقوم بإعدامهم بأساليب مرعبة لإرهاب الآخرين ممن يفكرون بالتعاون المعلوماتي ضده”،
وتقول مصادر مطلعة إن تنظيم الدولة ألقى القبض على أكثر من 60 متعاونا يتوزعون على أكثر من خلية، “ويشكلون العدد الأكبر ممن تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن، وذلك بعد متابعتهم من العناصر الأمنية والقبض عليهم وهم متلبسون بالجرم المشهود”، حسب وصفه.
وتم القبض عليهم أثناء عملية تصوير الأهداف، أو ضبط أجهزة تحديد المواقع، أو رفع صورة عبر الإنترنت لأحد مقرات التنظيم، وفي أحيان أخرى تتم ملاحقتهم والقبض عليهم استناداً إلى اعترافات أحد زملائه في الخلية التجسسية”. وفق المصادر.
ويذكر المصدر المطلع “أن بعض الجواسيس اعترفوا أثناء التحقيقات بتسببهم في تدمير عدد من المنازل بسبب عدم خبرتهم في استخدام أجهزة تحديد المواقع التي يتم تزويدهم بها، وآخرين اعترفوا بأنّ حالة الخوف والارتباك جعلتهم يزرعون الشرائح الإلكترونية التي ترشد الصواريخ إلى أهدافها في أي مكان عام غير محمي أمنياً من التنظيم الذي يركز على المقرات والمباني الخاصة به”.
استطاع تنظيم الدولة إحباط أكثر من محاولة لتجنيد متعاونين ضده، “وقد تَمّ مؤخراً اعتقال أحد الساعين إلى تشكيل خلية تجسسية، وبحوزته مبلغ مالي كبير مخصص لأغراض التجنيد، حسب اعترافه، وهو من المتعاونين مع التحالف الدولي عن طريق حكومة إقليم كردستان” كما يقول المصدر المطلع.
من جانبه، أكد مواطنون من مدينة الموصل تزايد حالات القصف الجوي في الأسابيع الماضية على الأهداف المدنية بشكل ملحوظ على العكس من الأشهر الماضية حيث كانت الضربات تستهدف أهدافا تابعة لتنظيم الدولة في معظمها، ويعزون سبب هذا إلى قلة المعلومات في بنك أهداف التحالف نتيجة القبض على العديد من أعضاء الشبكات المتعاونة معه.
ولا يمكن تأكيد أن كلّ الذين يتم إعدامهم على يد تنظيم الدولة بتهمة التعاون مع التحالف هي تهم مؤكدة، حيث إن تحديد مفهوم التعاون هذا يتوقف على رؤية وفهم التنظيم وحده فيما تقر قيادة التحالف فقدانها لبعض المتعاونين بين الفينة والأخرى.