بدأ وزير الداخلية الكويتي، الشيخ محمد الخالد الصباح، أمس السبت، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تستمر لمدة ثمانية أيام، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الأمنية الداخلية التي تستهدف البلد الخليجي الحليف لواشنطن.
وقالت وزارة الداخلية الكويتية في بيان لها إن الزيارة تأتي في إطار التنسيق والتعاون الأمني المتبادل بين البلدين، لكن مراقبين للشأن الكويتي يقولون إن الزيارة تستهدف وضع استراتيجية أمنية جديدة تحمي الكويت من هجمات محتملة.
ويرافق الوزير الخالد، في زيارته الطويلة، وفد أمني رفيع المستوى، يضم القادة الأمنيين المسؤولين عن أمن الدولة الداخلي، والأمن الجنائي والتحقيقات والمعلومات ومكافحة المخدرات.
وقال دبلوماسي كويتي سابق إن الاجتماعات الأمنية بين الدول تحاط بالسرية، ولا تعبر البيانات الرسمية الصادرة عنها عن كامل الحقيقة، مشيراً إلى أن الأمن الداخلي للكويت يتصدر اهتمام قادة البلاد حالياً بعد عدة حوادث تشير لوصول التهديدات الخارجية إلى الداخل.
وأضاف الدبلوماسي طالباً عدم ذكر اسمه، إن العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن والكويت، تفرض على الولايات المتحدة الأمريكية الانشغال بأمن حليفها الداخلي، لاسيما وأن للولايات المتحدة قواعد عسكرية في الكويت. حسب ما نقلت عنه شبكة “أرم” الاخبارية.
وقالت تقارير أمنية الأسبوع الماضي، إن واشنطن قدمت معلومات أمنية حساسة ساعدت الكويت في القبض على خلية منظمة مؤلفة من عدد من الكويتيين، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة التي خبأوها تحت الأرض، فيما يعرف بخلية “العبدلي”.
ويعد القبض على خلية العبدلي واحداً من أنجح الضربات الاستباقية التي نفذتها وزارة الداخلية في تاريخها، نظراً لكمية الأسلحة الهائلة التي عثرت عليها في حوزة المتهمين، وبينها أطنان من الذخيرة، والتي يقول خبراء أمن إنها تكفي لشن حرب داخل لكويت.
وخلية العبدلي التي تحقق النيابة العامة مع أعضائها حالياً، هي واحدة من عدة حوادث أمنية شهدتها الكويت في الأشهر الأخيرة، منذ تعرض مسجد الصادق في العاصمة الكويت في يونيو/حزيران الماضي لهجوم خلف أكثر من 250 قتيل وجريح.
وتخشى الولايات المتحدة الأمريكية أن تصل الحوادث الأمنية التي شهدتها الكويت إلى قواعدها العسكرية هناك بشكل مباشر، لاسيما مع ورود تقارير عن علاقة خلية العبدلي بحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وقال وزير الداخلية الكويتي عقب تفجير مسجد الصادق الذي تبنته الدولة الإسلامية المعروفة باسم تنظيم (داعش) عبر حساب تابع لها على “تويتر”، إن الكويت في حالة حرب، كما قال قبل أيام إن وزارته ستعتمد على الضربات الاستباقية لمواجهة التهديدات الأمنية.
ويقول محللون أمنيون، إن الضربات الاستباقية التي يريد قادة الكويت الأمنيين تنفيذها، تتطلب تعاوناً أمنياً واسعاً يتعدى حدود الكويت، ليشمل دول حليفة ذات خبرة أمنية كبيرة، بينها الولايات المتحدة الأمريكية، والسعودية المجاورة.