تحت عنوان ” حلف الممانعة والمقاومة قائدا للفوضى الخلاقة” كتب الاعلامي والمذيع في قناة الجزيرة فيصل القاسم كاشفا تفاصيل إدارة النظام السوري لبيوت الدعارة في “بلاده”, لافتاً إلى أن بيوت الدعارة في ساحة المرجة في دمشق كانت بإشراف المخابرات الجوية.
وأضاف القاسم في المقال الذي نشره في صحيفة القدس العربي, إن الأمن السياسي كان مسؤولا عن الأعراس والحفلات، فلا يمكن لأي شخص يريد أن يتزوج في سوريا أن يقيم حفلة أو يستدعي مطربا لإحياء الحفلة، إلا إذا حصل مسبقا على إذن من الأمن السياسي في المنطقة. بعبارة أخرى، فإن وضع الحريات في سوريا مقارنة بنظام حسني مبارك في مصر كان كارثيا بكل المقاييس.
وبالتالي كان أولى بالسوريين أن يثوروا على نظامهم قبل أن يثور المصريون الذين كانوا قادرين على شتم الرئيس ليل نهار في الشوارع، دون أن يتعرض لهم أحد بسوء، بينما كان شتم الرئيس في سوريا يودي بصاحبه خلف الشمس. فلماذا اعتبر حلف «الممانعة» الثورة المصرية مباركة، بينما الثورة السورية مؤامرة وجزء من مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي؟ !.
وأكد أنه قلما تستمع لبرنامج أو تتفصح موقعا إعلاميا لما يسمى حلف «الممانعة والمقاومة» إلا ويكرر أن ما يحدث في سوريا ليست ثورة، بل مجرد لعبة أمريكية لتمرير مشروع الفوضى الخلاقة لإعادة رسم خرائط «سايكس بيكو» وغيرها من مشاريع التفتيت والتقسيم.
ورأي أنه لا شك أننا كنا سنصدق هذه الأطروحة لو كان الخطاب الإعلامي والسياسي «الممانع» متماسكا منذ بداية اندلاع الثورات العربية. فمثلا عندما اندلعت الثورة المصرية ضد حسني مبارك سارع التلفزيون السوري فورا إلى نقل مشاهد تنحي مبارك عن السلطة على الهواء مباشرة. وقد كان العنوان الذي اختاره وقتها لمشاهد سقوط مبارك: «سقط نظام كامب ديفيد».
وأضاف : بدوره فعل الشيء نفسه الإعلامان الإيراني واللبناني «المقاوم» بين قوسين طبعا، فراحا يهللان بحرارة عز نظيرها للثورة المصرية. وقد فعل الإعلام «الممانع» الأمر ذاته من قبل مع الثورة التونسية، على اعتبار أن نظام زين العابدين بن علي «عميل». باختصار شديد، لم تكن هناك مشكلة لإيران وأذنابها مع الثورات العربية عندما اندلعت ضد أنظمة لا تواليها.
وأشار إلي أنه ما إن اندلعت الثورة السورية حتى راح الإعلام المقاومجي يصفها فورا بأنها «مؤامرة كونية» على النظام «الممانع والمقاوم» في دمشق، مع العلم أن الكثير من السوريين ما كانوا ليثوروا لو كان لديهم نظام كنظام الرئيس المصري حسني مبارك. لقد كان النظام المصري ديمقراطيا عظيما مقارنة بالنظام السوري، الذي كانت مخابراته تتدخل حتى في شأن الفلافل وإقامة الأعراس.
وأكد علي أنه كان كل من يريد أن يفتح مطعما أو حتى كشكا صغيرا لبيع الفلافل في سوريا، بحاجة للحصول على موافقات أمنية من عشرات الفروع، وعلى رأسها المخابرات الجوية. تصور أنك كنت في سوريا بحاجة لموافقة الأمن الجوي لقلي الفلافل. ما علاقة الفلافل بربكم بأمن الطائرات والصواريخ؟