قال الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي إن الحرب على العراق عام 2003 خلقت بيئة مناسبة لظهور تنظيم داعش، مشبها ذلك الغزو بـ “احتلال المغول”
وذكر تشومسكي، خلال ندوة عرضتها قناة Chomsky’s Philosophy أو “فلسفة تشومسكي”على موقع “يوتيوب”، أن هناك بعض الروايات التي تقول إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من كونت تنظيم داعش، وهي واحدة من الأفكار التي تؤمن بالمؤامرات.
ومضى يقول: “ولكن ربما لاتكون هذه الرواية خاطئة كليًا، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تساعد التنظيم على الظهور ولكنها خلقت المناخ الذي سمح لداعش بالنمو والظهور، ومنها على سبيل المثال الحرب في العراق عام 2003 بمشاركة بريطانيا.
وشبه تشومسكي تلك الحرب بأنها تحاكي احتلال المغول للعراق فترة الخلافة العباسية وذلك بسبب أنه أدى لمقتل الآلاف، وتهجير الملايين، وتدمير أماكن أثرية للحضارة السومرية.
وأوضح الفيلسوف الأمريكي أن إحدى النتائج المترتبة على الغزو هو انتشار الطائفية، والفصل بين السنة والشيعة والأكراد، مما أدى لاحتقان طائفي دام لأعوام طويلة.
ويمكن رؤية هذا الفصل العنصري في بغداد، فبالنظر الى خريطة بغداد عام 2002 تجدها خليط بين السنة والشيعة يعيشون في نفس الأحياء ويتزوجون من بعضهم حتى أصبح من الصعوبة التمييز بينهما ولكن مع قدوم العام 2006، والكلام لتشومسكي، ارتفع حدة الصراع بين الطرفين بسبب الغزو.
وأشار إلى أن جذور الصراع بين السنة والشيعة بدأت مع المملكة السعودية، حليفة أمريكا لفترات طويلة، واصفا إياها بأنها ” أكثر الدول الإسلامية المتطرفة في العالم”، والتي استغلت امتلاكها للبترول لنشر أفكارها الوهابية عن طريق بناء المساجد والمدارس في العديد من دول العالم من باكستان حتى شمال افريقيا ، معتبرا أن تلك الأفكار مهدت لظهور داعش.
وأوضح تشومسكي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر مثل المطرقة التي تسببت ضرباتها للعراق من وجود تنظيم “الدولة الإسلامية”، معتبرا أن استمرار عملياتها يؤدي إلى انتشار التنظيم في أماكن مختلفة، كما لعبت السعودية والكويت لعبوا دورًا بارزًا في تمويل التنظيم، على حد قوله.
واستطرد قائلا: “حينما يظهر أي لون من ألوان الصراع، يتنامى معه التطرف، وحينما يتزايد العنف من قوات الجيش، يتعاظم العنف من المقاومين، حتى يصبح لغة التواصل السائدة”.